احدث الاخبار

الدين هل هو مشكلة أم حل

الدين هل هو مشكلة أم حل
اخبار السعيدة - كتب - د. بلال حميد الروحاني         التاريخ : 18-02-2012

كثيراً ما نسمع التجاذبات في الأوساط السياسية والثقافية داخل اليمن وخارجه من كلمة الدين بين جاعل للدين مشكلة المشكلات وبين جاعل الدين حلاً وحيداً لكل المشكلات فلو نظرنا إلى هذا الموضوع من جهات عدة: أولاً: ماذا يقصد بالدين, ثانياً: لماذا يشوَّه الدين ومن يشوهه, ثالثاً: لماذا يشمئز البعض من الدين, رابعاً: مقارنة بين الحلول المطروحة من البشر لمشاكل اليمن والحلول من الدين

أولاً: ماذا يقصد بالدين

إذا ذكر الدين الإسلاميون فيقصدون الإسلام لقول الله تعالى (إن الدين عند الله الإسلام) ويُعنى بالإسلام الذي جاء بشريعة غراء شاملة في كل نواحي الحياة سياسياً واقتصادياً واجتماعياً والإسلام الذي لم يترك شيئا في الحياة إلا وبينه ولم يترك مشكلة إلا وجاء بحل لها من عند الله تعالى ولا صلة لأحد من البشر في ذلك ولا وصي عن الله تعالى ولا معصوم في الإسلام إلا المصطفى صلى الله عليه وسلم لا عالم ولا عابد ولا سياسي ولا صحفي ولا طالب علم ولا مهندس ولا طبيب ولا أحد في الإسلام معصوم, وكذلك لا مقدس من الكلام إلا كلام الله ورسوله الذين مصدرهما الوحي من السماء.

أما إذا ذكر الدين العلماني أو الليبرالي أو أصحاب التيارات المعاصرة فيقصدون الدين الثيوقراطي بالمفهوم الكهنوتي الكنسي الذي يخضع الجميع فيه للبابوات والمراجع من البشر فلذلك يبنون أقوالهم وأفعالهم وتحركاتهم على هذا المفهوم.

ثانياً: لماذا يشوه الإسلام ومن يشوهه:

نجد الكثير ممن يشنون الهجوم على الإسلاميين عندهم عقدة من الدين فهم يعبرون عن عقدتهم بحربهم الشعواء على من يحملونه وهم مسلمون أباً عن جد فهذه العقدة نتجت عند البعض بسبب تقصيره في الالتزام بمبادئ الدين وشعائره فحتى يعوض هذا النقص يحتقر حملة الدين ليكون مبرراً لذلك, ومنهم من تأثر بحضارة الغرب وظن أن تقدمهم بسبب تركهم لدينهم ونسي أن دينهم محرف وديننا محفوظ وقد تكفل الله بحفظه ونسي أيضاً أن دينهم يخالف العقل وديننا يوافق العقل بل ويتفوق عليه ونسي أيضاً أن دينهم قائم على الخرافة وديننا قائم على الحجة والبرهان, وبعضهم تعقد بسبب تصرف البعض ممن يحملون الدين ونسي ألا علاقة للإسلام ببعض أفعال المسلمين المخالفة ونسي أيضاً أن الجميع معرضون للخطأ, والبعض معقد من تَدَخُّل العلماء في بعض الجوانب الحياتية لإيجاد الحلول الشرعية ويرى أنه لا دخل للعلماء في ذلك في حين يرى أنه من حقه هو أن يتدخل ولا يُعرف كيف احتكر الحق لنفسه.

ثالثاً: لماذا يشمئز البعض من الدين

لقد وصل ببعض الناس في مفاهيمه عن الدين إلى الاشمئزاز من الدين وكل ما يتعلق به وكل ما يتصل به فإذا سمع قرآناً اشمئز وإذا سمع داعية يتكلم اشمئز وإذا سمع حديثاً اشمئز لسان حاله غر هؤلاء دينهم, فلماذا لا يفتح الليبرالي والعلماني قلبه لسماع الآخرين كما يحب هو أن يسمعه الآخرون فقد يكون الصواب عندهم إن كان لا يعلم.

رابعاً: مقارنة بين الحلول المطروحة من البشر لمشاكل اليمن والحلول من الدين.

 قال الله تعالى (ما فرطنا في الكتاب من شيء) فالإسلام جاء وعالج كل القضايا والمصائب والمشاكل في وقت نزوله وبعد نزوله إلى قيام الساعة, وتتميز حلول الإسلام أنها مرضية للجميع لأن الجميع في اليمن خصوصاً مسلمين وكل اليمنيين لا يرضون بغير الإسلام بديلاً فلذلك لا بد من الرضى به واقعاً وعملاً فمثلاً القضية الجنوبية كثيراً ما نسمع عنها فمن أين نتجت هذه القضية؟ بسبب الظلم والازدراء من النظام السابق في اليمن والذي عامل الناس معاملة سيئة فنهب الأراضي والأموال وانتهك الحقوق والحريات ورأى الناس الظلم شديد عليهم فانتفضوا وانتفض معهم إخوانهم في الشمال الذي لا يقلون سوأً عنهم فبرزت إلى السطح القضية الجنوبية ولكن الأعداء لا يتركون للناس حالهم فبرزت حلول بشرية لهذه القضية مستوردة من هنا وهناك فمنها الانفصال ومنها الفيدرالية ومنها الأقاليم وغيرها من الحلول ولا ندري لماذا لا يرجع الجميع للإسلام الذي عالج كل القضايا ولا يفرق بين أحد فالحلول التي طرحت ليست مرضية عند الجميع فهذا يرى رأياً وهذا يرى آخر وسيصل الحد للاقتتال!!! لكن لماذا لا نبحث عن الحل في القاموس الإسلامي الذي سيكون مرضياً عند الجميع؟ ولن يستطيع أحد مخالفته فالإسلام يأمر بالعدل والمساواة ويأمر بالحوار والشورى ويأمر بإرجاع الحقوق إلى أهلها ويحرم التفريق بين المسلمين لا هذا جنوبي ولا شمالي ولا أسود ولا أبيض ولا طويل ولا قصير ولا بكرفته ولا بمعوز ولا بجنبية ولا ببنطال ( إن أكرمكم عند الله اتقاكم) والإسلام أيضاً يحرم الفرقة والتضاد ويأمر بالمحبة والأخوة والعفو والصفح ويحرم الحقد والكراهية ويدعوا للرخاء والسعادة والأمن والأمان ويحارب الظلم بكل أشكاله ويأمر بإزالة الضرر ممن كان ويقدم المصلحة العامة على المصلحة الخاصة ولم يوجد في التاريخ البشري أعدل من الإسلام على الإطلاق فسبحان الله لن تستطيع الفيدرالية ولا الانفصال ولا غيرها من الحلول أن تحمل هذه القيم التي حملها الإسلام فلماذا لا يطالب الجميع بحل القضية الجنوبية بمبادئ الإسلام التي لا يمكن أن يعترض عليها أحد ولن يحدث التفرق ولا التضاد بين أبناء البلد الواحد, قال تعالى ( أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير) فلماذا لا نجرب حلول الإسلام لحل مشاكلنا فنقيم العدل والمساواه بكل صوره ونرفع الظلم والطغيان بكل أشكاله.

عدد القراءات : 2222
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات