احدث الاخبار

وجاء عيد الحب

وجاء عيد الحب
اخبار السعيدة - كتب - الحسين السراجي         التاريخ : 14-02-2012

مع قرب عيد الحب المسمى ( بفالنتاين ) يبدأ اللغط والجدل وتنبري الأقلام والمنابر لدخول معمعة الصراع , ومع الكل تسري المناشير والمطويَّات الطافحة بالعبارات القاذعة والأحكام الجزاف .حملة شرسة يواجهها الحب ومعركة حامية الوطيس يدور رحاها في أماكن عدّة :

المساجد , الجامعات , المدارس والمعاهد , وسائل الإعلام المرئي والمسموع والمقروء والإلكتروني , المنتديات , مواقع التصفح والتواصل الإجتماعي , المقائل والمناسبات , التجمعات واللقاءات , الكتيبات والمناشير والمطويات , الفتاوى , ........ إلخ .

لا أعلم فالنتاين ولا أدري ما هو سوى أحاديث تميل للأساطير أكثر منها للواقعية , لكنَّ ما أنا على ثقة منه هو حاجتنا الماسَّة للحب .

دون التعريج على معاناتنا في العقود الأخيرة من حالة الإرتباك التي يعيشها أبناء الأمة الإسلامية حيث : النزاعات السياسية , الشحن الطائفي , الصراعات الفكرية والمذهبية , التعبئة والتحريض الخاطئان :

هذه العوامل دمَّرت التماسك الإجتماعي وانفرط معها عقد التعايش والتسامح وأصابت الأخوة الدينية والوطنية في مقتل بعد أن صار بعضنا يقتل بعضاً بدوافع تكفيرية على مسائل خلافية شملتها سعة الإسلام ورحمته وسماحته , بمعنى آخر : للإجتهاد فيها مسرح .

ما علينا من تقليب المواجع فحالنا في جانب الصراع الفكري , العقائدي , المذهبي , لم يعد يخفى على أحد , سنتجاوزه معرجين على مآلات الصراع السياسي المترافق وثورات الربيع العربي ليس في اليمن فقط ولكن في الغالب من بلداننا العربية والإسلامية إن لم يكن الكل .

الصراع السياسي – وهو سياسي بكل ما للكلمة من معنى بغض النظر عن التوجهات والأفكار والمكونات ..... إلخ – وخلال عام كامل تآكلت فيه اللحمة الوطنية وقُضي على ما تبقى من النسيج المتآكل أصلاً بفعل الأفكار الواردة التي ألغت الآخر وحاكمت النوايا وكفَّرت المخالف , وما صاحب الصراع من تعبئة وتحريض وإثارة قنابل موقوتة بدأ فتيلها ليس بشرارة وإنما بنار موقدة .

الصراع السياسي – للعلماء نصيب الأسد من مفرزاته – تَحَوَّل بقدرة قادر إلى صراع فكري , الساحات تعجُّ بهذا الصراع , أبين ورداع بيد أنصار الشريعة وحروب طاحنة دارت وتدور هناك , إفتعال صراع جديد للحوثيين مع حزب الإصلاح في حجة وتمويله والتحريض على الزيدية , فتاوى تكفيرية بتواقيع أُوْمِنُ أن معظم الموقِّعين لا يعلمون على ماذا وقَّعوا باستثناء ما نُقل إليهم من كلام من أتاهم بمسودات الفتوى .

فكري قاسم وبشرى المقطري وبقية الكَفَرَة :

لا تعليق فلا أدري ماذا أقول فكل لفظ يحتمل التأويل مهما كان وهذا بحدِّ ذاته يُغلق جميع الأبواب , فما علمت يقيناً لماذا كفرتم ؟

اللهم إلا ثمرة من ثمار اليمن الجديد والمستقبل الواعد اللَّذين بشَّرت بهما الثورة التي تاهت .

في وضع كهذا , بلد ملغوم ألا يحتاج للحب ؟

ألا يحتاج لأن نحمل ورداً – ولو أحمر - نقدِّمه لبعضنا البعض متجاوزين مفرزات الإحتقان والتعبئة والتحريض والتكفير ؟

ألا يستحق الأخ الشيعي حب أخيه السني والعكس ؟

ألا يحتاج الشمالي حب أخيه الجنوبي والعكس ؟

أليس من حق المهمشين والمقصيين الحصول على حب الآخرين ؟

للحاجة الملحة للحب المفقود والمنشود في آن أجد نفسي وقد وجَّهت دعوة لجميع المسلمين واليمنيين خصوصاً للبحث عن عوامل ووسائل وصنائع الحب ولا أعتقد ديناً جسَّد معاني الحب كما هو الإسلام . 

عدد القراءات : 2070
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات