العميد الركن حميد القشيبي في حوار "خاص": شباب الثورة قدوتنا وصمودهم الأسطوري جعلهم مدرسة، ونريد أن يكون الجيش وطنياً ويبتعد عن السياسة
يعد العميد الركن حميد بن حميد القشيبي قائد اللواء 310 مدرع المرابط في محافظة عمران من ابرز الشخصيات العسكرية التي أعلنت تاييدها للثورة الشبابية التي تشهدها البلاد وذلك لما يمثله العميد القشيبي من مكانة كشخصية عسكرية بارزة وقياداته لاحد اهم الالوية اليمنية شهرة على امتداد تاريخ الجيش الجمهوري اليمني.
العميد الركن حميد بن حميد القشيبي - الذي قابلناه في مقر قيادة اللواء 310 مدرع بمدينة عمران - إضافة إلى نجاحه المهني في تاريخه العسكري فإنه يحظى باحترام واسع بين مختلف الفئات الاجتماعية وكل ذلك أكسبه القدرة على الحفاظ على أمن واستقرار محافظة عمران التي كانت هناك جهود حثيثة من قبل بقايا النظام لتفجير الاوضاع فيها كعقاب لموقفها الثوري الشجاع منذ انطلاقة ثورة الشعب الظافرة بداية العام الماضي.
ولأنه لم يكن بخافٍ على بقايا العائلة الخطورة التي شكلها القشيبي وضباط وأفراد لوائه العسكري الأحرار على مشروعهم التخريبي الضيق وقدرتهم على كل مخططات بقايا العائلة، فقد كان العميد القشيبي هو أكثر قائد عسكري مؤيد للثورة تعرضا لمحاولات اغتيال وتصفية وبأساليب قذرة ومتنوعة.
حول موضوع الاغتيالات ومواضيع عسكرية وسياسية أخرى تحدث إلينا العميد الركن /حميد القشيبي قائد اللواء 310 مدرع.
- على كل حال نرحب بشباب "أنصار الثورة" ونقول طموحاتنا بالنسبة للتدريب للعام التدريبي 2012م أن يكون عاماً حافلاً بالنشاط والحيوية وأن نتلاشى القصور التي تخللت العام التدريبي 2011م وأن تُحل المعضلات التي كانت واضحة وأدت للقصور في العام الماضي وأن نركز عليها في هذه المرحلة وأن نوصل في النهاية إلى مستوى متقدم من التدريب وأن نتدرج في التدريب كما هو معتاد ،من التدريب الفردي ثم الإجمالي وصولاً إلى المشاريع التكتيكية على الخارطة والأرض ،وأن نكون في العام الجديد قد وصلنا إلى الطموحات والأهداف التي نرجوها فنحن في اللواء 310 دائماً ما نبدأ بداية العام التدريبي بتدشين مرحلة تدريبية جديدة نحاول أن تكون أفضل من سابقتها.
- بالنسبة لنجاح الثورة أنا أعتقد أن المؤشرات والأهداف الرئيسية منها قد تحققت في هذه المرحلة ولا زال هناك الكثير لأن التراكمات الكثيرة والفساد المستشري والمؤسسات التي تعمل بوتيرة غير صحية في العقود الثلاثة الماضية بحاجة إلى المزيد والمزيد ،الثورة حققت تغيير النظام أو رأس النظام كما هو واضح وأيضاً مسألة التوريث والتمديد والتأبيد انتهى لا يوجد شك من ذلك.
- جمعة الكرامة بالتأكيد كانت حدث كبير وغير متوقع وهذا الحدث أثَّر في نفسيات الشعب بالكامل حسب اعتقادي وتأثر فيها كثير وأنا كذلك عندما شاهدت المناظر والدماء تسيل من الشباب من صدورهم ومن رؤوسهم وبهذه الوحشية الكبيرة بالتأكيد أثرت فينا وأنا في ذلك اليوم لم أنم بعد ما رأيت المشهد البشع لتلك الأحداث الرهيبة وأثر في أنفسنا كثيراً ،واتخذنا بعدها خطواتنا وهي الانضمام للثورة الشعبية السلمية بعد تلك المجزرة الرهيبة التي كان لها وقع غير عادي ولم يحدث أن شاهدنا مثل ذلك المنظر الرهيب ولهذا قررنا وغيرنا أن نحول من 360 درجة ونتحول إلى تعاطف ورحمة لهؤلاء الشباب وما لاقوه وعانوه في هذا اليوم . ففعلاً أثر في نفوسنا - كما ذكرت - وبالتالي كان قرارنا صائباً لأن نتحول مع هذا الشعب وهؤلاء الشباب المسالمين والمرابطين في الساحات والذين بذلوا دماءهم في هذه الجمعة وما تلاها من أحداث من أجل تحقيق عزة وكرامة اليمن ومن أجل الدولة المدنية الحديثة التي ينشدها جميع أبناء الشعب.
- شباب الثورة صمودهم وتواجدهم في الساحات لهذه الفترة الطويلة لا يستطيع الواحد أن يعبر عن مدى هذا الصبر والجلد والبسالة التي قاموا بها والمسيرات الضخمة التي تحركوا فيها من مكان إلى آخر ومن ميدان إلى آخر وما لاقوه وعانوه من ضخ بالمياة والمياة الملوثة وكذلك بالغازات السامة بالحجارة بالرصاص الحي ومختلف أنواع آلة القمع التي استخدمها النظام ضد هؤلاء الشباب الثائر فهم قدوتنا وهم أصحاب الدور في التحولات التي شاهدناها والتي أجبرت رأس النظام على التنحي وغادر خارج الوطن ،وفي القريب العاجل لن نشاهد رأس النظام أو علي عبد الله صالح مرة أخرى ولن يعد ذلك الوضع الذي عاناه الشعب اليمني طيلة ثلاثة وثلاثين عام.
- أريد أن أقول لك بأن هؤلاء الشباب حديثي العهد بالقوات المسلحة أو في صفوف الحرس الجمهوري هؤلاء مغرر بهم ،لأنهم دخلوا جدد ولا يعرفون أساليب النظام وتعامله مع الجيش أو مع من يرأسهم من مرؤوسيه سواء كانوا من جنود أو ضباط أو صف ،فحديث العهد يكون مغرر به وممكن يتوْه وممكن يُتوَّه به أيضاً ولا يشعر إلا في النهاية أنه كان في الطريق الخطأ ،فهؤلاء المغرر بهم معول عليهم أن يُدفع بأحدهم وهو غير واعي بما يعمل ولكن القدامى من الضباط وصف ضباط وجنود الأساسيين كلهم عارفين أعمال النظام وعارفين أساليبه وكيف يتعامل معهم وما هي الحقوق التي يتقاضاها وما هي الحقوق الناقصة عليه ولهذا تجده غير مندفع بالاستماتة والدفاع عن النظام.
- أنت لو رجعت للدستور لوجدت أن الجيش يجب أن يكون خارج السياسة وليس له دعوى بالعمل السياسي أو اللعبة السياسية ولكن النظام سيَّسه وسيَّسه في مراحل كثيرة ومنها عند إجراء الانتخابات حيث كان الجيش يدخل بشكل مباشر في الخط ويتسيس ويشتغل لجهة أو لصف الرئيس وحزبه وهذا كان واضح في الجيش اليمني منذ نشأته أو قيادته من قبل علي عبد الله صالح وأبنائه ونحن نرى أن يكون الجيش بعيد عن السياسة يترك للمدنيين الحكم يكون للجيش للوطن يحمي السيادة ولا يكون له أي علاقة بالسياسة لا من قريب ولا من بعيد وأرجو أن يكون مثل الجيش التونسي أنا اعتقد أنه أكثر من غيره جيش محايد وغير متسيس ولم يدخل في أي دور من أدوار السياسيين.
- الانتخابات الرئاسية القادمة أنا أعتبر أنها ستكون ناجحة وخاصة في محافظة عمران ومهما روج البعض بأنه قد لا تجري انتخابات والوضع غير صحي أو غير آمن وهذا غير صحيح و إن وجدت بعض الفقعات في بعض المديريات وليس في محافظة عمران ولكن في محافظات أخرى الذي فيها بعض الإشكاليات وستكون مديريات أو دوائر معينة إن وجدت ،وإلا فأنا أعتقد بأنها ستمشي على ما يرام .
- محافظة عمران من المحافظات التي كان يراهن عليها النظام بأنها ستكون في صفه وهذا كان في نظره محافظة عمران هي الأولى وفي اليد ولكن أُحبط هذا المشروع للنظام ،وكان يراهن أيضاً على أن تكون ملتهبة تكون فيها مشاكل وحروب وقلاقل وغير ذلك ولكن فطرة أبنائها والتفافهم حول بعضهم وحبهم لمدينتهم عمران بالذات التي هي عاصمة المحافظة ودور المشائخ والوجهاء كان لهم دور فاعل سواء كانوا من هذا الاتجاه أو ذاك كان فيهم تعقل إضافة إلى أن الجيش المناصر للثورة والمؤيد لها كان له دور فاعل في الحفاظ على الأمن والسكينة العامة وحماية المنشآت العامة والخاصة بقدر الإمكان واستطعنا أن ننجح بذلك ،واستطعنا بتعاون الجميع من أبناء المحافظة أن نصل إلى هذه النتيجة الطيبة المرضية لكل أبناء المحافظة والتي حسدونا عليها الغير في المحافظات الأخرى مثل تعز وأبين وصنعاء والحمد لله أن استطعنا بتعاون الجميع أن نصل إلى ما نصبو إليه وما نريده لأبناء هذه المحافظة من خير وأمن واستقرار لمسه الجميع وإن شاء الله سيستمر هذا في المستقبل.
- علي عبد الله صالح أعلن في أكثر من مرة بأن اليمن ستتشظى وأن التطرف أو القاعدة ستلتهم محافظات عديدة من اليمن وتنبأ بهذه الأحداث ،وأعتقد أنه كلما قرب الرحيل كلما أشعل ورقة من هذه الأوراق وخاصة ورقة القاعدة والتي استطاع من خلالها جني الأموال الطائلة من الإقليم والمجتمع الدولي ولكن أؤكد بأن أبناء الشعب اليمني قادرين على إحباط مثل هذه المكائد وستتلاشى القاعدة في فترة من الفترات لأنه ليس لها حاضن في اليمن ولا أحد يرغب في الإرهاب ولا أحد يريد أن يخرب بلده بيده وخاصة وإن هذا التنظيم غير مرغوب دولياً فسيلقى الصعوبات من الداخل ومن الخارج ولا نحب أن يتدخل أحد في شئون البلد ولكني أؤكد أن اليمنيين قادرين على تجاوز مثل هذه الأوضاع وأن يوقفوا الإرهاب في مكانه وإن شاء الله يتحقق هذا.
- دول الإقليم بما فيها دول مجلس التعاون الخليجي وكذلك الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن والأوروبيين والأمريكان كان لهم دور فاعل في إنجاح الثورة وإن كنا نعول على نجاح من الداخل إلا أن الدور الخارجي أيضاً كان دور مساعد ودور فاعل وضغط بكل تأكيد على رأس النظام بتوقيع المبادرة الخليجية وتنفيذ بنودها المزمنة وأيضاً التنحي عن السلطة ،فنشكرهم على هذا الدور المملكة العربية السعودية في المقدمة ودول مجلس التعاون الخليجي وكذلك المجتمع الدولي ناصر الثورة والشباب والتغيير.
- أنا أتصور بأن العقلية العقلية ولازالوا بنفس العقلية وإن قد وهنوا إلى حد كبير ،هم لم يستطيعوا أن يقوموا بما قاموا به في بداية الثورة وكلما مشى الوقت كلما ضعفوا أكثر ولكن لا تزال عقليتهم هي العقلية التي جبلوا عليها وهي " أنا..وحقي ..وأنا المسئول" لأنهم ولدوا على هذا النمط وخاصة صغار السن من الأولاد ،وقد ربما يحاولوا يلخبطوا بعض الأمور ولكن في اعتقادي أنهم لن ينجحوا في ذلك.
- لم أكن المستهدف الوحيد في مثل هذه الأعمال وهناك مستهدفين كثر سبقونا وكان في مقدمتهم اللواء /علي محسن صالح وآخرين من رؤساء الأحزاب وغيرهم وأنا أيضاً تعرضت لأكثر من حادث ولكن بحمد الله عرف المتسببين ومن قاموا بهذه الأعمال وسجنوا وأخضعوا للتحقيق ونتائج التحقيق معروفة وممكن تظهر في العلن والحمد لله أن نجانا من هذه المؤامرات الخبيثة ونشكر الله على ذلك.
- شباب الثورة : إذا لنا حق في إعطائهم رسالة فنقول بأنهم قدوتنا فهم من صمدوا في الميادين وخرجوا قبلنا وصمودهم الأسطوري هذه الفترة بالكامل تجعلنا نقتدي بهم فهم أصبحوا مدرسة وأصبحوا معلم والمنظر والمنضج والمنجز للثورة فنحن نؤيدهم ونبارك لهم خطواتهم وصبرهم وثباتهم فهم من قاموا بالثورة وهم من أشعلوا شعلة الثورة وهم من أنجحوها حتى وصلت للأهداف التي وصلنا إليها بفضل الله ثم بجهودهم المباركة المخلصة وثباتهم في الميادين والساحات.
-عميد ركن / حميد حميد منصور القشيبي
- من مواليد 1956 - محافظة عمران
- متزوج وله خمسة أولاد وثلاث بنات.
- خريج الكلية الحربية 1977م.
- عمل في قيادة الحرس الجمهوري بالسواد قائد بطارية كتيبة المدفعية ثم أركان الكتيبة ثم قائدها ثم أركان حرب لواء مدفعية الحرس الجمهوري.
- قائد قطاع دمت.
- أركان حرب اللواء السادس.
- حصل تأهيل عالٍ ودورات تدريبية في العلوم العسكرية.
- قائد اللواء الأول مدرع ،حالياً 310 مدرع.
رجل شجاع لله درك من رجل وطني كثر الله من امثالك |