احدث الاخبار

21 فبراير يوم الانتقال للمستقبل

21 فبراير يوم الانتقال للمستقبل
اخبار السعيدة - كتب - صادق عبد الرزاق العامري‏         التاريخ : 19-01-2012

بين المستقبل المنشود  والماضي البغيض لحظة تاريخية فاصلة تفك وتربط في عملية واحدة , بحيث يذهب الماضي بكل طغيانه ويأتي المستقبل بالتغيير والبناء وأحلام البسطاء ,  في هذه اللحظة الحاسمة تعلن الحرية انتصارها على الاستبداد , وتسجل العدالة انتصارها على الظلم , هذه اللحظة التاريخية  محطة تحول لا تتكرر كثيرا في تاريخ الشعوب والأمم , وها هو اليمن الحبيب على موعد ليعانق لحظة تاريخية  ناضل من اجلها على مدى عقود من الزمن , وكان كلما اقترب منها سرقها لصوص هيئوا أنفسهم للاستحواذ على لحظة التغيير , وحولوا مسارها في اتجاهات أنتجت الماضي , وزادت فوق أحماله أثقلا أخرى , لكن اللحظة القادمة لا سبيل الى سرقتها فالشعب اليوم بات هو الحارس وشباب اليمن الثائر بالمرصاد , وهذه الحماية لم تتوفر من قبل بهذا الحجم الطوفاني ,

استطاعت الثورة السلمية  بتصميم , وإرادة انجاز ما كان يُعتقد انه مستحيل , وبالفعل كان التغيير في اليمن أمر مستحيل  إذا  تم احتساب ما أعده علي عبدالله صالح لمواجهة أي تغيير من شانه ان يزيحه عن السلطة , فعلي عبدالله صالح أحاط الكرسي بحصون وقلاع أيقن  في ظل وجودها باستحالة حدوث أي تغيير , فهو قد جند نفسه وكل إمكانيات الدولة من اجل حراسة كرسي الحكم , وبناء تلك الحصون والقلاع , ويأتي على رأسها حصن الحماية السعودية والأمريكية, حصن الحرس الجمهوري والأمن المركزي وسيطرة العائلة على هاتين المؤسستين, حصن احتكار التجارة وفرض سيطرة كاملة عليها , حصن شبكة المصالح مع المتنفذين ومراكز القوى الاجتماعية , حصن التحالف مع عصابات التهريب وتجار الممنوعات ,حصن تيار علماء ولي الأمر , حصن تنظيم القاعدة , حصن المال الوطني المنهوب  ,

 يعني ان صالح لم يترك ثغرة يمكن ان يتسلل منها خصومه إلا وسدها أمامهم , وفي لحظة الشعور بالكمال والتمكن ترسخت لديه قناعة بإمكانية قلع العداد والسير في طريق التوريث وبمباركة من كل تلك الحصون والقلاع , ولذ لا غرابة ان يقول الارياني ان التغيير في اليمن كان مستحيل لإدراكه لطبيعة تلك الحصون وما أعده صالح لحماية الحكم والاستمرار فيه.

أمام ذلك كله يدرك كل ذي علم  بالوضع اليمني عظمة الثورة الشعبية السلمية وقدرتها على تحطيم حصون الطغيان حصنا بعد الأخر , وها هي الانتخابات القادمة ستكنس أخر الحصون والقلاع ,

 الانتخابات القادمة ليست كأي انتخابات انها حدث مفصلي له ما بعده ويمكن هنا الوقوف على أهم الأبعاد التي تحملها الانتخابات القادمة

•           انتخابات 21 فبراير بدون صالح او وريثه هذا الأمر الي يعتبره الارياني معجزة أنجزها شباب الثورة السلمية وبهذه الانتخابات يكون شباب الثورة قد أسدلوا الستار على حقبة حكم صالح العائلي وأعلنوا رسميا انتهاء عهد صالح وعائلته وبصورة  واضحة وقاطعة لمكان فيها لمروغات صالح ,  وبذات الشرعية التى استخدمها صالح في مواجهة مطلب الرحيل عن السلطة , الأمر الذي يعني ان هذه الانتخابات تعميد لنجاح الثورة الشعبية

•           الانتخابات الرئاسية القادمة خطوة أساسية لاستعادة الاستقرار والمضي بعدها  في عملية الإصلاح الشامل للأوضاع الراهنة, اذ لابد من حدث يفصل بصورة حاسمة العلاقة بالماضي , ويقطع دابر التفكير بإمكانية  عودة صالح الى السلطة , اذ لا يزال صالح يلعب مع حلفاء له على وتر الانقلاب والعودة للحكم ويمنيهم بأمنيات  يسيل لها لعاعهم , وبنجاح الانتخابات سيكتشف هؤلاء المرتزقة ان الأمر حسم ولا فائدة من استمرارهم في تقديم الخدمات التخريبية لعلي صالح , وهذا الأمر سيؤدي إلى توقف أعمال التخريب والترويع وإقلاق السكينة العامة ,

•           ان إعادة الاستقرار يعني أمور كثيرة , فالاستقرار يعد المدخل  لإنهاء الأوضاع القائمة والانتقال الى مرحلة البناء والتغيير. وكسر لحالة الجمود وإيقاف للتدهور الذي تشهده البلاد, , كمان ان الاستقرار يعني إفساح المجال للشعب اليمني ليقرر بنفسه شكل نظام الحكم عبر الحوار الوطني الشامل  ولا شك ان  الدعم الدولي و الاقليمى لإعادة إنعاش الاقتصاد اليمن مرهون بإعادة الاستقرار للبلاد من خلال تنظيم الانتخابات ونجاحها

•           الانتخابات الرئاسية هي المدخل المناسب لإحداث التغيير المنشود في طريق استكمال أهداف الثورة الشعبية باعتبار ان هذه الانتخابات ذات طابع انتقالي  وهو ما يعني انها معنية ببلورة المطالب الشعبية في إطار مشروع وطني شامل  يلبي تطلعات المواطن اليمني البسيط

وبذلك يمكن القول ان المشاركة في الانتخابات القادمة  تعني الإسهام في توفير الاستقرار , والمشاركة في إيقاف حالة التدهور ,والإسهام في وضع اللبنة الأولى في طريق التغيير نحو يمن المدنية والعدالة والمساواة  , والحرية والقانون

من فضلك شارك الخبر مع اصدقائك بالضغط على (شارك واعجبني)

عدد القراءات : 2996
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات