احدث الاخبار

أبعدوا شبح التكفير عن الآراء والانطباعات ..؟؟

أبعدوا شبح التكفير عن الآراء والانطباعات ..؟؟
اخبار السعيدة - كتب - فهد سلطان         التاريخ : 15-01-2012

في قضايا تبدوا ذات حساسية شديدة في مجتمع لم ينتعش بعد بجدل التنوع وصراع الأفكار وحرية الرأي  ولا ماذا تمثل مخرجات الجمال الناتج عن ذلك التنوع الذي لا نسعى إلا إلى طمسه وإبعاده وكأن جمال الحياة ليس إلا في الرأي الواحد الذي لا شريك له .

 هناك فرق كبير بين من يقول انطباعات شخصية يصدرها من تلقاء نفسه عن (الله) أو عن أي شيء أخر سواء أخطأ فيها أو أصاب وبين من يقول انطباعات تنتقص من معتقدات الآخرين أين كانوا مسلمين يهود , بوذيين .. وسواء تناول الذات الإلهية المقدسة ( الله ) أو مقدسات أخرى .

في الحالة الأولى شيء يخص الشخص نفسه وحسابه على الله , ولا يستطيع شخص أن يقول أن الله قد فوضه بالدفاع عنه .! ثم أن الله ليس ملك لأحد بحيث يحتكر الحديث عنه شخص أو جماعة و فئة من الناس .! فمن صدر من كلامه كفر على اعتبار أن ما صدر من الكاتبة (سنة أولى ثورة ) كفر .! مع أنه لم يحدث في كلامها شيء من ذلك  وحتى لو صدر ذلك منها فلا يملك شخص ما التقول على الله بالدفاع عنه لمجرد أن قال شخص ما رأياً أو فكراً..

 إننا نقرأ كتاب الله ولا نجد مستند قريب أو بعيد يفيد بما يقوم به بعض من جند الله اليوم , في معركة تخلق من العدم وميادين من غير معترك سوى أن البعض يريد أن يخلق من نفسه شيء ما كبير والوقت مناسب الآن وحتى يكون كذلك فلا بد من خلق قضية كبيرة ودفاع عن شيء كبير , أسمه الله ..

 إن الله  لا يفوض أحد بالدفاع عنه ولم يحصل على ذلك التفويض حتى رسول الله صلى الله عليه وسلم , وقد كان المشركين واليهود والأعراب يقولون كلاماً أكثر من ذلك بكثير بحيث يخرج عن الانطباعات الشخصية إلى البند الثاني وهو السخرية والاستهزاء بكل شيء ومنها المعتقدات المقدسة عند المسلمين وغيرهم , ومع ذلك لم يفتح النبي الكريم باب التبرع لتحرير دعوة في المحكمة ضد أحد , نعم لم تذكر لنا كتب التاريخ والسير أن محمد صلى الله عليه وسلم قد أحال قضية ما إلى محكمة  ولا نصبت مشانق تحاكم وتخرس الأفواه , ولا حتى صدرت فتاوى بقتلهم والتقرب إلى الله بدمائهم .! وإلا لا داعي لمعنى الحرية التي أرادها الله للإنسان وحرر له الإرادة التي بموجبها يكون الحساب بموجبها يوم القيامة .

وعندما نتأمل في كثير من آيات القرآن التي تناولت مثل تلك الأقاويل والآراء تناولها بأسلوبه الخاص الرد بالحجة والدليل والبرهان كيف لا يكون ذلك والقرآن نفسه يقرر قاعدة هامة إن الله يحكم بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون" ومن هنا كان تناول القرآن تلك الآراء بالرد عليها والوعيد بالعذاب في الآخرة , لأن من يقول ذلك ليس نتاج تفكير وبحث وتأمل فجاءت تلك المقولات نتاج ذلك البحث .! وإنما نتاج سخرية واستهزاء لمجرد السخرية وسوء نية من قائلها الغرض منها هو الانتقاص من الآخرين ومن معتقداتهم وأسمى تلك المعتقدات هو الله.

 كما أن النبي الكريم نفسه لم يتولى الرد إلا من زاوية الحجة بالحجة , وطرح تلك الشبهات أمام الناس بعد قيام البرهان على بطلانها دون أي إباحة لأحد ولا حتى مواجهة السخرية بمثلها وقد قال الله في مثال بسيط على ذلك رداً على من قال أن لله ولد " قل أن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين " فالقول أن لله ولد كلمة فيها ما فيها من الكفر والكذب على الله بغير علم , ومع ذلك لم تنصب لهم محاكم ولم تصدر فتاوى  سريعة بالنفي والقتل وإنما دعاهم الرسول بالحوار إلى إثبات ذلك , وفي حالة التحقق سوف يكون الرسول أول العابدين لو ثبت ذلك بالعقل فقط على الأقل  ..

وبالتالي الدعاوي والرفع إلى المحاكم لكل من كتب  أو قال رأياً .! هذه مهمة الفارغين البطالين الذين ليس لهم ما يقولون ويريدون أن يتصدروا الناس تحت حجة أنهم يدافعون عن الله فهي أشرف المطالب.! هذا في الحين الذي ستجد نفس الأشخاص لا ينبتون ببنت شفه على الجرائم والمظالم التي يهتز لها عرش الكون وتغضب الله في عليائه , فهذه الجرائم في عرفهم لا ترقى إلى أن تخرجهم من كفهم المظلم للدفاع عنها ..

إن هذا التسطيح لمفهوم الرأي ورد الفعل المتجرد من كل دليل نحوه يؤكد لنا أن هناك من يفهم الإسلام بالمقلوب  وبصورة تدعوا إلى الشفقة ..!

 فالله لم ينزل شريعة تدافع عنه بقدر ما أنزل شريعة تدافع عن الإنسان نفسه تحفظ كرامته وتصون حقوقه وتؤكد على قدسيه كل شيء متعلق عنه , فأن تبعد عنه الظلم والقهر تكون قد نلت أرفع المنازل عند الله  وحزت على أعلى الدرجات.

 وبالتالي علينا أن نرفع أصواتنا عالياً فيمن يتناول أعراض الناس ومعتقداتهم بالتنقيص والسخرية للسخرية أو مارس القتل والظلم والقهر بالناس أو اعتدى على عباد الله تحت أي شكل من الأشكال.

 وفي أمر الله : فالله نفسه يتولى الدفاع عن نفسه ومحاسبة العبد يوم القيامة مهمة خاصة بالله ,  نقول ذلك ولا يعني أننا نبرر أي عمل خاطئ ينال الله  أو ذاته أو صفاته .. ولكنا نقول الفكر والرأي ليس فيه حلال ولا حرام وإنما صواب وخطأ فقط . فمن قال شيء من ذلك عدنا إلى أقلامنا وحركنا عقولنا وبحثنا عن منطق رصين وحجة بالغة في الرد فندحض كل شبهه ونبين كل اعوجاج , ونبين لصاحب الخطأ , الخطأ الذي وقع فيه ونتمثل حديث النبي صلى الله عليه وسلم لمن أخطأ لا تعينوا الشيطان على أخاكم ..

 

من فضلك شارك الخبر مع اصدقائك بالضغط على (شارك واعجبني)

عدد القراءات : 2886
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات