حكومة الوفاق هل اصطدمت بالواقع ؟
يقال في المثل : ما أسهل الحرب على المتفرجين . هذه طبيعة البشر يتقنون النقد وتقمص الأخطاء والزلات ويجيدون فن تلمس الهفوات والعثرات , نقدٌ موضوعي بحسن نية يطلب التغيير والخير , ونقدٌ غير موضوعي بنية مُبَيَّتة سوءً يبتغي كشف العورات .
هذا هو لسان حال حكومة الوفاق التي هي في الحقيقة على غير اتفاق , أو بمعنى أدق : المعارضة التي ما فتئت :
تتهم , تُدين , تستنكر , تعترض , تستهجن , ترفض , تُكَذِّب , تُحَمِّل الحكومات السابقة ( النظام ) المسئولية عن كل شيء .
ليس دفاعاً عن النظام وحكوماته فقد أوغلوا في الفساد وارتكاب الأخطاء من الرؤوس حتى أخمص الأقدام , لكنه جزء من التأمل في حال من أجادوا فن النقد والتخوين والإتهام حتى صاروا شركاء الحكم والسلطة والمسئولية فإذا بهم يغوصون ويُبَرِّرُون " صُمٌ بُكْمٌ عُمْيٌ " :
أين الكهرباء ؟
أين الغاز والمشتقات النفطية ؟
ما حال الغلاء والبطالة والفقر والإقتصاد ؟
قائمة طويلة من المسئوليات التي عانى المواطن رداءتها وانعدام الحس الديني والأخلاقي لدى المسئولين عنها .
مماحكات السياسة كانت تدفع بالمعارضة للإتهام والإستنكار والإدانة فمن يُدينها اليوم ؟ وكأنك يا أبو زيد ما غزيت !!!
جولة الحكومة الإقليمية :
حكومة دولة الأستاذ باسندوة بدأت باقتفاء أثر سابقاتها في الخليج تطلب الدعم والمعونات , وعلى خُطى سابقاتها يضم وفد الحكومة العائم أكثر من 10 وزراء منافياً لسياسة التقشف التي أعلنت عنها في برنامجها الذي قدَّمته لمجلس النواب !!!
الصخر الوجيه :
صخر الوجيه الشهير بعداوته اللدودة لسياسة القروض وخصم الوزراء والعقبة الكئود في وجه الفساد وقف قبل أيام في مجلس النواب موقفاً لا يُحسد عليه حين طلب من زملائه الموافقة على قرض بقيمة مائتي مليون دولار لتنهشه ألسنة كتلة المؤتمر وتتهكم من طلبه .
قد يكون معالي وزير المالية على حق ولا شك في ذلك لكنه أتى مبكراً من حيث يكره الأمر الذي جعله لقمة سائغة لتهكم كتلة المؤتمر ولم تشفع له تبريراته بالموافقة على طلب القرض .
الخلاصة :
تعيس البلد مرحلة مفصلية ووضعاً معقداً لعدم انسجام وتكامل وزراء الوفاق الغير وارد حتى اللحظة ما دام كل طرف يقف حجر عثرة في طريق الآخر فالنيات خربة وكل طرف يتربص بالآخر يبتغي إفشاله والأيام حُبلى بالعجائب .
خلاصة الخلاصة :
هل اصطدمت حكومة المعارضة بالواقع الذي لطالما شنَّت عليه الغارات ؟
نسأل الله اللطف والإنسجام رحمة بحال البلد وأهله .
من فضلك شارك الخبر مع اصدقائك بالضغط على (شارك واعجبني)