احدث الاخبار

يوميات صالح

يوميات صالح
اخبار السعيدة - كتب - صادق عبد الرزاق العامري‏         التاريخ : 06-01-2012

صالح في مكتبة  ينتظر لكن لا احد يطرق بابه , تتملكه الحسرة يلتفت إلى سماعة الهاتف يصوب إليها نظراته , ما عادت ترن كما كانت , دخلت في سجل العاطلين عن العمل , يلتقط صالح هاتفه الجوال يذهب الى لعبته المفضلة , لم تعد ممتعة, يرمي صالح بالجوال ,

 المكان الذي كان يعج بالزائرين والوفود أضحى  يقتله السكون ويستبد به صمت القبور ,  صالح يصرخ " هل من احد هنا .. اين انتم , لا مجيب سوى مجموعة العسكر المرابطين خارج المكتب , أصواتهم لا تعيد الحياة الى المكان الميت , لأنهم جزء منه ,

يغادر صالح مكتبه في جولة الى الحديقة , يذهله المشهد , أوراق الأشجار مبعثرة هنا وهناك في ممرات الحديقة , نباتات الزينة ذابلة , يداهمها الموت الزاحف صوب المكان , حال المكان يقول يا صالح تغير الزمان ولم يعد بمقدورك حتى إنقاذ حديقتك , هي اليوم أطلال  , تعاني مثلك مر الإذلال , لم تعد تصدر حفيفا ,  حل محل حفيفها  صرير  ريح  يبعث الوحشة , يعود صالح أدراجة  من حشة المكان ,  وعزلة الزمان , يقرر الرحيل  خارج اليمن , فيسمع صوت أقدام وهمس لسان , فيرجع عن قراره , لكن الوحشة تعلن عودتها مرة أخرى فيعلن صالح المغادرة فما ان تزول حتى يتراجع هو عن قراره , والأمر بينهما سجال , عذاب الخلاص منه محال

صالح و الحصانة

يحمل صالح ورقة الحصانة  يتهلل  وجهه , يضع الحصانة على رأسه , خرج من سجنه المسمى قصرا , تتملكه رغبة جامحة للتصرف بحرية , لشم  هواء  طلق لا يحمل روائح بيادات العسكر , صالح يتمنى ان يتجول كما يتجول المواطن البسيط , أمنية لم يتمكن من تحقيقها بعد , ولعل الحصانة تحقق له تلك الامنية , آها آه ما صعب الحياة حين يكون الفعل البسيط غير متاح , وضرب من المستحيل , أنت وحدك  يا عمر بن الخطاب كسرت جدار المستحيل البسيط , أنت وحدك استلقيت على الأرض في الهواء الطلق لتنام بأمان وسكينة .. لأنك عدلت فأمنت فنمت يا عمر..   زعماء  كُثر يتمنون نوماً هنيئاً في الهواء الطلق , لكن هيهات هيهات ان ينالوا  ذلك بما كسبت أيديهم , وصالح منهم

صالح يضع قدمه خرج بوابة القصر تهتز الأرض معلنة رفضها لعبور لتلك الأقدام , تطلق صيحة " ملعون ملعون ملعون من سفك الدماء . من سلب كرامة الأرض , وأهدر قيمة الإنسان , تتجاوب الأشجار والأحجار , وتردد صيحة الأرض " ملعون ملعون ... , يرتعد صالح تسقط  من على رأسه الحصانة  ينفخها الهواء  , تمزقها غصون الأشجار , تبتلعها الأرض , تراب الارض  يعاف ان يمشي فوقه  قاتل , كل شيء يقول انك قاتل, ولا سلطان للبرلمان على  الأشياء, ان منحك الإنسان حصانة فالأرض مسكونة بصور الإدانة 

 

من فضلك شارك الخبر مع اصدقائك بالضغط على (شارك واعجبني)

عدد القراءات : 4375
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات
عبده علي الضباره
رعاك الله اخي الحبيب على تصويرالواقع الذي يعيش فيه علي صالح وارواح الشهداء تطارده في كل مكان كالاشباح ودماءالجرحى التي نزفت كأنهاحمم ملتهبه
عابر سبيل
كتبت فوجزت وأنصفت وأصبت كبد الحقيقة فهذا هو حال الطالح اليوم كأنك تراه