احدث الاخبار

المؤتمر بين أحلام يقظة أو اختيار المستقبل

المؤتمر بين أحلام يقظة أو اختيار المستقبل
اخبار السعيدة - كتب - صادق عبد الرزاق العامري         التاريخ : 28-12-2011

المؤتمر الشعبي العام  يتأرجح بين الاستمرار في التبعية لعائلة صالح وبين  فك الارتباط بالعائلة الصالحية واختيار المستقبل وإعادة صياغة مكوناته وبرامجه بما يواكب حركة التغيير والتصحيح ولكل خيار من الخيارين نتائج يستطيع المراقب للأوضاع تحديد  سيرورة كل خيار وما سينتهي اليه ,

فإذا ما استمر المؤتمر في دائرة التبعية لعائلة صالح فان المصير سيكون مشتركا لهما معا  و مصيرهما المحتوم هو الزوال , و اي حسابات أخرى ترى غير ذلك المصير  ما هي إلا مغالطات وأحلام يقظة , ترفضها معطيات الواقع ومؤشراته القريبة والبعيدة

أما إذا اختار المؤتمر طريق المستقبل  تحت شعار "يذهب صالح ويبقى الحزب " فسيكون بذلك قد سلك طريق الصواب , لكن هذا الطريق بحاجة إلى برهان يؤكد مصداقية  اختيار المؤتمر لخيار التغيير , واقل شيء يمكن ان يقدمه المؤتمر كبرهان على مصداقيته يتجسد في تركه الدفاع عن الفاسدين في أي مؤسسة من مؤسسات الدولة ويتخل عنهم , بل ويساهم في تطهير المؤسسات من القيادات التي لازالت  تمارس الفساد وتحلم بالعودة إلى الماضي ,

أما إذا حاول المؤتمر الإمساك بالعصا من الوسط  بحيث تكون قدم من أقدامه مع مستقبل التغيير وأخرى مع صالح , فان هذا التأرجح سيفضي به إلى السقوط المبكر خصوصا إذا اقتنع بان إعاقة السير نحو بناء نظام جديد  سوف يعيد المؤتمر الى ماضي عهده وهذا الأمر الذي يروج له صالح  كمحاولة منه للحفاظ على إطاعة  الحزب لأوامره ومؤامراته

ثمة حقائق على المؤتمر الشعبي العام  ان يدركها حين يقرر خياره المستقبلي :

-           ان انهيار الحزب هو بسبب الماضي والتمسك بالماضي يعني كمن يعالج السم بالسم ومن يفعل ذلك هلك

-           كان صالح يحقق نجاحا من وراء مؤامراته ودسائسه حين كان يملك المال والقرار معا , وبهما يحقق صالح نجاحه , وهذا أمر طبيعي , فأحمق الناس وأغباهم يستطيع فعل ذلك حين يمتلك القرار والمال, أما وقد فقد صالح القرار فان المال قد يؤدي الى إعاقة التغيير بصورة محدودة لكنه لا يصنع النجاح الجذري , وسيدفع الذين ينجرون وراء مؤامرات صالح ثمن ما كسبت أيديهم

-           أحلام الانقلاب على الوضع والعودة الى الحكم ما هي الا أماني تستحكم في عقول من فقدوا الرؤية للواقع بما أصابهم من هول زلزال التغيير فطاشت أفئدتهم , الا يدرك هؤلاء ان الذي عجز عن تحريك صخرة وهو يتمتع بقوة الشباب لا يستطيع تحريكها حين يجرده هرمه وانهياره  من أدوات القوة 

-           الشعب تعلم كيف يدافع عن حقوقه وحطم كل أدوات الإخضاع والتركيع ولن يسمح بأي نوع من أنواع الاستبداد والسطو والإفساد ان يتكرر , فلا سبيل بعد اليوم لاستجرار الاستبداد  ولو بثوب الثورة نفسها , أصبحنا اليوم  نرتشف ثقافة  جديدة  مشحونة بمعاني الحرية وقداسة الحقوق , لم يعد المواطن اليمني  يخاف التضحية لأجل حقوقه , بل أضحى يتغنى بالتضحية ويتسابق المتسابقون إليها , في الأشهر الماضية أحسسنا بمعنى " وسال التاريخ عنى انا يمني " لم تكن من قبل ذات معنى او دلالة , وسنموت حفاظا على ذلك الإحساس بالكرامة  التي أعادت لنا طعم الحياة, فلا تعبثوا معنا مجددا

-           أما على المستوى الخارجي فعصا المجتمع الدولي بارزة يلوح بها من حين إلى أخر  ودول الإقليم باتت تتأفف   ان ينسب اليها أنها تقف مع نظام قد مات وهلك , ولم يبقى منه الا جثة تتململ وتصدر روائح العفن لتفسد الأجواء وتعكر الأمزجة ولكن إلى حين

 

من فضلك انقر (شارك واعجبني ) ليصل الخبر الى كل اصدقائك

عدد القراءات : 3875
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات