احدث الاخبار

في ذكرى استشهاده…الإمام زيد (ع) على خطى جده الحسين مُلْهِم الثورات

في ذكرى استشهاده…الإمام زيد (ع) على خطى جده الحسين مُلْهِم الثورات
اخبار السعيدة - كتب - الشيخ / الحسين بن أحمد السراجي         التاريخ : 21-12-2011

الإمام زيد بن علي زين العابدين بن الحسين السبط, شهيد كربلاء, ابن الإمام علي  بن أبي طالب (ع) سلسلة ذهبية جسدت كل معاني التضحية والبذل والفداء, من أجل إصلاح الأمة والرقي بها إلى هدف الرسالة السماوية الخالدة, التي جاء بها المعلم العظيم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم).

زيد بن علي كما أطلق عليه بعض المؤرخين والمؤلفين بأنه شعلة في ليل الاستبداد, وهو أعلى من هذا اللقب؛ إذ هو شمس مشعة من شموس الأرض التي لا يحجب ضوؤها, ولا يخفت بريقها, فلقد جسدت للأمة منهجاً سوياً وفكراً راشداً وخطاً مستنيراً ينهل منه الساسة والقادة,العلماء والمفكرون, المثقفون والمنظرون, الفقهاء والمؤرخون, وهو الخط الذي نهجه وينتهجه الأحرار على مر العصور والأزمان وإلى قيام الساعة.

فكر ومنهج وضع أسسه وشيد بنيانه أحرار أهل البيت الطاهر(ع), وساهم في تشييده والحفاظ على معالمه أحرار الأمة على اختلاف مذاهبهم وطوائفهم وأفكارهم واتجاهاتهم, إذ لم يكن حكراً وحصراً على فئة بعينها وإنما هو لعموم البشرية, والشيعة والسنة على حد سواء.

فكر ومنهج لم تشبه شائبة من حب ذات أو بحث عن سلطة أو إمارة أو جاه أو زعامة أو حطام من حطام الدنيا الفانية؛ وإنما كان لله وفي سبيل الله ابتغاء مرضاة الله, ولما كان هذا هو الهدف السامي كانت النتيجة كما هي اليوم , نور على نور, ونور من نور, وشعلة مضيئة لا تنطفئ, وشمس لا تغرب ,وإرادة صلبة تحطمت أمامها آمال الطغاة وجبروت الملوك, واستكبار الأمراء, وغطرسة الولاة, واستبداد الساسة, ونفاق المداهنين والمتملقين المتزلفين, الباحثين عن متعة عابرة ولذة فانية.

وبعد مرور قرون من الزمان وبالتحديد منذ أن دوت صرخة الحق التي ألقاها الإمام زيد (ع) وبسببها نال الشهادة في ميدان الكرامة , والبذل السخي , والتضحية بالنفس والولد , لازالت الشمس مشرقة متوهجة تعم العالم بأنوارها المحمدية , يغترف الجميع من منهلها الصافي ,  ويستظلون بظلها الوارف , وينعمون بخيرها الدنيوي والأخروي , غير آبهين بزخم الحياة المادية ومنافعها الآنية.

إن راية خفقت في سماء الحق تعلن بجلال كلمة صارت عنوان الحياة, ونموذج الحرية ومقض الجبابرة, كسرت قضبان السجون, وأزاحت الصخور العاتية, وتجاوزت المستحيلات, بل ورمت بسهام الإيمان في وجه الطغيان, وتجاوزت مخاوف الجبناء , إنها الصرخة الزيدية الخالدة : (من أحب الحياة عاش ذليلاً) تهاوت أمامها معاول الهدم وخرت أسوار الباطل, ودكت معاقل الظلم, وألهبت حماس الجماهير, وأنبتت نبتة الحرية, وأروت جذوع الحق الذي انتصر بإرادة صلبة وقناة لا تلين.

إنه ورغم استشهاد الإمام وأصحابه, وكما حصل لجده الحسين بكربلاء, وأهل بيته وأنصاره, إلا أن الأهداف النبيلة والرسالة الخالدة التي من أجلها سقطوا نماذج حية لا زالت ذكراها تتعطر وتعطر قرون الأزمان, وأنباء الأجيال إلى ما شاء الله تعالى.

لقد تركوا تراثاً لا نظير له , تراثاً لم يكن قط من المال والجاه والشهرة والحطام, وإنما تراث الفداء,تراث التضحية, تراث المجد الأخروي , تراث البذل, تراث الواجب الرباني المتمثل في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, والإصلاح في أمة النبي الخاتم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم).

 

واليوم ونحن نحيي ذكرى استشهاد أمير المؤمنين زيد بن علي (ع)نستشعر الحاجة الماسة لأمة الإسلام جميعاً, في انتهاج منهج الإمام زيد والسير على خطاه وإحياء السنن العظيمة التي أحياها بعد ما اندرست بفعل الطغاة والظلم والجبروت, الذي ما ترك وسيلة من وسائل القتل والقمع والتسلط والتشريد والمصادرة إلا ومارسها مع أنصار الإمام ومحبيه, قروناً من الزمان, ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وحسبنا الله ونعم الوكيل.

من فضلك اضغط شارك او اعجبني ليصل الخبر الى أصدقائك

عدد القراءات : 4815
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات