ابو بكر العطاس من القاهرة : الجنوبيين منعوا قسراً من الاستفادة بثروات وطنهم وحينما رفضوا ذلك تم مواجهتهم بأبشع صور القمع وبعنف ووحشية تدمي لها البشرية
أكد رئيس الوزراء اليمني الأسبق حيدر أبو بكر العطاس أن الجنوبيين منعوا قسراً من الاستفادة بثروات وطنهم وحينما رفضوا ذلك تم مواجهتهم بأبشع صور القمع وبعنف ووحشية تدمي لها البشرية.
وأضاف العطاس في الندوة التي نظمتها الجمعية العربية للسلام والتنمية في العاصمة المصرية القاهرة بمناسبة مرور 63 عاما على الإعلان العالمي لحقوق الإنسان تحت عنوان (الحقوق والحريات بين نصوص الإعلان والواقع في الوطن العربي) يوم أمس الاثنين بمكتبة مصر العامة، أن الشريك في الوحدة اليمنية أنقلب عليها في 94م ومارس بعدها شتى صور الاستبداد والاستعمار في حق شعب الجنوب.
وقال العطاس أن الاحتفال في بذكرى الإعلان العالمي لحقوق الإنسان هذا العام يأتي في ظل الربيع العربي الذي سيتمر وستستعيد كل الشعوب حقها في الحياة وسننتصر جميعا لحقوق الإنسان المهدرة.
وأشار العطاس أنه تم الإفراج عن المناضل حسن باعوم منذ أيام من الاعتقال الهمجي ليعاد اعتقاله مرة أخرى في الفندق ويستمر تحت الإقامة الجبرية وهو تعديا صريحا وواضحا في حق الإنسان في الحرية.
في حين قال السفير الدكتور عبدالله الأشعل مساعد وزير الخارجية المصرية السابق أن الأنظمة العربية تتبع سياسة "جوع كلبك يتبعك" ولا تدرك أن الشعوب هم السادة وأصحاب القرار في أوطانهم وهذا ما أثبتته الشعوب في خلال ثورات الربيع العربي.
وهاجم الأشعل النظام المصري السابق ووصفه بالمتخلف مشيرا إلى أن النظم المستبدة لا تستطيع العيش إلى على الفساد والتجهيل المتعمد والمتكرر في مجالي الدين والسياسة.
وأضاف الأشعل أن المستبد العربي بليد ولذلك هو يرى أنه لا طريق للسلطة إلا من خلال الجيش ولذلك غالبية مستبدينا في الوطن العربي هم من العسكر.
وأوضح الأشعل أنه لا يعترف بوجود حدود بين البلدان العربية كوننا وطن عربي واحد وقضايانا العربية تستدعي منا الوقوف كسجد واحد في مواجهتها.
وكانت الأستاذة نجيبة حداد وكيل وزارة الثقافة في اليمن قد أكدت أن الحقوق والحريات الواردة في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان هي حقوق وهمية زائفة وأن الإسلام قد جاء بكل الحقوق الواردة في الإعلان بل وتوسع فيها بأكثر من الإعلان بكثير.
وقالت الغرب يدعي الحرية والحقوق وما تدخل الولايات المتحدة الأمريكية لحظر أغنية الحلم العربي الذي جسد فيها العرب أحلامهم في الحرية والتحرر إلا خير دليل على تلك الإدعاءات.
مضيفة أنه يجب علينا أن ننشر ثقافة حقوق الإنسان وفق تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف مع التركيز على حقوق المرأة التي ظُلمت في عصرنا الحديث بعيدا عن الحقوق التي كفلها لها الإسلام.
في حين تحدثت الشاعرة نوال مهني عن دور الشعر على وجه الخصوص والأدب بشكل عام في تعزيز مفاهيم حقوق الإنسان وغرسها في وجدان المجتمع العربي لكي تصبح عاملا تكوينيا في تفكير وتصرفات الفرد العربي.
وكانت الندوة قد شهدت عدد من المداخلات أبرزها للدكتور حسين العاقل الذي تحدث مستندا بالخرائط والبيانات الإحصائية عن مقدار النهب الذي تم في المحافظات الجنوبية في اليمن.
وكانت الكاتبة والإعلامية عائشة العولقي رئيسة الجمعية قد أدارت الندوة بمهنية متميزة، موضحة في كلمتها الافتتاحية للندوة أن الله كرم وطننا العربي الغالي بأن جعله مهبطا للرسالات السماوية وكذلك كان موطنا للإنسان الأول والذي كرمه الله بكتابه.
وأكدت العولقي أن حقوق الإنسان ومبادئ الديمقراطية ليست بجديد علينا في الوطن العربي فلقد عرفناها منذ آلاف السنوات مستشهدة ببلقيس التي شاورت قومها حين أتاها كتاب سليمان عليه السلام.
الجدير بالذكر أنه تم عرض فيلم تسجيلي قصير عن انتهاكات حقوق الإنسان في الوطن العربي قام المحرر "هاني الأسودي" بتجميعه وإعداده.
حضر الندوة الناشطة الحقوقية ليزا حسن بدوي والزميل محمد صالح ناشر رئيس شبكة صدى عدن الإخبارية وفريال جمعة القيادية بحزب الغد المصري والدكتورة ناجية عبد المغني رئيسة جمعية التسلح الخلقي والشاعر المصري علي عمران والإعلاميتين زُكا الأنصاري ونيرة الطبلاوي والفنان يوسف جلال ورجلي الأعمال محمد الشعيبي وجياب الجعبي وجمع من الشخصيات العامة والمهتمين.