احدث الاخبار

الجنوب..قضية ما تحملها ملف!

الجنوب..قضية ما تحملها ملف!
اخبار السعيدة - كتب - الخضر الحسني         التاريخ : 18-12-2011

ستظل قضية الجنوب ، تراوحُ مكانها ، ولن تحقق الشيء المأمول و(المرجو) طالما ولا زالت هناك (عقليات) ، تؤمن بإلغاء حق (الاخر) جنوبيا !!.. ولا تعترف بنضالات وهموم وقضايا الناس ، الا من زاوية ضيقة ومحدودة ، سئمناها في الفترات السابقة ، وهي (أنت من أبناء منطقتي)! يعني (أنت صاحبي وشريكي)!.. والعكس لا مكان له في (أجندة) اخواننا الجنوبيين الذين يتطلعون الى فك الارتباط او تقرير المصير ، والى ما شابه تلك من التسميات العبثية!

جاء المبعوث الاممي جمال بن عمر الى اليمن ، وكان أمله ان يرى ويلتقي قيادة (جنوبية) موحدة (قلبا وقالبا) كي يتخاطب معها ويخرج باستنتاجات (منطقية) تخدم اهل الجنوب ، ولكنه -للاسف الشديد- التقى بمجموعة من الذين لا همَّ لهم من الجنوب ، إلا إملاء (الجيوب!.. حتى ولو كان ذلك ، من مال الشهداء والجرحى والمعتقلين على ذمة الحراك الجنوبي!

كثيرون عبروا عن استيائهم وامتعاضهم من تلك الحالة الجنوبية ، ووصفوها بأنها تكرار واسقاط لعقلية التملك والاستئثار التي عشنا مراحلها الأليمة إبان الحكم ما بعد استقلال الجنوب ، من استعمار (اجنبي) جثم على أرضه 129 عاما ، وخرج غير مكره ولا (ندمان) لانه –وبتواطؤ (البعض) ممن حسبوا على تلك الفترة ، عمل على إطالة زمن التفكك الجنوبي -الجنوبي لمراحل لاحقة ، ذقنا من مرارتها ، طيلة السنوات الثلاثين الماضية ولا زلنا

وما قيل عن كفاح مسلح ، ضد المستعمر الاجنبي ، كان عبارة عن مداعبة لمشاعر (الطيبين) فقط!.. فلا كفاح ولا يحزنون! ..كل ما في الامر تقاسم ومن ثم إجهاز على الجنوب من جهات عدة ، وليس فقط من الجنوب وحده!

عندما نذكر بالكفاح المسلح ، ضد ذلك المستعمر الاجنبي ، فإننا ينبغي ان نمجد شخوصا بعينها ..هم من إجترحوا المآثر والبطولات والملاحم ، وهم من ساعدوا على تقريب يوم رحيل المستعمر  ، من عدن ، وهؤلاء جلهم اعتبرناهم شهداء ،  وفي مقدمتهم جميعا الشهيد مدرم وعباس وعبود ، ومن على شاكلتهم، اما الاخرون ؛ فأدعياء وأوصياء باستثناء فيصل الشعبي ومحمد علي هيثم وآخرين ، لا تسعفني الذاكرة المرهقة لذكرهم في هذا المقام!

نعم ؛ قد يغضب (البعض) من هكذا طرح ويعتبره الغاءً لدورهم في الكفاح المسلح ، ولكن لا يهمني غضبهم ، طالما ولا يزالون يفرزون سموم مراحل سابقة ، على واقع اليوم (الاليم)!

ملف الجنوب ، سيظل في أيد غير مستوعبة ولا مدركة لطبيعة المتغير الدولي ، ولهذا لا مناص من ان تكثر الاجتهادات من قبل البعض من اجل إحياء قضية الجنوب ، وهم في اجتهادهم كالذي يبحث عن طوق نجاة في وضع كثرت فيه الزوابع والعواصف الرعدية من كل جهة!

لا لن نعتبر ما أفرزته محطة القاهرة في مؤتمر (تقرير المصير)  نوفمبر الماضي ، حلا مقنعا للجنوبيين الذين باتت ظهورهم عارية في مواجهة غير عادلة مع (طرف) يمتلك القدرة الكافية على إلحاق مزيد من الأذى بهم!

لا البيض ولا ناصر ولا العطاس يستطيعون عمل الشيء الذي بإمكانه (حلحلة) قضية الجنوب .. مع اعتذاري وتقديري لدورهم المتواضع في خدمة الجنوب وأهله!

القضية ما تحملها ملف ، وستبقى كذلك الى ان يأذن الله جل وعلا بحلها ، ولكن قد يأتي الحل ، في ظرف مغاير لظرفنا الراهن ، مهما حاولتم تقريب يوم المصير!

اعرف جيدا ان هناك من يدعون أنهم أكثر حرصا على قضية الجنوب ، ولكنهم اعجز من ا ن  يأتوا بالحل في ظرف تكالبت فيه اطماع ذوي المصالح الانانية ، القادمين من مناطق ريفية قريبة ، من عدن ، تاركين هذه المدينة الوديعة المسالمة ، نهشا للغرباء والدخلاء ، وما تبقى فيدخل جيوبهم المهلهلة!

العمالة والارتزاق هما عنوان المرحلة الراهنة وفي ظلهما لن تجد القضية الجنوبية الحل الامثل وفقا لمعايير العصر الراهن ومستجداته الاقليمية والدولية!

دعونا نغلق ملف الجنوب,, ولننظر بعين المسؤولية الى قضية الخروج من نفق تراكمات الامس البغيض على مستوى الجنوب نفسه !!..هذا إذا كنا حقا نريد حلا و(حلحلة) لقضايا وهموم ومصير الجنوب واهله

ولا جاكم شر

وللحديث بقية ان شاء الله تعالى

عدد القراءات : 2007
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات
سيف البان
طرحك هو الصحيح نحن في حاجه حتى يعقل العابثون او ينقلعوا فلا زالوا يفكرون انهم الوارثون لشعب الجنوب اما غيرهم من غالبية الشعب الجنوبي فلا يحق لهم حتى ابداء الراي