احدث الاخبار

رجل جدير بالتقدير

رجل جدير بالتقدير
اخبار السعيدة - بقلم - د. فايز أبو شمالة         التاريخ : 13-12-2011
سأقدر هذا الرجل لأنه يقول: من أكبر أمانينا أن يقدم النظام الصهيوني على ضرب إيران، لأننا في هذه الحالة سنفعل ما نريد أن نفعله منذ زمن؛ سنلقي عدو الإسلام والمسلمين في مزبلة التاريخ".

 سأقدر هذا الرجل لأنه لا يخاف من إسرائيل، ولا يعمل لردة فعلها حساب، ويهددها بالفناء والزوال، سأقدر "أمير علي حجي زاده" رئيس قيادة الفضاء والطيران في الحرس الثوري الإيراني، حتى ولو كان قوالاً، ولا يقدر على قلع شعرة من جسد إسرائيل، فكيفي أنه يرفض الانهزام أمام إسرائيل، ويكيل لها من التهديد ما ترتعد له فرائص اليهود، وهو يكشف عن مضمون دولتهم، حتى باتوا لا يقوون على تهديد إيران بشكل جدي وعلني، وبات وزير خارجيتهم المتغطرس على العرب يقول: القنبلة النووية الإيرانية ليست شأناً إسرائيليا محضاً، وإنما هي  شأن عالمي، على جميع دول العالم أن تتحمل مسئوليتها، في خطوة تراجعية عن تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي "نتانياهو".
قد يقول البعض: إنه كلام فارغ، وتصريحات لفظية، ولن تقوى إيران على فعل شيء ضد دولة إسرائيل الكبرى!، ولكن لأنني مسلم عربي فلسطيني، قامت دولة الكيان الصهيوني على أشلائي الممزقة، سأقول: حتى ولو كان كلاماً عابراً، وتهديداً أجوفاً، فيكفي أن يقول: إن إسرائيل عدو الإسلام والمسلمين، ولم يقل عن دولة الكيان: الطرف الآخر، ولم يقل: جارتنا إسرائيل، ولم يقل: شريكتنا في السلام. وإنما قال: العدو، ومصير العدو مزبلة التاريخ.
ذكرني "أمير على حجي" بما قاله المناضل اللبناني سمير القنطار، الذي حرره حزب الله من السجون الإسرائيلية بعد ثلاثين عاماً من الأسر على ذمة الفصائل الفلسطينية، قال سمير القنطار في كلمة ألقاها أمام المؤتمر المنعقد في الجزائر لنصرة الأسرى في السجون، في ديسمبر 2010، قال: ما أجمل الكلام عن حرية الأسرى! وما أروع الاحتفال والمهرجانات عن تحرير الأسرى!، ولكن كل الخطابات لن تطلق سراح أسير واحد من السجون الإسرائيلية، لأن الذي سيطلق سراح الأسرى هي المقاومة، وأدعو الله أن تتورط إسرائيل في حرب ضد المقاومة في لبنان، وقتها أضمن لكم تحرير كل الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
سنقدر كل هؤلاء الرجال الذين يهددون إسرائيل، ولا يخافون منها، سنقدر رجال المقاومة دون أن نصير شيعة، ودون أن نغير مذهبنا، سنقدرهم، ونحن نتمنى أن يقلدهم الحكام العرب،  وأن يسيروا على طريقهم في محاربتهم لإسرائيل، لا أن نضع الكمامة السوداء على عيوننا، ونسير خلف من يفاوض إسرائيل على 22% فقط من أرض فلسطين، ثم، ثم يغضب على دولة قطر إذا حددت الدولة الفلسطينية ضمن حدود سنة 67، ناسياً أن هذه هي أسمى أماني القيادة الفلسطينية، وهي غاية الهدف الذي يسعى إليه المفاوض الفلسطيني! فلماذا تلومون على دولة قطر، وجميعكم اعترف بالقرار 242، الذي اعترف بدولة اسمها "إسرائيل"؟ ولماذا تطلبون من دولة قطر أن تكون عربية فلسطينية أكثر من القيادة الفلسطينية؟.
عدد القراءات : 1257
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات