رسالة مفتوحة الى السيدين الفاضلين علي ناصر وحيدر العطاس!
مما لاشك فيه ، ان المهمة المنتصبة ، امام شخصيكما الكريمين -كمسؤولين تاريخيين عن شعب الجنوب - كبيرة وجسيمة جسامة وخطورة وانفلات الاوضاع في الجنوب اليمني والتي انتجتها (عقليات) الفيد و التسلط والهيمنة ، ما بعد حرب صيف 94م، ولا تزال (ذيولها) الممتدة ، الى ما شاء الله تعالى
لقد لمستُ فيكما -ايها السيدان الفاضلان علي ناصر محمد وحيدر ابوبكر العطاس - حرصكما الشديد وتفانيكما اللامحدود ، مع قضية ابناء الجنوب وتقرير مصيرهم اللاحق! .. وكان لتبنيكما مؤتمر القاهرة الاخير الذي انعقد في الفترة 20-22 نوفمبر الماضي ، اشعار للجميع بذلكم الحرص والتفاني ..رغم ما شاب المؤتمر من منغصات واعمال خارجة عن اللياقة ، افرزتها عقلية (الاسقاط ) المناطقي الجنوبي الجنوبي على هامش المؤتمر!
فقد ذكرتني تلك التكتلات (الفئوية) الضيقة ، بواقع ما قبل احداث يناير 86م والتي كانت السبب الرئيس في اندلاع حرب ، كنا في غنى عنها ، لو ابتعدنا –حينها- عن الانحياز القبلي والمناطقي ، الصادر عن كلا طرفي المعادلة السياسية –انذاك-!
وقد عبرت عن سخطي واستيائي من الطريقة التي تمت بها عملية تشكيل اللجان الخاصة بأعمال وتوجهات المؤتمر لاحقا حيث وجدتها شبيه بنتلك اللجان التي كانت تمثل واقع حال فترة ما قبل يناير 86م وهي الفترة السوداء القبيحة في تاريخ الجنوب عموما والتي لم اكن لاذكر بها في هذا المقام لولا ما شاهدته وعاينته عن قرب ، في مؤتمر، كنا نعول عليه كثيرا في تلافي اخطاء الامس البغيض والعمل على تجاوز مخلفاته المسيئة لواقع وحاضر الجنوب حاليا!
السيدان الكريمان؛ (ابو جمال) و(ابو معتز)
هذا الكلام ليس موجها لكما-ايها السيدان الفاضلان- بقدر ما هو موجه ، لمن لا يزالون متمسكين بأفكار العهد الاشتراكي السابق، ولا زالت سلوكياتهم ، تدل دلالة واضحة ، على انهم لا زالوا (اسيري) تلك الفترات المظلمة من تاريخ الجنوب الحبيب!
واقولها وبكل جرأة ادبية ، ان هناك من سعى الى افشال مؤتمر القاهرة ، وتعمد ان تكون مخرجاته اقل مما توقعه وانتظره الشارع الجنوبي!
طبعا ؛ كل عمل كبير لا بد ان ترافقه سلبيات عديدة، ولعلي قد ذكرت اهم وابرز سلبيات مؤتمر القاهرة وليس عيبا ، ان نرد هذه الملاحظات ، بل العيب ان يستمر (البعض) في نهجه الشمولي ، في عهد جديد ، يرفض اسقاط الماضي المتخلف على الحاضر المتجدد!
قبل الختام ؛ اود ان اتوجه بالشكر الجزيل لراعيي المؤتمر، وعلى جهدهما الوافر والجزيل ، حتى وان عكرنا مزاجهما ، بايراد هكذا ملاحظات، كان من المفترض ، ان نتلاشى حدوثها ، لو احسنا اختيار عناصر التنظيم والتحضير لهذا العمل الكبير!
والله ولي الهداية والتوفيق
*القائم بأعمال رئيس تيار المستقلين الجنوبيين
صنعاء في 11/12/2011م