احدث الاخبار

نادي الإعلاميات الفلسطينيات بدايات التحدي ورهانات النجاح...

نادي الإعلاميات الفلسطينيات بدايات التحدي ورهانات النجاح...
اخبار السعيدة - بقلم - بقلم: أحمد عرار         التاريخ : 07-12-2011

عادة ما تصاحب البدايات إرهاصات وصعوبات عديدة يصعب على  أصحاب النفس القصير الاستمرار بها.ليست تجربة نادي الإعلاميات التجربة الأولى في إقامة شبكات ضغط اجتماعي لتحقيق مصالح معينة أو لتغيير واقع ما، لكنها على الرغم من بداياتها تبدو صامدة في وجه تحدي كبير. يبدأ من الاحتلال ولا ينتهي بالانقسام الفلسطيني، بل يتواصل ليشمل التحدي البنى المجتمعية وجزء كبير من العادات والتقاليد الاجتماعية المتخلفة والسلطات الذكورية والأبوية في كل المؤسسات. هذا التحدي هو ما جعل نادي إعلاميات الجنوب الذي اختار مكانا مهمشا لانطلاقه يستمر ويتواصل حتى الآن في ظل فشل وخبو العديد من جماعات الضغط والمصالح بل وفشل مؤسسات كبيرة تحظى بتمويل عالي.

أربع سنوات مضت على تأسيس نادي إعلاميات الجنوب الذي أصبح الآن نادي الإعلاميات الفلسطينيات ليشمل كافة محافظات غزة والذي تأمل الإعلاميات المنتسبات له من غزة والضفة الغربية أن يصبح نادياً لكل الإعلاميات في كل الوطن.

إن نجاح الشبكات الإعلامية والاجتماعية مرهون بمدى الاقتراب من الأهداف التي صممت من اجلها والتي أصبح بالإمكان في ظل الظروف العربية الراهنة وفي ظل تطور شبكات الإعلام الاجتماعي الاقتراب من تحقيقها، فهذه الشبكات أصبحت اليوم تتيح فضاء واسعا للمرأة والفتاة الشابة، التي لطالما أرغمتها السلطات الذكورية على المكوث في المنزل منتظرة "سي السيد" الذي يخطط لها ما يشاء ليضعها في إطار مرهون بمصالحه ومركزه في المجتمع.

على مدار عدة أعوام شاركت في فعاليات "نادي الإعلاميات الفلسطينيات" هذه التجربة المتميزة التي أكدت عبر أنشطتها وعبر برامجها مدى قدرتها على حشد الطاقات الشابة والمبدعة لتفعيل الدور الإعلامي للمرأة ومحاولة تغيير صورة وواقع المرأة المرير في الإعلام والذي ما فتئت تتحدث عنه الإعلاميات بداء من الواقع المادي "الأجور" وصناعة القرار في المؤسسة الإعلامية وانتهاء بالخطاب الذي تنتجه هذه الوسائل الإعلامية والذي يسيء إلى المرأة بشكل كبير.

اليوم وأنا أشارك نادي الإعلاميات مؤتمرهن الأول شعرت برضا كبير حول ما وصل إليه النادي فقد شاهدت حشد كبير من الصحافيات والإعلاميات الشابات واللواتي تحدثن عن قصص نجاح استطعن رغم كل الظروف ورغم الواقع المرير أن يحققن دواتهن وان يتميزن عن زملائهن من الشباب في عملهن الصحفي والإعلامي.

فلقد أدهشني ما سمعت من شهادات حية من الإعلاميات شاركن في تغطية أحداث الحرب على غزة وكنا في الميدان متواجدات في مكان القصف وفي مستشفى الشفا وسط جثث الشهداء وفي وسط الحطام والدمار، بينما كان العديد من زملائهن الرجال خلف مكاتبهم.

استمعت اليوم لهنادي نصر الله، ودعاء مصلح، وسامية الزبيدي، ونيلي المصري، وغيرهن من الشابات اللواتي قدمن تجارب مختلفة ومعاناة كانت متشابهة في تفاصيل عديدة من حياتهن المهنية بداء من الضغط الذي يمارسه الأهل والمجتمع والصورة النمطية، ومرورا باستغلال المؤسسات الإعلامية لهن وانتهاء بمحاربة الشباب الذكور لهن، وإقصائهن من قبل مجالس إدارة هذه المؤسسات عن المناصب الإدارية.

ختاما أقول تبقى هذه التجربة الفريدة عرضة لان تستمر وتزداد نجاحا، كما تبقى عرضة للفشل ككثير من الشبكات الاجتماعية الأخرى، بل والنقابات أيضا فنقابة الصحافيين هي اكبر دليل على هذا الفشل، لكن الأمل معقود في الإعلاميات ومدى صمودهن واستمرارهن ودعم المجتمع لهن، فقد حان القوت ليستمع المجتمع لصوتهن وان تقوم المؤسسات الإعلامية بتغيير سياساتها الظالمة والجائرة في حق الصحافيات والإعلاميات.

*كاتب وباحث فلسطيني

ahmedarar5@gmail.com


عدد القراءات : 1172
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات