احدث الاخبار

حول دماج

حول دماج
اخبار السعيدة - كتب - احمد صالح الفقيه         التاريخ : 04-12-2011

الجنس البشري ليس معصوما من الخطأ، والإصرار على واحدية الرأي إنما يعني الإصرار على تعميم الخطأ وإدامته، فما نعتبره حقيقة، حتى في المواضيع الدينية، ليس إلا نصف حقيقية في أحسن الأحوال، لان فهم الناس للنص الديني يختلف من جماعة إلى أخرى وأحيانا من فرد إلى آخر وإلا لماذا تعددت المذاهب والفرق الدينية؟

الحقيقة لا يمكن أن تنبثق إلا من خلال تواجه الأفكار والنقاش ومحاولات الدحض المتبادلة، وهذا ما يجعل التنوع خيرا وليس شرا، بل فيه الخير كل الخير ما دام يساعد الناس على الاقتراب من الحقيقة، فالحقيقة كشف واكتشاف ولا يمكن أن تظهر إلا من خلال تجابه الآراء ومن الجدل ومن الدحض التدريجي للخطأ.

ايجابية التنوع تحتاج الى موقف نشط من قبل الشعب والرأي العام حتى يكون التنافس بين الأفكار فعليا وليس وهميا، أي أن جميع الآراء والاتجاهات يجب أن تكون ممثلة وان يدافع عنها المجتمع. ولابد أن تكون لها مؤسساتها التي تساعدها على النمو والاستمرار.

 كل مذهب هو حكم مسبق وكل مبدأ يدعي امتلاك الحقيقية، والى هنا الأمر مفهوم ومقبول ، ولكن عندما ينتقل المذهب أو المبدأ إلى محاولة فرض نفسه بالقوة على الآخرين فإنه يرتكب فعلا معاكسا للنمو الإنساني ومعاد له. أما عندما ينتقل المبدأ أو المذهب إلى إنكار حق الحياة والوجود على الآخر المختلف كما تفعل النازية والفاشية والمذاهب التكفيرية التي تدعي الإسلام، فان حق حماية الذات بل واجب حماية الذات يحتم الوقوف أمامها بكل قوة ممكنة. وعلى الموقف النشط للشعب أن يمنعها من النمو والاستمرار، لأنها تقوم على مبدأ إلغاء الآخر، كل آخر، والقضاء عليه، ليس فكريا وإنما ماديا وجسديا بالاغتيال والتفجير والعمليات الانتحارية التي تستهدف المدنيين الأبرياء.. ولذلك فان العمل ضدها وإيقافها هو في صالح المجتمع وفي صالح مستقبله على المديين القريب والبعيد.

ومن الواضح أن جماعة دماج بالجذور والنشأة ، مؤسسها من أتباع جهيمان العتيبي الذي استحل الحرم المكي وقتل زواره والعاكفين فيه، وبالممارسة قاموا بتكفير الحوثيين والزيدية عامة ولا يزالون يفعلون في خطبهم ودعايتهم وصحفهم في أنحاء الجمهورية هم وأمثالهم من السلفيين والإصلاحيين.

 وقد شاركوا في قتلهم  خلال الحروب العدوانية عليهم والتي استمرت من 18 يونيه 2004 إلى نهاية الحرب السادسة في 12 فبراير 2010، واتي خلفت  ثلاثين ألف شهيد من مواطني صعده، ودمرت منازلهم، وقراهم، وأسواقهم، ومزارعهم، ومعائشهم، على أيدي قوات السلفي على محسن الأحمر وشركائه الإصلاحيين القبليين وراعيتهم المملكة العربية السعودية.

إن حماية الذات هي الغاية الوحيدة التي تسمح للناس فرديا أو جماعيا بالتدخل في حرية عمل أي فرد أو جماعة، وهي الغاية الوحيدة التي يمكن من اجلها استخدام القوة شرعيا من قبل جماعة متحضرة ضد أحد أعضائها رغما عنه لمنعه من الإضرار بالآخرين.. وفي هذه الحالة فان الضرر ماثل ومستمر.

.لن يختلف اثنان على أن القضاء على الجريمة واجب اجتماعي وإنساني وأخلاقي، وأن المنظمات والدعوات التكفيرية التي تحبذ العنف والانتحار من اجل القضاء على الآخرين هي أسوأ أنواع المنظمات الإجرامية التي ينبغي القضاء عليها أولا بأول، وتطهير المجتمع منها، فهي مهما تمسحت وتشدقت بالله وبالرسول فأنها منظمات إجرامية ومؤسسات إجرام منظم يجب القضاء عليه، ما دام قد ثبت تورطها في التكفير والإرهاب.

عدد القراءات : 2189
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات
خالد
لا اجد سوى الشكر العميق للكاتب وأنصاف الحقيقة وليس البشر . كما اشكر الموقع . والحمد لله اننا في اليمن نملك مثل هكذا كتاب وصحفيين ووسائل إعلامية . شكراً لكم .
أبوعبدالرحمن العودي
مقال مليء بالمغالطات الكثيرة فلا عجب أن ينهي مقالة بهكذا نهاية
الوئام صالح
الخطاب في محتواه الغاء الاخر عكس مايدعو اليه الفقيه السيد القاضي وهو خطبه دينيه اكثر من ان يكون خطاب عقلاني يدعو الى الوئام ونبذ التطرف بجميع اشكاله الحوثي والسلفي والاصلاحي وغيره وبورك فيك يافقيه !
وسيم
ليس عندك من الفقه الا الاسم فانت ليس بفقيه ويعلم الله من اين تاخذ هذه المعلومات فالواجب عليك التثبت بالنقل وبطل الشطحة ( نصيحة)
ابومحمداليهري
لاادري من اين يتحدث كاتب المقال وعن من يتحدث اولا انت تربط الجميع بحبل واحد حتى علي محسن جعلته سلفي والسلفييون وانت تعلم لاعلاقة لهم بالسياسة ولم يكفروا الزيدية اطلاقا وكفروامن الشيعة المكذبين بالقران
مصطفى
ليس كل من أمسك القلم يقال كاتباً وليس كل من قراء القرآن يقال قارئ وليس كل من سحر الناس بكلامه ساحر أرجوا من كاتبنا الموقر الحيادية والموضوعية في الطرح هل سقطت الأمة إلا بكثرة من يفتي في الدين بدون علم
Fawaz
كلامك ومقالك كله كذب و دجل ولعب بالعقول