احدث الاخبار

دروس الهجرة في زمن الأعراب

دروس الهجرة في زمن الأعراب
اخبار السعيدة - كتب - الشيخ / الحسين بن أحمد السراجي         التاريخ : 01-12-2011

ما زلنا نعيش أجواء الهجرة ذات المعاني السامقة والدروس البليغة والمواقف الجليلة والعبر الفياضة .دروس الهجرة عظيمة كعظمتها والمسلم من يتعلم من الهجرة .ما نحن إذا قسنا حالنا بحال النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه ؟

ماذا قدَّمنا للإسلام مقابل ما قدَّموا ؟

لا وجه للمقارنة , أين الثرى وأين الثريا ؟

هم رفعوا منارة وشأن الإسلام ونحن هدمناه .

ضحوا في سبيل الإسلام بمُهج النفوس بنما لم نقدم نحن شيئاً .

رفعوا لا إله إلا الله ونحن خفضناها .

أعزوا الإسلام ونحن أهنَّاه .

جاهدوا في سبيله ونحن أضعنا ما حققوه .

قدَّموا الإسلام في أروع صوره حتى دخل الناس فيه أفواجاً رغبة لا رهبة , ونحن شوَّهنا الصورة الناصعة وأسأنا إليه وجنينا عليه والخارج من الإسلام أكثر من الداخل فيه والمرتد والمتشكك يفوق المؤمن الموقن .

لو تحاسبنا لطال المقام , سنتجاوز الحساب لنقف مع دروس وعبر ومعاني الهجرة المباركة :

·      الهجرة درس خالد في الصبر على البلاء ونحن نعلم ما لاقاه النبي صلى الله عليه وآله وأصحابه وكم صبروا وكم تحملوا .

·      الهجرة درس عظيم في الثبات على الحق , في الإيمان والتسليم والإنقياد والطاعة واليقين .

·      الهجرة درس فريد في الصلابة على الحق وعدم التنازل والمراوغة .

·      الهجرة درس متميز في التضحية والبذل وكلنا على علم يقيني بتضحيات رسول الله صلى الله عليه وآله وأصحابه وبذلهم .

·      الهجرة درس لا نظير له في الفداء والجهاد والسلوك والعدالة والمساواة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .

·      الهجرة درس بالغ المعاني في النصرة والإيثار فما قدَّمه الأنصار الذين آووا ونصروا لإخوانهم المهاجرين يفوق معاني الوصف إذ بلغ أسماها نصرة لدين الله وإعلاءً لشأنه .

·      الهجرة درس بليغ في مواجهة الظلم والإستكبار والبغي والعدوان ومقارعة الإستبداد .

·      الهجرة درس لا مثيل له في الفطنة والذكاء والتخطيط والتمويه والمناورة في سبيل دين الله وإعزازه .

·      الهجرة أعظم دروس التربية والتهذيب لسلوك رجال هم الأعراب الأشد كفراً ونفاقاً .

الأعراب دوماً يؤثرون المصالح الخاصة على العامة والإسلام هذَّب سلوك هؤلاء الأعراب وزكَّى نفوسهم .

لو نظرنا في واقعنا لوجدنا الحال أعراباً قساة نؤثر الخاص على العام , ونحن بحاجة ماسة لروحانية تُربي نفوسنا وتزكيها وتسمو بها من أعرابية إلى إيمان وإحسان .

نحن اليوم في تعاملنا مع الدين أعراباً , وفي معاملتنا لبعضنا البعض أعراباً . وفي قيادتنا أعراباً .

نحن اليوم في أمس الحاجة لدروس الهجرة وتجسيدها في الواقع العملي ليعود الإسلام كما كان , ونعيش كما عاش أسلافنا بعزة وهيبة وكرامة .

ذلك لن يتأتى ما لم نعود لكتاب الله عز وجل وسنة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم .

عدد القراءات : 2479
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات