احدث الاخبار

مختطفون من شباب الثورة يكشفون قصص معاناتهم اللاإنسانية في زنازين عائلة صالح

مختطفون من شباب الثورة يكشفون قصص معاناتهم اللاإنسانية في زنازين عائلة صالح
اخبار السعيدة - صنعاء (اليمن) ذكرى الواحدي         التاريخ : 27-11-2011

جريمة الاختطاف من الجرائم التي تمس بحرية الإنسان وحرمته، وهي من الجرائم الأكثر خطورة في مجتمعنا لما لها من آثار مرعبة في نفوس المجتمع والأفراد على حد سواء، ولأنها تشيع ثقافة الخوف والذعر في المجتمعات الآمنة.

 هذه الجريمة تشكل تحديا صارخا للمبادئ والقيم الإنسانية وللقوانين والأعراف الاجتماعية بسبب السلوك العدواني والإجرامي الذي يمارسه الخاطفون من أعمال وحشية فيها من الوقاحة والإسراف في عدم الاكتراث بأرواح الأبرياء والاستهانة بحياتهم وذويهم، لاسيما إذا كان المستهدف إنسانا لا يتمتع بالحماية وغير مسلح أو شخص عادي يمارس حياته بتلقائية وغير مطلوب أو متهم.

وما يقوم به بقايا النظام من خطف وتعذيب وجرائم مستمرة لشباب الثورة في محاوله بائسة لإرعابهم والانتقام منهم بشكل هستيري واستخدام كل الوسائل القذرة للتعذيب الجسدي والمعنوي، يعد من الجرائم ضد الإنسانية التي لا تسقط بالتقادم ويجب أن يحاكم عليها بقايا النظام لامتهان آدميه الإنسان اليمني.

نواف .. جريمة امتهان

تأتي قصه نواف المرحبي كحلقه مستمرة للممارسات بقايا النظام الساقطة في وحل الرذائل ومستنقع القبح الحيواني وما قصه الشاب طه الذي تم تعذيبه وقتله بطريقه وحشيه وتسليم جثته المشوهة إلا دليل على كل هذا القبح،  وغيرها من الجرائم في دهاليز معتقلات النظام .

 ففي ثاني يوم من أيام عيد الأضحى تم رمي  نواف في منطقه عصر بصنعاء في حاله سيئة قبيل المغرب وفروا بقبحهم لنهش ضحية أخرى، عندما زرته في مشفى العلوم رأيت نظراته الزائغة وجسده الشاحب المتهالك المتكئ على ألمه بسرير المشفى وحوله أصدقاءه هز لي رأسه، عندما اقتربت لسؤاله كانت أنفاسه تتقطع كلما تذكر تلك الأيام المرعبة.

يقول نواف: تم اختطافي بعد خروجي من الساحة قرب جامع هائل، ولم اشعر بنفسي إلا وأنا في السجن غطوا على عيني ووضعوني في زنزانة انفرادية (متر في متر ونصف) وبدأت رحلة العذاب الضرب الشديد على الوجه إذا لم يعجبهم ردي والتعذيب بالكهرباء والوقوف على الأرجل لساعات طويلة، يقدمون لنا أكل له رائحة عفنه ويضعون بجانبنا قوارير مليئة بالبول، فكلما شعرنا بالعطش لا يوجد سوى البول لشربه، وإضافه إلى التحقيقات المطولة التي تصحبها ضرب وإهانات.

صمت نواف قليلا وبداء جسده بالارتجاف وأنفاسه تتعالى وتابع بحزن :

كان هناك مجموعه أخرى من الشباب يعذبون ولم أتمكن من معرفه احد كنا معزولين عن بعضنا بغرف انفرادية نسمع فقط الصراخ، ومن اثر التعذيب مرضت جدا وامتنعت عن الطعام وكنت أغيب عن الوعي وساءت حالتي الصحية فخاف القتلة من أن أموت في أيديهم ورموني في منطقة عصر بصنعاء .

تابع صديقه قائلا: اختفى نواف وتوقعنا انه اختطف بعدما بحثنا في الجرحى وجثث القتلى تواصلنا مع منظمه هود وغيرها ولكننا لم نصل إلى أي خيط يدلنا على وجوده لما رجع لم يستطيع رؤية النور لأنه ظل طوال خمسون يوما لا يرى النور وتم إجباره على توقيع أوراق لا يعرف ما بداخلها .

وأردف احد أصدقاءه قائلا: كان أهله في قمة سعادتهم واختلطت مشاعر الحزن والألم والفرحة فهم يحبونه كثيرا ويحترمونه.

لما رأيت حالة نواف المتعبة قررت زيارته مره أخرى لأنني شعرت أن هناك أشياء أخرى لم يقلها وان مجرد التفكير بتلك الأيام يتسبب في ألمه النفسي، إضافة إلى جروح جسده وآثر التعذيب، وفي الزيارة الثانية وجدته أحسن حالا وأكثر هدوء وقد ساعده على ذلك وجود أصدقاءه المخلصين وأهله المحبين وأجمل ما في الأمر أنني رأيت شخصيات اجتماعيه وشباب يحرصون كل فتره على زيارة الجرحى والاطمئنان عليهم والدعاء لهم وهذا يعطيهم دافع معنوي كبير.

من بين ركام التعذيب

أحمد المضلعي شاب في العشرين من عمره لم تختلف قصة اختطافه عن البقية، فعند خروجه من مقر الفرقة متجها إلى شارع الستين، اعترضه طقم وسحبوه إلى السيارة ولم يشعر إلا وهو في بدروم مع مجموعه كبيره من شباب مختطفين يتم تعذيبهم.

يقول أخوه ظل أخي أربعه أيام مختطف لديهم لم نعرف مكانه رموه في الشارع بملابسه الداخلية، رجع إلى خيمته وهو في حاله سيئة وظل صامت لا يتكلم لفترة، أسعفوه الشباب عرضناه على الطبيب وحول بنا إلى مشفى الأمل لان نفسيته كانت محطمه تماما والى الآن يتعالج وإذا انقطع علاجه تعود له حاله الذهول والصمت.

يقول أحمد : لم اشعر إلا وأنا في البدروم قاموا بتعذيبنا بالكهرباء والماء البار والضرب أعطوني (أربع كدم فقط كل يوم أكل واحده للأيام الأربعة الذي ظللت عندهم. رأيت شباب كثيرون كلهم يتم تعذيبهم وأكثرهم من أفراد الفرقة.

سألوني ماذا اعمل في الفرقة قلت لهم لازلت مستجد ولم يتم حتى تثبيتي . وسألوني إن كنت من حرس الشيخ صادق وعن أخواتي وأسئلة كثيرة، فكنت اصمت لا أجيب فيزيدوا الضرب والتعذيب.

وعندما أخرجوني ورموني في الشارع  بثيابي الداخلية وهددوني  قائلين بالحرف (لا نشوفك هناك ولا في الساحة) .

الشاب : ص أ

شاب من شباب الثورة يحكي قصه اختطافه وتعذيبه، تحفظ الشاب ص أ على اسمه لأسباب أمنيه وحفاظا على حياته، يقول: رجعت من تعز لأركب سيارة إلى عصر أوقفونا عسكر الأمن المركزي وطلبوا بطاقتي، ثم فتشوا في تلفوني وسمعوا الأناشيد الثورية وبعض الصور لمسيرات وصور للشهداء، حتى كسروا شريحتى، لأنها سبأفون، أخذوني إلى زاوية وقاموا بضربي وأمروني أن لا أتكلم، واخذوا تلفوني ومبلغ من المال كان بحوزتي  وكل بطائقي والى الآن لم يرجعوها.

وبعدها طلبوا من شخص لابس مدني أن يشوف شغله فكان شغله الاعتداء على بالضرب واحد من العسكر تعاطف معي، وقال لهم يتركوني فكادوا يضربوه ثم جاءت سيارة وأخذوني إلى الأمن المركزي وعند البوابة ضربني احدهم بالسلاح في راسي وخرج الدم من راسي.

سمعت واحد منهم يقول بفخر شفت كيف سوينا في الدكتور لأنهم عرفوا أنني اعمل في المشفى الميداني فغطوا عيوني وكبلوني وبدا التحقيق والتعذيب بسلك والدهس على يدي ولوي أصابعي والتهديد المستمر .

وتابع بقوله ثلاث ساعات لم أذق الماء والأكل كنت خائف أن يأتوا ببول لأشربه أو أي ماده أخرى وفي صباح اليوم الثاني وبين الألم والأنين أتوا بطبيب لتخييط جراحي كنت اشعر انه يريد ان يسال عما حدث لي ولكن تواجد العسكر منعه من الحديث .

وأضاف لما أتيت إلى الأمن المركزي رأيت شباب كثيرون معتقلين يقدر عددهم ثلاثة وثلاثين شاب منهم من له وفترة وآخرون جاؤوا قبلي أو بعدي بساعات، تعرفت على البعض مثل فيصل الجرموزي وعبد المجيد نهشل وبسام المخلافي وعبد ربه العواضي وكارم أمين ومحمد عبدالرحمن ظللنا نحن الثمانية حتى الساعة الثانية عشر ليلا، ثم فرقونا إلى مناطق مختلفة ولم اعد اعرف أين ذهبوا، أخذوني إلى مركز الأمن العام وظللت 45 يوما هناك ورأيت اغلب الشباب المختطفين من أعضاء الفرقة.

وتابع قائلا ومن ممارساتهم البشعة، جعلونا ننظف لهم الحمامات ونلف القمامة وغيرها من الأعمال وحتى الماء نشربه من الحمامات ونرقد على البلاط تحت إضاءه قويه دون غطاء وتحقيقات طويلة بتهم ملفقه .

المصدر : تقرير اللجنة القانونية بساحة التغيير
عدد القراءات : 3182
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات