احدث الاخبار

الهجرة النبوية ... فدائي ينام على فراش النبي صلى الله عليه وآله وسلم

الهجرة النبوية ... فدائي ينام على فراش النبي صلى الله عليه وآله وسلم
اخبار السعيدة - كتب - الشيخ / الحسين بن أحمد السراجي         التاريخ : 26-11-2011

ها هو العام الحالي ألفٌ وأربعمائة واثنتان وثلاثون من هجرة المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم يُؤذن بالوداع , بينما العام الجديد ألف وأربعمائة وثلاث وثلاثون يُعلن حلول شمسه صباح الغد السبت أو بعد غد والظاهر أنه غداً .

رواح عام وحلول آخر يحط بنا في مناسبة من أغلى المناسبات الدينية وأعظمها في تاريخ الإسلام .

لقد هدف النبي صلى الله عليه وآله بالهجرة الإنتقال بالرسالة الخاتمة من مرحلة الدعوة إلى مرحلة الدولة .

مرحلة الدعوة في مكة ومرحلة الدولة في المدينة وبين المرحلتين فرق هذا بيانه :

·      في مكة كان الهدف تربية الفرد المسلم وفي المدينة كان الهدف تكوين المجتمع المسلم .

·      في مكة كانت الدعوة مجرد عقيدة وفكر وفي المدينة صارت شريعة ودولة .

·      في مكة كانت الدعوة محدودة الآثار وفي المدينة صارت عالمية الأهداف .

·      في مكة كان الأتباع قلة مستضعفة وفي المدينة أصبحوا قادة وسادة .

·      في مكة واجه النبي وأصحابه الطغيان والعنت والحصار وعندها بدأ التفكير في موطئ قدم تنعم فيه الدعوة وأتباعها بالأمن والإستقرار منطلقة شرقاً وغرباً , شمالاً وجنوباً في أجواء أمِنَ المسلمون فيها على أرواحهم وحياتهم والفتنة في دينهم .

·      في مكة أثبت النبي وأصحابه أن منظومة الحياة المبنية على المحبة والسلام والثبات على العقيدة هي أمضى سلاح في وجه الجاهلية القبيح .

هاجر النبي وقد ربَّى رجالاً ألَّف قلوبهم وصهر أفئدتهم بالمحبة والتضحية فكانت الهجرة بداية الإمتحان وأوان قطف الثمار :

أخبر النبي صلى الله عليه وآله أهله بأمر الله فكان التسليم والإستعداد والتأييد والمباركة .

زفَّ البشرى للقلة المستضعفة من الصحب الكرام فبكوا من شدة الفرح .

كانت كل اللحظات التي عاشها النبي صلى الله عليه وآله وهو يودع مكة ممزوجة بالفرح والألم , كان فرحاً بنجاة دينه ورسالته من كيد الكافرين ومكر المتآمرين ومتألماً لفراق موطنه : " والله إنك لأحب البقاع إلى الله ، ووالله إنك لأحب البقاع إليّ ، ولولا أنّ قومك أخرجوني ما خرجت "

كان سعيداً بمغادرة أنصاره من دار كفر تُعبد فيها الأصنام والأوثان ويُستقسم فيها بالأزلام من دون الله إلى مُتَّسعٍ من أرض فيها الترحيب بدين لا يُعبد فيها سوى الله .

كان حزيناً إذ سيفارق أطهر وأحب وأقدس البقاع في أرض الله .

تلقى الحبيب أمر الهجرة ومع الأمر بدأ الإمتحان : إمتحان الأهل , إمتحان الصحب , ومع كل ذلك كان هناك ما يقلق النبي :

·      من سينام في فراشه ؟

·      من سيقبل مهمة كهذه المحفوفة بالمخاطر التي قد تكون الروح ثمنها ؟

·      من سيقوم بإرجاع الودائع والأمانات لأهلها ؟

قريش مجتمعة في دار الندوة وقد أجمعت على قتله والتخلص منه ومن دعوته , جلس النبي صلى الله عليه وآله يفكر إنه بحاجة لفدائي ينام على فراشه , على من يعرض المهمة ؟

وفجأة جاء الجواب : هذه المهمة ما لها إلا علي .

إستدعى علياً وعرض عليه المهمة وأخبره بما أبرمته قريش من قتله وأنه قد يدفع الثمن لذلك , كان الإختيار صائباً فعلي قبل المهمة بطيب خاطر قرر أن يفتدي النبي ولو كان الثمن روحه , إن لم يكن هو فمن ذا سيكون ؟

عليٌ الراعي اليقظ , الحارس الأمين , الصدِّيق الأكبر , فتى مكة وبطل الإسلام وحامي حمى بيضة الدين .

إمتحان صعب ومصيري بالنسبة للإسلام وقد نجح فيه فدائي رسول الله بامتياز مع مرتبة الشرف الدنيوية والأخروية .

بالعودة للهجرة النبي صلى الله عليه وآله يُعيِّن مصعب بن عمير سفيراً في يثرب , أبوبكر رفيق السفر , دليل الطريق عبدالله بن أريقط , علي إن نجا سيُلحق أهله , كان التأييد الإلهي واضح المعالم .

النبي صلى الله عليه وآله يغادر مكة سراً رفقة أبي بكر وقريش شربت المقلب , مفاجأة من العيار الثقيل , النائم لم يكن محمداً وإنما فدائي اسمه علي بن أبي طالب .

قريش تبحث عن الهدف , ترصد الجوائز المغرية الثمينة لمن يأتي برسول الله حياً أو ميتاً , ويأبى الله فالعناية الربانية كانت معه تحميه وتحوطه في الغار وفي الطريق وخلال الرحلة المباركة , تحول بينه ووصول سراقة بن مالك أول العاثرين عليه إليه , ملائكة الله تحرسه حتى وصل يثرب .

وهناك كان الإستقبال الحاشد والمهرجان الفرائحي , الأنصار الذين تبوؤوا الدار والإيمان يحبون من هاجر إليهم ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم حاجة .

عدد القراءات : 2601
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات