احدث الاخبار

جسد بلا جسد قراءة أولية

جسد بلا جسد قراءة أولية
اخبار السعيدة - بقلم - أحمد عرار*         التاريخ : 22-11-2011

 تعرف السينما الصامتة بأنها سينما تعتمد على الصورة في أساسها ويغيب الحوار والموسيقى في غالب أفلامها لكي تمكن الرائي من الإحساس بقصة وموضوع الفيلم. كما يتنوع المونتاج في السينما الصامتة  كالمونتاج المتداخل الذي يعتمد على دمج اللقطات فيما بينها أو المونتاج المتباين الذي ابتكره "إدون بوتر" أو المتوازي الذي أبدعه "ديفيد غريفيث" .. والذي  ابتكر هذا الأخير نوعا جديدا من المونتاج يطلق عليه "المونتاج الذهني" . والذي هو عبارة عن الجمع بين سلسلة من الصور لخلق فكرة مجردة ليست حاضرة في أي صورة بمفردها، بمعنى أن يجمع صورتين مختلفتين بغرض أن تدلل على صورة أخرى خارج النطاق، كأن يعرض لقطة لقطرة ماء منحدرة ثم يتبعها بلقطة لعين بشرية .. لتتكوَّن الصورة التي تتمخَّض عن الجمع بين هاتين الصورتين و هي البكاء.

لقد مرت السينما في مراحلها بالتطور التلقائي فانتقلت من مراحلها الأولى بجزئية التكوين التي كانت ترتكز عليه أفلام السينما آنذاك ضمن لغة سينمائية ذات عناصر أساسية وثابتة، تم انتقلت تلقائيا للمرحلة الأخرى وهي مرحلة السينما الصامتة. والتي تُعد المرحلة التي تبلورت فيها تلك الأساسيات السينمائية وأصبحت مرحلة التطوير قائمة على الصقل والتهذيب وإضافة عناصر سينمائية جديدة وصيغة تساهم في رفع وبناء قيمة العمل الفني وأسلوب العرض السينمائي.

هذا التطور لم تدركه المخرجة الشابة ريتا اسحق والتي عُرض فيلمها مؤخرا و حمل اسم "جسد" في إحالة إلى قصة اجتماعية تُعد من المشاكل العديدة في مجتمعنا الفلسطيني خاصة والعربي عامة وهي مشكلة الزواج المبكر.

لقد جاءت مشاهد الفيلم خالية من أي إحالة رمزية والتي كان من المفترض بما انه فيلم صامت أن يعتمد بالشكل الأساسي على الرمز خاصة وان كان اسم الفيلم "جسد". فجأت مشاهد الفيلم واضحة لا تحتاج إلى تأويل أو تخيل مقتربة جدا بمشاهده من الفيلم الوثائقي.

كما غاب عن الفيلم الرؤية الخاصة بالموضوع أو القصة التي كان من المفروض أن تقنع المشاهد. الذي لم يكن أمامه فرصة التفاعل مع الفيلم الذي جعل القصة قريبة من الحكاية المروية التي تختفي فيها كل عناصر الإبداع في أي عمل أدبي.

كما كان التسلسل الزمني والتاريخي للمشاهد غير مترابط ولم تكن هناك حبكة لقصة الفيلم مما افقده معناه وافقده أهمية الموضوع الذي كان بصدد طرحه من خلال الفيلم.

ربما ساهم المونتاج والذي لم يكن عند المستوى المطلوب، إلا إن التقاط الصور والكادر كان جيدا إلى حد ما، مما جعل المشاهد يشعر بان هناك شيء يعرض مع انه لا يوجد شيء في الحقيقة لا فيلم ولا إخراج ولا مونتاج.

*كاتب وباحث فلسطيني

ahmedarar5@gmail.com

عدد القراءات : 1141
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات