احدث الاخبار

الثورة تحت البرد

الثورة تحت البرد
اخبار السعيدة - ذمار (اليمن) صقر ابوحسن         التاريخ : 19-11-2011

مع بداية ساعات الليل يكون المعتصمين في  ساحة التغيير بذمار(100كم جنوب العاصمة صنعاء) قد استعدوا جيدا لضيف يجعلهم يتجمدون, انه :البرد, ذلك الضيف الذي يضاف إلى هموم المناهضين لنظام الرئيس اليمني علي عبد الله صالح في ذمار, فمشاهدة الأهالي يخلون المدينة من ضجيجها مع بداية حلول المساء, لا يترك اي انطباع من القاطنين,ذلك ما يعده "عبد الرحمن الحبني"هرب جماعي من برودة الأجواء, لذا يجيد "الاستعداد للبرد" عندما يجلس في محل لعائلته بشارع صنعاء تعز, وسط المدينة, كذلك الحال في ساحة التي يثقل الجميع  من الملابس ويخفي اغلبهم مع دخول الليل ملامح وجوههم بـ"غتره", تاركين أعينهم تحرس من نام, حتى الباحة التي يعرض على إحدى زواياها "داتاشو" قنوات إخبارية, يجلس الكثيرين وهم يتوشحون بأغطية غليظة,يتبادلون الآراء بينما برامج القنوات تبث بتفاعل, مصرين على مواصلة السمر رغم ذلك البرد.

يتفاوت البرد في اغلب ليالي مدينة ذمار البردة من (1-6)تحت الصفر, وتعد ابرد مدن اليمن, والمبيت في العراء بالتأكيد يختلف كليا عن المبيت في المنزل, خاصة أذا كان ما يغطي الجسد قليل, والقدوم إلى المسجد المطل على مكان الاعتصام في ساعات الليل, سيترك انطباع مغاير, حتماً, فقد تجد أحداهم تكوم بإحدى زواياه منتظراً صلاة الفجر والآخرين يتسامرون وكالعادة عن أمور السياسية, ويصلي البعض وهم يلتفون ببطانيات, علها تخفف عن أجسادهم لسعات البرد القارص.

ليس ذلك, فالسمر في الخيام أيضا لا يقي البرد, ويضطر السامرين , ترك أعينهم للتجول في المكان بينما بقية الأجزاء من الوجه والإطراف غطيت بالملابس, متحمسين لغد "بدون صالح" كما كان يتحدث احد الحرس في ليله باردة.يقول زميله, وهو يلتحف بمعطف صنع من "الصوف":في ساعات الصباح الأولى لا نستطيع تحرك أجسادنا من شدة البرد.والجلوس في مكان هدءا للنوم في الليل قد تكون فكرة جيدة, لكنها لعدد من قاطني المخيم ليست كذلك, فعدد منهم يظل طوال الليل مستيقظا, عل طارئاً قد يحدث, كما يعمل "منيف السليماني" كل مساء, وهو يتجول بساحة الاعتصام, بمعطف ثقيل, ويدين عاريتين بفركهما, دائماً.

يتسلل البرد إلى كل مكان, حتى إلى أكوام البطانيات التي يلتحف بها المعتصمين, ومياه الشرب, ومجالس السمر, وصولاً مياه المسجد القريب, وكم يكون الأمر مؤلماً أن تجد من يكلفون بالحراسة قد اختفت أجسادهم بين المعاطف والبطانيات وباستثناء أعينهم التي ترقب كل شيء. بحذر. مع ذلك, حتى وان كان المناوئين لنظام الرئيس صالح في ذمار, تأخروا عن اغلب محافظات اليمن في الاعتصام – بدا أول يوم اعتصام في 8 مارس الماضي- إلى أنهم كما يبدوا, أكثر إصرارا على تحقيق كل ما جاءوا من اجله, فهم يتحملون ليل الشتاء القارص, كما يتحملون تكرار اعتداءات أنصار المؤتمر في المحافظة, وما أكثرهم في هذه المدنية الباردة.

عدد القراءات : 1843
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات