القبلية,, يد مع النظام ويد مع الثورة
تقف القبيلة في اليمن على مفترق طرق متعددة لا تلتقي في العادة, ويعول عليها كثيرا في حلحلة الجمود السياسي الذي تسرب إلى العملية السياسية اليمنية, وتصاعد عملية الاحتجاجات المطالبة برحيل نظام الرئيس اليمني علي عبد الله صالح والذي يقود البلد منذ 33عام, قضاها في تقريب القبلية من نفوذ السلطة.
ففي بلد يمتلك مخزون هائل من الأسلحة, وتعده القبائل جزاء من تراثها القبلي وثقافتها- يقدر عدد قطع السلاح التي توجد في يد اليمنيين بخمسين مليون قطعة سلاح متنوع-, لم يدخل السلاح , بعد, دائرة الموجهات سوى بشكل متقطع وغير واضح, في مناطق "نهم وأرحب" التابعة لمحافظة صنعاء, خلال مواجهات دامية بين قبائل موالية للثورة وقوات من الحرس الجمهوري الذي يقوده نجل صالح, ومسلحين قبليين يطلقون على نافسهم "صقور الحالمة" في مدينة تعز "جنوب اليمن".
لكن اعنف الموجهات التي كان القبلية طرفه, تلك الموجهات الدامية بين مسلحين موالين لزعيم قبيلة حاشد "صادق الأحمر", وقوات من الحرس الجمهوري والأمن المركزي الموالي للصالح, في احياء "الحصبة وصوفان وحدة", التي يوجد فيها منازل آل الأحمر وسط العاصمة, تصاعدت حدة الموجهات بعد إعلان زعيم قبلية حاشد الانضمام إلى الثورة الشبابية وتعهده بحماية المعتصمين في ساحة التغيير بالعاصمة والمطالبين برحيل نظام الرئيس صالح, اثر مقتل 56شاب علي يد قناصة في جمعة باتت تعرف بـ(جمعة الكرامة).
فيما كان إعلان قبيلة بكيل "اكبر قبائل اليمن", واقلها حضور في الحياة السياسية اليمنية, وقوفها مع "الثورة", تحرك أخر, ينبئ بتعتيم المشهد اليمني, كما قال عنه" السياسي اليمني فواد النهاري", وقال أن ذلك:أن ذلك التحرك الخطوة قبل "دخول القبيلة بكل ثقلها في صراع دام مع القوات الحكومية". ووقفاً للنهاري أن ذلك "يكشف مدى سيطرة القبيلة على موازين القوى في البلد".
وبكيل, التي تشهد انقسام بين زعامتها حيث, أعلن زعيمها التاريخي "عبد العزيز الشائف" وقوفه في صف الرئيس اليمني علي صالح, بادية الاحتجاجات, فيما تبنا الزعيم الفعلي للقبيلة" أمين العكيمي "موقف مغير, فقد أعلن انضمامه إلى الثورة منذ وقت مبكر من بداية تفجر الثورة في البلد.
والعكيمي، الذي يقود تكتل قبلي أطلق علية اسم " مؤتمر قبائل بكيل العام" هو عضو بمجلس النواب عن حزب الإصلاح الإسلامي المعارض.
وفي نظر المنسق العام للتنظيمات الثورة في محافظة ذمار" عبد الملك عمران"انضمام القبيلة للثورة, مربك للنظام لعدة أسباب يأتي أهمها أن " اغلب عناصر الجيش والأمن ينتسبون إلى تلك القبائل", وكان, انضمام قبيلة أنس بمحافظة ذمار" "وسط اليمن" إلى الثورة, مفزعاً للنظام, ليس لشيء سوى أن هناك 180الف شاب من أبنائها ينطوون في عباءة الجيش والأمن. كما قال عمران.
فيما تعز"جنوب اليمن", يخوض الفصيل المسلح للقوى الثورة في مدينة تعز"صقور الحلمة", مواجهات دامية مع قوات من الجيش والأمن المرابط على تلال مطلة على المدينة المضطربة, يقود تلك المجموعات احد القيادات المحلية لحزب الإصلاح الإسلامي المعارض"حمود سعيد المخلافي", وهو زعيم قبلي , وينتمي إلى منطقة "شرعب" ذات الحضور القبلي المسلح , أعلن ولائه لقوى الثورة في تعز, في وقت مبكر من انطلاقتها, وتحول موقفة منذ اقتحام ساحة الحرية في المدينة, نهاية يونيو الماضي إلى, خيار الموجهات المسلحة مع القوات الحكومية الموالية للنظام صالح. الذي يتهمها بقصف واستباحة المدينة. بالإضافة إلى "سلطان السامعي", وهو عضو في مجلس النواب عن الحزب الاشتراكي اليمني, ويقود حراك مدني منذ عدة سنوات ضد نظام صالح في المدينة, ويعد احد الزعامات القبيلة التي دعمت القوى الثورية في المحافظة.
تسيطر تلك المجاميع المسلحة على أجزاء كثيرة من المدينة, خاصة الأجزاء الشمالية منها, قال المخلافي في وقت سابق"نحن قادرون على كنسهم من مدينة تعز بيوم واحد", لكنه أردف خلال لقاء مع "شبكة برق" الموالية للثورة, والمقربة من صقور الحالمة : لكنا نتفادى قدر الإمكان شر انتقامهم من المدنيين والثوار السلميين بساحة الحرية".
وقال بنبره متحدية : عندما تحين ساعة الصفر سيعرف الحرس وبلاطجتهم قدرتنا على تمريغهم في شوارع تعز التي صبرت كثيرا عن جورهم, حد تعبيره. كما تعهد زعماء قبيلون مسلحين موالين للقوى الثورة صد أي هجمات تقوم بها مجموعات من الجيش أو الأمن في عدة مدن يمنية, على ساحات المعتصمين في عدة مدني يمنية.