احدث الاخبار

مستشفى المناضل "كابلن" الصهيوني

مستشفى المناضل
اخبار السعيدة - بقلم - د. فايز أبو شمالة         التاريخ : 02-11-2011

لا أقصد في مقالي هذا الإساءة لأحد، ولا أقصد الأسماء الواردة بشخوصها، فلست معنياً بمعرفتها، ولا التدقيق في أصولها، ولكنني أردت أن أقيم السواتر الترابية بين الصهيونية والإنسانية، ولا أحبذ أن يجمع فلسطيني بينهما بأي حال من الأحوال، ولاسيما أنني وأمثالي من ألاف اللاجئين ذقنا في طفولتنا وحشية الصهيونية، وتجرعنا في الصبا فظاعتها، وصفعتنا ممارساتها، وأضحينا ندرك أن الصهيوني ليس إنسانياً، وإنما الصهيوني هو القاتل باحتراف، والمجرم بدوافع، والسارق لحقوق الآخرين لغاية، والصهيوني هو العقائدي المغتصب للأرض والعرض، بينما الإنساني رقيق حنون عطوف شفاف، فكيف يصير الصهيوني إنسانياً؟ هذا ما لم أصدقه وأنا أقرأ الخبر التالي الذي نشر عبر البريد الإلكتروني، ويقول:  

 

"أصيب أمس المناضل احمد نصر أبو النصر مفوض اللجنة التنظيمية في الهيئة القيادية لحركة فتح بوعكة صحية، ألمت به وهو يمارس الرياضة مع احد أصدقائه، مما أدى إلى تحويله بسرعة إلى مستشفى "كابلن" الصهيوني داخل أرضنا الفلسطينية المحتلة، وحالته والحمد لله مستقرة، ووضعه يدعو للاطمئنان، متمنين له العودة السريعة من رحلة العلاج".

 

أولاً: لا اعتراض على وصف السيد "أحمد نصر أبو النصر" بالمناضل، فهذا حقه الطبيعي طالما هو مفوض اللجنة التنظيمية في الهيئة القيادية لحركة فتح، ولكنني لا أجد قاسماً مشتركاً بين التحويل السريع لمناضل فلسطيني وبين مستشفى "كابلن" الصهيوني، وداخل أرضنا الفلسطينية المحتلة. وذلك لأن المستشفى بشكل عام يقوم بمهمات إنسانية، فكيف يصير مستشفى "كابلن" صهيونياً من جهة، ومن الجهة الأخرى يقدم خدمات إنسانية؟

 

ثانياً: لا اعتراض لي على تحويل "المناضل" أحمد نصر السريع إلى مستشفى في إسرائيل، فله الحق في العلاج في أي مكان في العالم، ولكن الذاكرة الفلسطينية ترفض حرف لفظة "مناضل" عن موضعها، وقد اقترنت بالبندقية والمقاومة والاشتباكات المسلحة! فكيف يصير تحويل المناضل إلى مستشفيات إسرائيل بهذه السرعة؟ والأصل أن تعتقله المخابرات الإسرائيلية، وأن تحقق معه بتهمة النضال؟

 

يا حبذا لو تم توظيف لفظة المناضل في موضعها، ويا حبذا لو تم توظيف لفظة الصهيوني في موضعها أيضاً، كي لا يختلط على الأجيال دلالات لفظة الصهيونية والنضال، ونحن نضرع إلى الله أن يعافي الأخ الكريم أحمد نصر أبو النصر من الوعكة، وأن ينجيه من المخابرات الإسرائيلية، طالما هو مناضل يعالج في مستشفى صهيوني!.

عدد القراءات : 2247
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات