احدث الاخبار

أسطورة الأسير المُحرر البطل عبد الهادي غنيم

أسطورة الأسير المُحرر البطل عبد الهادي غنيم
اخبار السعيدة - بقلم - أسامة أبو حجاج*         التاريخ : 22-10-2011

إلى من لا يعرف الأسير المحرر البطل عبد الهادي غنيم (أبا ثائر ) . ولد عبد الهادي وترعرع في مخيم النصيرات للاجئين. رأى بعينيه شهداء الانتفاضة الأولى والجرحى الذين أصابتهم رصاصات البنادق في أيدي جنود الاحتلال، وأحس بقلبه آلام شعبه واخترق وجدانه وسمعه أنين الأمهات والأطفال والثكلى في الانتفاضة الأولى التي انطلقت عام 1987 حيث اهتزت فيه مشاعر الثورة والجهاد والانتقام لأبناء وطنه وشعبه. فلم يهدأ له بال وأقسم في نفسه أن ينتقم في اقرب فرصة ليذيق أمهات الصهاينة وزوجاتهم لوعة العذاب والأحزان.

لم تُفارق عيني البطل صورةُ صديقه ورفيق دربه المناضل الجريح رضوان الذي أصيب بعيار ناري في ظهره، أدى إلى إعاقته بشلل دائم وذلك أثناء مشاركتهما في مظاهرة منددين ورافضين لهمجية الاحتلال ضد أبناء شعبهم ، فقرر غنيم في لحظة ثورية حاسمة أن ينتقم لرفيقة ولشعبه من قهر الاحتلال وظلمه ، فخرج البطل من بيته إلى بئر السبع لزيارة صديقة المصاب وبعد إتمام الزيارة وكان الثائر في الرابعة والعشرين من عمره، وصل إلى مركز الحافلات في تل الربيع، ونزل ليترقبها، وذلك في يوم الأحد 6/7/1989، دخل البطل الباص رقم 405 المتوجه إلى القدس بعد أن اطمأن لعدم وجود ركاب عرب فيه، فامتلأ بالجنود ، لم يتحمل مشهد الجنود يضحكون ويهللون بالأغاني والرقص وذلك على حساب آلام وتشريد شعبنا الذي يتذوق جرعات الظلم والألم من الاحتلال ، وعندما وصل الباص إلى اعلي قمة الجبل انقض الثائر في تلك اللحظة على مقود السائق مُكبراً الله أكبر ، ليحرف اتجاهه ويوقعه في الواد الذي يعمق حوالي 120 متر من أعلى الجبل، وكانت النتيجة موت أكثر من 16 جندي إسرائيلي، وإصابة 24 آخرين بجروح متنوعة، معظمهم فقدوا أعضاء من جسمهم. وبقي الثائر على قيد الحياة ليبقى جسده وروحه يذكر الاحتلال أن من يعتدي على كرامة فلسطين يدفع الثمن باهظاً. وتلقى البطل في سجنه شتى أنواع التحقيق وحكم بالمؤبد 16 مرة بالإضافة إلى (480) عاماً أمضى منها حتى تاريخ الإفراج عنه حوالي اثنان وعشرين عاماً...

فلقد سًّطر البطل صاحب أول عملية نوعية في انتفاضة الحجارة، معاني ومفاهيم النضال والكفاح، وأكد في عمليته أن الثورة لا تقتصر على الأحزاب والتنظيمات ولا على حاملي البندقية، بل أكد في بطولته أن كل من آثره الإحساس بظلم المستعمر والجلاد هو ثائر من أجل بلده ووطنه وأن الظلم يدفع المظلوم للانتقام من الظالم بشتى الأدوات وبمختلف الوسائل.

لم أتفاءل يوماً واحداً أن هذا البطل سيخرج من عتمة زنزانته لأنه أذاق الاحتلال طعم الألم وجرّعة كئوس الحسرات ،وأشفى بعمليته البطولية جُرح آلاف الأمهات والآباء من أهالي الشهداء والجرحى والمظلومين، وكنت أقول أن البطل لا يخرج من عتمة زنزانته إلا بملاحم البطولة والمقاومة، وكلما مررت من أمام صورة غنيم الكبيرة المعلقة أمام بيته بجانب مقبرة المخيم، أقول في نفسي ماذا يختلف الميت في قبره عن الأسير في زنزانته ؟. فلم يختلف من في القبر عن الذي بالزنزانة، بل إن الميت عرف قبره، لكن الأسير ما زال ينتظر . فكل التحية إلى المقاومة الفلسطينية التي احتضنت كافة القوى الفلسطينية في صفقة تبادل الأسرى مع أن البطل عبد الهادي عندما قام بتنفيذ العملية البطولية ، كان تصرفاً وطنياً بعيداً عن الحزبية والفئوية إذ إنه لم يكن ينتمي لأي من الفصائل والأحزاب الفلسطينية ولكنه كان ينتمي إلى الهم الفلسطيني ويحمل في صدره بطاقة القهر الصهيوني لشعبه. وكان البطل على قناعة أنه من كان يفتقد طعم الحرية لا بد أن يبحث عنها ، فهنيئاً لك أيها البطل المغوار، ودعني أُقبل رأسك ويديك الطاهرة التي أدارت مقود الباص فأوقعته في الجحيم براكبيه من المستعمرين والجلادين الصهاينة فكل ما يخطه القلم إشادة بك وافتخاراً ببطولتك لا يعطيك حقك من الثناء والتقدير والاحترام.

هنيئاً لتحررك أيها البطل الثائر من قيود الاعتقال وهنيئاً لولدك محمد (ثائر) ، وزوجتك، وعائلتك وشعبك الذين انتظروك طويلاً ، لقد انتظرك مخيم النصيرات طويلاً أنت ورفاقك من الأسرى ليرى النور بكم ، وأقول أن السنوات التي أمضيتها في سجن الاحتلال هي شموع تُضاء في ليل شعبنا ونوراً يشع في صفحات تاريخه. وهنيئا لرجال المقاومة الفلسطينية الذين فتحو أبواب السجون ليخرج أسرانا الأبطال وأسيراتنا حرائر فلسطين ، ونتمنى العمل الجاد على تحرير باقي الأسرى والأسيرات في سجون الاحتلال لأنهم رمز القضية الفلسطينية وشموعها.

وإنها لثورة حتى النصر والحرية لكل الأسرى والمظلومين.

 

*كاتب فلسطيني

Emil: Mr.osama.hajjaj@hotmail.com

عدد القراءات : 3878
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات
عمرو منصور أحمد الجماعي
يعجز اللسان عن التعليق عن خبر هذا البطل لاغرابة فيه فهو من ابنا الشيخ المجاهد عزالدين القسام والشيخ أحمد ياسين اللهم تقبل اعملكم واعمالنا واجعلها في ميزان حسناتنا وحرر أرضنايارب العالمين أمين أبوأسامه
عاشق الاحرار
التهنئة الحارة والقلبية الى الاسير المحرر /عبد الهادي غنيم "أبو ثائر" وهنيئا الى جميع الاسرى المحررين وان شاء الله الفرج الى باقي الاسرى الذين بقوا في قبضات الصهاينة لك مني التحية يا ابو ثائر"أبوعمر".