احدث الاخبار

كش ملك .. ملوك أفريقيا

كش ملك .. ملوك أفريقيا
اخبار السعيدة - كتب - فضل أحمد سعيد         التاريخ : 22-10-2011

وأخيراً وبعد صبر ليبي دام أكثر من 41 عاماً من الظلم والطغيان والاستبداد وفساد النظام قتل ملك ملوك أفريقيا معمر القذافي .يا للعجب والمفارقة القدرية ، فمنذ متى كانت الشعوب العربية والإسلامية تفرح بمحاكمة وقتل ملوكهم ورؤسائهم .

لقد شاهدت الموقف وانتابني شيئ من الذهول والحيرة والفرحة والحزن ، ذهول ممزوج بحيرة من هالة التقارير الاعلامية التي تناولت الحادثة وكانت تستحق بعد ترقب ومتابعة لمعطيات المواجهات بين مرتزقة وكتائب الطاغية وبين الثوار الليبيون المتعطشون لإسقاط الاستبداد والتسلط الذي جثا على صدورهم أكثر من أربعة عقود متتالية مهما كلف الثمن.

ويا لها من مفارقة تاريخية عندما تفرح الشعوب لمقتل حكامهم ورؤسائهم .

وفرحة لسماع خبر مقتله ، لتطوى صفحات تاريخ ليبي لطالما لطخ النظام أياديه بدماء أبنائه ، تاريخ قائد توعد شعبه بالموت ووصفه بالجرذان لتطوى معها 42 عاماً من التسلط والطغيان والاستبداد .

وحزنت كثيراً على الدماء التي أراقها الرجل من أفراد شعبه وأبناء جلدته لأجل الحفاظ على كرسيه الذي ظل متربع عليه لأكثر من أربعة قرون من الزمن وسقاه بدماء الشعب ، واستأت كثيراً بالطريقة التي تم فيها التعامل مع القذافي وقتله ، فصحيح أننا ضد الطغاة والمستبدين ، لكننا في الوقت نفسه ضد أي أعمال منافية للشرع والمبادئ الدينية التي تحظر علينا قتل الأسرى أو التمثيل بهم أو معاملة المثل .

إن الطريقة التي نفذ فيها الثوار قتل القذافي تتنافى تماماً مع قيم ومبادئ الدين الإسلامي الحنيف والقيم الإنسانية ، كما أنها تطابقت بالأسلوب الذي كان يتعامل به القذافي وكتائبه مع معارضيه ، وكانت تلك الطريقة معاكسة لتصريحات وتعهدات المجلس الانتقالي الليبي وكتائب الثوار " الليبيون الجدد"، أنه في حالة تم القبض على القذافي فإنه سيحظى بمحاكمة عادلة جراء كل الجرائم البشعة التي ارتكبها في حق الشعب الليبي والثوار والتي لم يراعي فيها أية قيم دينية أو إنسانية أو أخلاقية . 

كلنا شاهد زخم الأجواء الفرائحية الشعبية الليبية والعربية ابتهاجاً بمقتل القذافي.. الذي نزع الله ملكه كما نزع روحه.

ليبيا اليوم بحاجة لطي صفحة الماضي بكل ما فيها وعدم الإنجرار وراء التصفيات الجسدية والانتقام من بقايا فلول النظام السابق ليبيا بحاجة اليوم لتحقيق الوحدة والمسامحة الوطنية والإسراع في عملية البناء والتنمية ، بناء ليبيا الحرة التي ارتوت أرضها بدماء شبابها لأجل تلك الحرية ، وأن يهتموا بعملية البناء والتنمية والتعمير لأن آلة الدمار التي كانت تمارس ضدهم قد توقف دورانها وقائدها الطاغية كش ملك .

عدد القراءات : 1640
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات