احدث الاخبار

عضو هيئة علماء اليمن الشيخ والبرلماني عارف الصبري : الثورة شرعية وليست خروجاً على صالح كونه فاقد الأهلية ،والشروط،ومعطلٌ الواجبات !

عضو هيئة علماء اليمن الشيخ والبرلماني عارف الصبري : الثورة شرعية وليست خروجاً على صالح كونه فاقد الأهلية ،والشروط،ومعطلٌ الواجبات !
اخبار السعيدة - صنعاء "اليمن" الشموع - حاوره - سلمان العماري         التاريخ : 12-10-2011
في قراءة شرعية وسياسية معمقة لمسار الأحداث في اليمن وتطوراتها على الساحة،وما خلفته الثورة اليمنية من تساؤلات أجاب عنها الشيخ العلامة عارف بن أحمد علي الصبري القيادي السلفي في حركة الإخوان المسلمين،وعضو التجمع اليمني للإصلاح ،وأحد نوابه في مجلس النواب عن الدائرة 89 بمديرية بعدان في محافظة إب،وعضو لجنة تقنين الشريعة ، ويعمل نائباً لرئيس جامعة الإيمان لإدارة الفروع في محافظات الجمهورية اليمنية،وأستاذ جامعي فيها بالإضافة إلى كونه كاتباً ،وباحثاً له العديد من الكتابات المنشورة،والمؤلفات المطبوعة منها " الثوابت في القضية الفلسطينية .. قضية المسلمين الأولى ،ومؤخراً صدر له عن مركز الكلمة الطيبة للدراسات والبحوث بصنعاء كتاب " الدولة المدنية الديمقراطية وخطرها على الثورات العربية "،وعلى الرغم من مجابهة ومواجهة البعض من الصحفيين ،وغيرهم له من خلال التهكم أوالتهجم عليه ،وكثير من الأخيار والمصلحين من قبل التيارات الليبرالية،والعلمانية فإن لديه مايحاجج به،ويدفع في مضمار الرؤية التأصيلية الشرعية المدعمة بالأدلة والنصوص فإلى تفاصيل الحوار.
•    ماهي قراءتكم لمجريات الأحداث الدائرة في بلادنا ،والعالم الإسلامي ؟
-    لقد أدى سقوط الخلافة العثمانية إلى تمزيق الأمة الإسلامية إلى دويلات ،فانتقلت الأمة بذلك إلى مرحلة الاستعمار البغيض المباشر ،والذي استمر فترة من الزمن ،ثم نشطت بعده حركات التحرر في البلاد العربية والإسلامية مما أدى إلى خروج المحتل الذي سلّم السلطة في البلاد المتحررة من عملائه فانتقلت البلاد المتحررة إلى مرحلة الاستعمار غير المباشر ،وحصل ارتباط وثيق بين الدول المستعمرة وبين أنظمة الحكم في بلداننا ،وصار بقاء هذه الحكومات مرهوناَ بالحفاظ على مصالح المستعمرين ،وهاهي الأمة اليوم بفضل الله تتعالى تتخلص من ربقة بقايا المستعمرين وتثور على أنظمة الحكم العميلة الظالمة،والغاشمة المستبدة في طريقها إن شاء الله لرد الأمور إلى نصابها ،والتمكين لدين الله في الأرض ولوكره الكافرون .   
•    ماتعليقكم على بيان وفتوى جمعية علماء اليمن  خلال الأسبوع قبل الماضي ،وما دلالة ذلك الاجتماع ؟
-    بالنسبة للاجتماع فقد جاء بدعوة من علي صالح ،والأصل في العالم الورع أن يبين حكم الله تعالى إن احتاجت إليه الأمة دون دعوة أوأمر من أحد .
والملاحظ أنه استثني من منتسبي جمعية علماء اليمن من المشهود لهم بالجرأة في قول كلمة الحق كدلالة على أنه اجتماع أريد له أن يكون لافتة لإصدار بيان باسمهم قد أعد مسبقاً ،وكان هذا البيان مجانباً للصواب حيث تجاهل المواقف الشرعية للثوار التي طالبوا بها ،وأفتى بها كثير من علماء المسلمين في الداخل والخارج كهيئة علماء اليمن ،والإتحاد العالمي لعلماء المسلمين ،والأزهر الشريف ،وكثير من علماء بلاد الحرمين ،حيث وقد خرج الثوار للمطالبة بنيل حقوقهم المشروعة ،فيما هولاء اعتبروا الثورة خارجة عن ولي الأمر الشرعي ،وهو في الحقيقة لاولاية له شرعية كونه فاقد لشروطها ،ومعطلّ لواجباته الشرعية وتجاوز ذلك إلى الإضرار بالكليات الخمس وهي الدين والعقل والنفس والعرض والمال .
وكان الصواب أن يدعوا أولئك المجتمعين علي صالح بالتخلي عن منصبه الذي أسند إليه بطريق غير مشروع ،ولم يقم بواجباته ،وإنني أدعوهم هنا إلى  عدم الإزراء بالعلم والعلماء بمواقفهم المجانبة للصواب ،والتوبة والرجوع إلى الحق ،وعدم التمادي في الباطل لئلا يتحملوا تبعات ماحدث ويحدث من سفك للدماء في الدنيا والآخرة .

•    كيف توجهون الموقف الشرعي والسياسي الغربي من مسار الثورات في المنطقة ؟
-    بالنسبة للموقف الشرعي فهو يأتي في سياق التمكين لشرع الله في الأرض ،والمتمثل في دفع مفاسد كبرى باحتمال مفاسد أخف مع إدراكنا لبعض جوانب القصور في هذه الثورات،والمتعين عند تزاحم المفاسد دفع المفسدة الكبرى باحتمال الصغرى.
   وفيما يتعلق بالموقف السياسي فإن كثيراً من السياسيين يتذرعون بهذه الثورات لتحقيق مكاسب سياسية خاصة ،وتقاسم السلطة على حساب البسطاء من الناس على أساس المحاصصة سواء المناطقية،أوالطائفية ،أوالحزبية .
   أما الموقف الغربي فهو الموقف المنطلق من العداء للإسلام والمسلمين ،والمرتكز على تحقيق مصالحه ،فالغرب يدرك أن هذه الثورات سوف تقضي على عملائه من الحكام ؛ فأراد أن يحافظ على مصالحه بكل سبيل ،ففي اليمن لازال يدعم ويساند نظام علي صالح ،وذلك لابتزاز الثوار ،وتقديم تنازلات كثيرة ،وفي ليبيا قام حلف الناتو بتدمير معظم البنية التحتية الليبية ،والحفاظ على حياة القذافي وكتائبه فترة أطول لتبرير تدخله وبقائه ،واستمراره والمساومة على مصالحه بعد رحيل القذافي .. وهكذا !
إذ الموقف الغربي موقف العدو الذي لايريد خيراً للإسلام والمسلمين .
•    ماهي دواعي وأسباب اندلاع الثورات ،ولماذا خرجت الشعوب للتظاهر ؟
-    يعتقد كل مسلم على وجه الأرض بأن دولة الإسلام هي دولة الحق والعدل والشورى،والخير والرحمة للبشرية كلها ،ولكن الحكومات في بلادنا العربية والإسلامية لم تحكم بشريعة الله تعالى فاستبدت بالأمر،وظلمت الناس وقهرتهم،وأضرت بمصالحهم الدنيوية والأخروية فصار الخروج على هذه الحكومات فريضة وضرورة لأجل ذلك قامت هذه الثورات ضد حكام جاء ظلمهم وإفسادهم نتيجة لعدم تحكيم شريعة الله
•    أين تكمن المشكلة في بلادنا بجانبه التشريعي أم في الجانب التطبيقي ؟
-    الدستور اليمن يمن أجمل الدساتير بالجملة لكونه ينص على أن الشريعة الإسلامية مصدر جميع التشريعات ،ولكن يبقى تثبيت هذه المادة وجعلها مادة لاتقبل التبديل،ولا التعديل،وإعادة النظر في بعض المواد لكي تتوأم مؤامة تامة مع أحكام الشريعة الإسلامية السامية .
والمشكلة في اليمن تأتي من جهة عدم التطبيق للقوانين الشرعية ،والإخلال بسيادة القانون .
•    باعتبارك عضو في مجلس النواب ،ولكم تجربة فيه فهل لك باطلاع الرأي العام عنها ؟
-    مجلس النواب اليمني مؤسسة مشلولة عقيمة لأنها تدار من خارجها ،وعقيمة لأن أعضاءها ليسوا من أهل الاستنباط ،وغير مؤهلين لمناقشة القوانين ،والبحث عن مضامينها في الشريعة،ولايتم اختيارهم ابتداءاً وفق الكفاءة التي تقتضي أن يكونوا علماء مجتهدين ،أوعلى الأقل ممن لديهم القدرة على الاجتهاد لمعرفة الحكم الشرعي .
•    ماتقييمكم لموقف هيئة علماء اليمن لما يحدث في الواقع اليمني ؟
-    لاشك أن هيئة علماء اليمن تضم مجموعة من كبار وخيرة العلماء المعتبرين ،وقد قامت الهيئة في بداية الثورة ببيان الموقف الشرعي مما يدور،وقد شكلت لجنة من بين أعضائها بالاشتراك مع مشايخ القبائل للسعي لدى جميع الأطراف لمعالجة الأوضاع بالطرق الشرعية،وحين أوصدت السلطة الأبواب أمام لجنة الوساطة بين العلماء قاموا بواجبهم الشرعي الذي وصفوا فيه مجريات الوضع في اليمن ،وقد نشروا بيانهم ذلك على نطاق واسع،ولا يزالون إلى الآن يتابعون الأوضاع عن كثب ،ويتواصلون مع أهل الحل والعقد في البلد،ويقومون بواجبهم في التوجيه والبيان .
•    صدرلكم مؤخراً كتاب يظهر من خلال عنوانه إطلاق دعوة تحذير من احتواء الغرب،وسرقته لثورات الشعوب،وتنفيذ مخططاته ما منطلقاتك في ذلك ؟  
-    الذي حذرنا من اليهود والنصارى والمشركين هوالله سبحانه وتعالى بقوله " ولن ترضى عنك اليهود،ولاالنصارى حتى تتبع ملتهم " ،وبقوله تعالى " ولايزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا " ،ويقول سبحانه " مايود الذين كفروا من أهل الكتاب ،ولاالمشركين أن ينزل عليكم من خير من ربكم "
  والواقع يشهد بذلك فهولاء هم الذين احتلوا أراضينا،وقتلوا أبنائنا،ونهبوا ثرواتنا،وتدخلوا في شئوننا الداخلية وجرائمهم في كل بلاد المسلمين غير خافية .
ومن غير المقبول أن يتدخل الغرب في شئوننا الداخلية ،أويفرض علينا قيمه ومبادئه المادية والإلحادية التي أشقتهم ودمرت إنسانيتهم .
•    ثارفي الآونة الأخيرة جدل حول مصطلح المدنية،فماهي المحاذير المطروحة على المصطلح ،ولماذا يتحسس البعض من المطالبة بقيام دولة إسلامية ؟
-    مصطلح الدولة المدنية مصطلح علماني يدل على المعنى المضاد تماماً للدولة الإسلامية .
يقول الدكتور محمد عمارة : " إن الدولة المدنية هي الطعم الذي يروج له المفلسون من العلمانيين للقضاء على الدولة الإسلامية " ،وأما جميع المسلمين فإنهم يريدون قيام دولة إسلامية لأنهم يدركون أن الدولة الإسلامية هي دولة العدل والشورى،ودولة النظام وسيادة القانون،ولرفع الجدل علينا الانطلاق من المتفق عليه ،ولتكن المطالبة بصورة واضحة بدولة مدنية إسلامية مرجعيتها الوحيدة هي الشريعة الإسلامية،وهذا هو مطلب جميع الثوار في الساحات،ولو سألت أحدهم ماذا تعني لك الدولة المدنية سيقول لك دولة غير عسكرية ،ومنعنا من استخدام مصطلح الدولة المدنية بدون تقييدها بأنها إسلامية مرجعيتها الشريعة يدفعنا للوقوع في المحذور منها وهو أن نرتضي بغير دين وشريعته منهجاً،وهذا مالا نقبل به،وبطن الأرض خير من البقاء على ظهرها إن نحن بدلنا أوغيرنا .
   • صدر بيان لمجموعة يسمون أنفسهم " ناشطين سياسيين " بعنوان : " بيان مثقفي اليمن ..الزنداني،والديلمي،والمؤيد،والحزمي،والصبري دعاة تكفير وعبء على أي تغيير في اليمن " واتهموكم بأنكم تريدون حرف مسار الثورة بتحريضكم ضد الدولة المدنية ، والمطالبة بقيام دولة الخلافة الإسلامية ، واعتبروا عملكم هذا سبباً في تراجع الدعم والتأييد الدولي للثورة اليمنية ، فما ردكم على ذلك ؟
-    الجواب على هذه الافتراءات من وجوه : الوجه الأول : ذكرني ما يسمى ببيان المثقفين هذا بالحديث الذي رواه أبو يعلى والطبراني الذي قال فيه عليه الصلاة والسلام : ( كَيْفَ بِكُمْ إِذَا فَسَقَ شَبَابُكُمْ ، وَطَغَى نِسَاؤُكُمْ ؟ ) قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ ذَلِكَ لَكَائِنٌ ؟ قَالَ : ( وَشَرٌّ مِنْ ذَلِكَ سَيَكُونُ ، كَيْفَ بِكُمْ إِذَا رَأَيْتُمُ الْمَعْرُوفَ مُنْكَرًا وَالْمُنْكَرَ مَعْرُوفًا ؟ )،ولاشك أن هؤلاء قد اختلت لديهم الموازين فصار المعروف لديهم منكراً والمنكر معروفا . الوجه الثاني : أُعزِّي نفسي وإخواني العلماء الذين تعرضوا لهذا الإفك بما حصل لنبي الله لوط عليه الصلاة والسلام الذي أنكر عليه قومه دعوته إيَّاهم إلى الطهر والعفاف وترك الفاحشة كما قال تعالى :  وَلُوطاً إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ * أَإِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ * فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ  .
الوجه الثالث : قيام خلافة على منهاج النبوة هي وعد الله تعالى ، وبشارة رسول الله  بقوله : ( تَكُونُ النُّبُوَّةُ فِيكُمْ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَرْفَعَهَا ثُمَّ تَكُونُ مُلْكًا عَاضًّا فَيَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَكُونَ ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا ثُمَّ تَكُونُ مُلْكًا جَبْرِيَّةً فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةً عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ ) .
ولذلك فنحن على يقين بأن وعد الله لن يتخلف وستقوم دولة الخلافة على منهاج النبوة لتملأ الدنيا عدلاً كما ملئت جوراً قريباً إن شاء الله تعالى برغم أنف أعداء الله تعالى . الوجه الرابع : قيام دولة الخلافة الإسلامية الراشدة هو مطلب جميع المسلمين ، وليس مطلب فئة من العلماء كما يزعم هؤلاء ، أما الدولة المدنية العلمانية فهي مطلب الغرب الصليبي وعملائهم ، ولا يوجد مسلم على وجه الأرض يطالب بدولة مدنية بمفهوم الغرب الصليبي ، ونحن موقفنا مع جميع المسلمين الرافضين لقيام دولة مدنية علمانية والمطالبة بقيام دولة الخلافة الإسلامية الراشدة .فمن هو إذن الذي يريد حرف مسار الثورة ، الذي يتبنى مطالب المسلمين ، أو الذي يتبنى مطالب الغرب الصليبي ؟
بل إن الذي يطالب بـ " دولة مدنية " بالمعنى الغربي هو العدو الحقيقي للثورة ، الذي يريد إجهاضها والقضاء عليها من داخلها وهو الذي يريد بخبث ومكر أن يتراجع الناس عن ثورتهم ؛ لأنه لو كان لا قدر الله ـ
هدف الثورة قيام دولة مدنية علمانية تخالف الإسلام أدنى مخالفة لأفتى جميع العلماء بحرمة هذه الثورة ، وستكون الثورة حينئذٍ منكر أكبر من منكر الحاكم المستبد ، فتنبهوا أيها الثوار الذين ما ضحيتم هذه التضحية العظيمة إلا بعد أن أفتى علماؤكم بأن ثورتكم شرعية ومطالبها شرعية .
 الوجه الخامس : نعم وبكل فخر واعتزاز فنحن نطالب بقيام دولة الخلافة الإسلامية الراشدة ؛ لأن الشعب اليمني المسلم خرج ثائراً ضد الفساد وضد الظلم والطغيان والاستبداد ، ولم يخرج ضد الإسلام ، فالمسلمون جميعاً خصومتهم مع الحكام الفاسدين الذين جاء فسادهم نتيجة لعدم تطبيقهم لأحكام الإسلام ، وأما من كانت خصومته مع الإسلام ، فليس من المسلمين .
الوجه السادس : أما قولهم : بأننا عبء على أي تغيير في اليمن، فإننا إن شاء الله سنكون عقبة كأداء أمام أي تغيير يريد علمنة اليمن أو أي تغيير ينتج عنه مخالفة الإسلام ولو أدنى مخالفة ، ونعلن للعالم أجمع أنه لا يمكن أن تُعَلمن بلادنا ونحن أحياء .
أما التغيير بمعنى إزالة الفساد والمفسدين وإقامة دولة العدل والشورى والاحتكام إلى شرع رب العالمين ،فنحن رواده بإذن الله تعالى وهو هدفنا وهدف كل مسلم على وجه الأرض . الوجه السابع :أمَّا قولهم : بأننا سبب في تراجع الدعم والتأييد الدولي للثورة فنحن على يقين بأن اليهود والنصارى والمشركين لا يمكن أن يكفوا عن حربنا وقتالنا ونهب ثرواتنا واحتلال أرضنا فضلاً عن قيامهم بدعم مطالبنا بقيام دولتنا الإسلامية الراشدة ، قال تعالى : وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ  ، وقال سبحانه :  وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا   .
الوجه الثامن : في بيان هؤلاء المثقفين تحريض لما يسمونه بالمتجمع الدولي ضدنا ، وتخويف لنا بهم ، ونحن نستقوي عليهم ونستنصر برب العالمين ، وشتان بين من كان الأمريكان سنده وبين من كان سنده رب العالمين ، فالله مولانا وهو حسبنا ونعم الوكيل ، وأذكر هنا بقوله تعالى :  إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ  ( ) ، وبقوله تعالى :  أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ * وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُضِلٍّ أَلَيْسَ اللَّهُ بِعَزِيزٍ ذِي انْتِقَامٍ * وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ  ( ) ، وبقوله تعالى :  الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ  .
ومن جهة أخرى فإن أمريكا التي تهددونا بها في طريقها إلى الانهيار فهي ولا شك قد تتعرض قريباً إلى عقاب إلهي مدمر شديد الوطأة عظيم التأثير واسع الانتشار ، وليس ذلك من باب الكهانة ولا التنبؤات ، ولكنه ما تقتضيه سنن الله تعالى الحتمية فيمن كفر وصد عن سبيل الله وأفسد وظلم وطغى واستكبر ومكر وتجبر ، فهذه فعال أمريكا وتلك سنن الله ولن تجد لسنة الله تبديلا .
الوجه التاسع : أما قولهم : بأننا دعاة تكفير ، فقد كذبوا وربِّ الكعبة ولكننا ـ بعون الله تعالى ـ من أحرص الناس على هداية الخلق ودلالتهم على الحق ، والاعتصام بكتاب الله وسنة ورسوله  .
ولكن هؤلاء يزعجهم أن يقوم العلماء ببيان الحكم الشرعي في المسلم وفي الكافر وفي المرتد ويعتبرون بيان هذه الأحكام من التكفير .
وخلاصة ما نقوله في هذه المسألة هو : أن الناس ينقسمون إلى قسمين : مسلمين وكفار ، قال تعالى :  هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ   .
 والكفار ينقسمون إلى قسمين :
1-كافر أصلي : وهو الذي لم يسبق له الدخول في الإسلام ، والكافر الأصلي قد يكون كتابياً " كاليهودي والنصراني " ، وقد يكون مشركاً وثنياً " كالمجوس وعبدة الأوثان وغيرهم من الملاحدة " . قال تعالى :  إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ   .
والذي يقول : إن هؤلاء ليسوا كفاراً فقد ردَّ حكم الله تعالى القطعي وردُّ حكم الله القطعي كفر وردة .
2-    المرتد :وهو الذي يكفر بعد إسلامه ، قال تعالى :  وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ  ( ) .
ولأن الأصل في المسلم الإسلام حتى يثبت عنه أو منه ما يخرجه من
الدين ، فلابد من التثبت من أمر الشخص المعين الذي أتى بناقض من نواقض الإسلام ، ويكون التثبت بقيام القضاء الشرعي باستتابته للتأكد من قيام الحجة
عليه ، وانتفاء الموانع عنه فإن كان جاهلاً بيّنا له الحكم الشرعي ، وإن كانت لديه شبهة بيّناها له كذلك ، ثم إن أصرَّ على ردته ، حُكِمَ بكفره وردته وطبق فيه حكم الله تعالى في المرتد .
وبناءً على ذلك فالمسلمون من أهل السنة يحكمون بحكم الله تعالى ، فمن كفَّره الله ورسوله  حكموا بكفره .
• لماذا تأخر انتصار الثورة في اليمن ؟
-    لاشك أن هنالك عقبات داخلية وإقليمية ودولية أدت إلى تأخير الثورة ومع ذلك فالذي أنبه عليه هنا أن لله تعالى سنناً لا تتبدل ومنها سنة الله تعالى في التغيير، وفيها يقول ربنا سبحانه: إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ   .
ورحم الله القائل : " أقيموا دولة الإسلام في نفوسكم تقم على أرضكم " ، ولذلك فإني لم أجد إجابة على هذا السؤال أفضل مما قاله سيد قطب رحمه الله في كتابه
" في ظلال القرآن " وهو يتحدث عن الأسباب التي تؤدي إلى تأخر النصر في كل معركة بين الحق والباطل ، حيث قال : " لقد شاء اللّه تعالى أن يجعل دفاعه عن الذين آمنوا يتم عن طريقهم هم أنفسهم كي يتم نضجهم هم في أثناء المعركة .
فالبنية الإنسانية لا تستيقظ كل الطاقات المذخورة فيها كما تستيقظ وهي تواجه الخطر وهي تدفع وتدافع ، وهي تستجمع كل قوتها لتواجه القوة المهاجمة .. عندئذ تتحفز كل خلية بكل ما أودع فيها من استعداد لتؤدي دورها ولتتساند مع الخلايا الأخرى في العمليات المشتركة ولتؤتي أقصى ما تملكه ، وتبذل آخر ما تنطوي عليه وتصل إلى أكمل ما هو مقدور لها وما هي مهيأة له من الكمال .
والأمة التي تقوم على دعوة اللّه في حاجة إلى استيقاظ كل خلاياها ، واحتشاد كل قواها ، وتوفر كل استعدادها ، وتجمع كل طاقاتها ، كي يتم نموها ، ويكمل نضجها ، وتتهيأ بذلك لحمل الأمانة الضخمة والقيام عليها .
والنصر السريع الذي لا يكلف عناء ، والذي يتنزل هيناً ليناً على القاعدين المستريحين ، يعطل تلك الطاقات عن الظهور ؛ لأنه لا يحفزها ولا يدعوها ، وذلك فوق أن النصر السريع الهين اللين سهل فقدانه وضياعه .
أولاً : لأنه رخيص الثمن لم تبذل فيه تضحيات عزيزة .
وثانياً : لأن الذين نالوه لم تدرب قواهم على الاحتفاظ به ولم تشحذ طاقاتهم وتحشد لكسبه ، فهي لا تتحفز ولا تحتشد للدفاع عنه .
وهناك التربية الوجدانية والدربة العملية تلك التي تنشأ من النصر ، والهزيمة ، والكر والفر ، والقوة والضعف والتقدم والتقهقر .
ومن المشاعر المصاحبة لها .. من الأمل والألم ، ومن الفرح والغم ، ومن الاطمئنان والقلق .
ومن الشعور بالضعف والشعور بالقوة .. ومعها التجمع والفناء في العقيدة والجماعة والتنسيق بين الاتجاهات في ثنايا المعركة وقبلها وبعدها وكشف نقط الضعف ونقط القوة ، وتدبير الأمور في جميع الحالات .. وكلها ضرورية للأمة التي تحمل الدعوة وتقوم عليها وعلى الناس .
من أجل هذا كله، ومن أجل غيره مما يعلمه اللّه .. جعل اللّه دفاعه عن الذين آمنوا يتم عن طريقهم هم أنفسهم ، ولم يجعله لقية تهبط عليهم من السماء بلا عناء .
والنصر قد يبطىء على الذين ظُلموا وأخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا : ربنا اللّه ، فيكون هذا الإبطاء لحكمة يريدها اللّه .
قد يبطىء النصر ؛ لأن بنية الأمة المؤمنة لم تنضج بعد نضجها ، ولم يتم بعد تمامها ، ولم تحشد بعد طاقاتها،ولم تتحفز كل خلية وتتجمع لتعرف أقصى المذخور فيها من قوى واستعدادات .
فلو نالت النصر حينئذ لفقدته وشيكاً لعدم قدرتها على حمايته طويلاً ! وقد يبطىء النصر حتى تبذل الأمة المؤمنة آخر ما في طوقها من قوة ، وآخر ما تملكه من رصيد ، فلا تستبقي عزيزاً ولا غالياً ، لا تبذله هيناً رخيصاً في سبيل اللّه .
وقد يبطىء النصر حتى تجرب الأمة المؤمنة آخر قواها ، فتدرك أن هذه القوى وحدها بدون سند من اللّه لا تكفل النصر ، إنما يتنزل النصر من عند اللّه عندما تبذل آخر ما في طوقها ثم تكل الأمر بعدها إلى اللّه .
وقد يبطىء النصر لتزيد الأمة المؤمنة صلتها باللّه ، وهي تعاني وتتألم وتبذل ولا تجد لها سنداً إلا اللّه ، ولا متوجهاً إلا إليه وحده في الضراء .
وهذه الصلة هي الضمانة الأولى لاستقامتها على النهج بعد النصر عند ما يتأذن به اللّه ، فلا تطغى ولا تنحرف عن الحق والعدل والخير الذي نصرها به اللّه .
وقد يبطىء النصر ؛لأن الأمة المؤمنة لم تتجرد بعد في كفاحها وبذلها وتضحياتها للّه ولدعوته فهي تقاتل لمغنم تحققه ،أو تقاتل حمية لذاتها،وتقاتل شجاعة أمام أعدائها.
واللّه يريد الجهاد له وحده وفي سبيله ، بريئاً من المشاعر الأخرى التي تلابسه .
وقد سئل رسول اللّه  الرجل يقاتل حمية والرجل يقاتل شجاعة والرجل يقاتل ليرى . فأيها في سبيل اللّه ؟ فقال : ( من قاتل لتكون كلمة اللّه هي العليا فهو في سبيل اللّه )  .
كما قد يبطىء النصر؛لأن في الشر الذي تكافحه الأمة المؤمنة بقية من
خير ، يريد اللّه أن يجرد الشر منها ليتمحض خالصاً ، ويذهب وحده هالكاً ، لا تتلبس به ذرة من خير تذهب في الغمار !
وقد يبطىء النصر لأن الباطل الذي تحاربه الأمة المؤمنة لم ينكشف زيفه للناس تماماً.
فلو غلبه المؤمنون حينئذ فقد يجد له أنصاراً من المخدوعين فيه ، لم يقتنعوا بعد بفساده وضرورة زواله فتظل له جذور في نفوس الأبرياء الذين لم تنكشف لهم الحقيقة،فيشاء اللّه أن يبقى الباطل حتى يتكشف عارياً للناس ، ويذهب غير مأسوف عليه من ذي بقية ! وقد يبطىء النصر ؛ لأن البيئة لا تصلح بعد لاستقبال الحق والخير والعدل الذي تمثله الأمة المؤمنة ، فلو انتصرت حينئذ للقيت معارضة من البيئة لا يستقر لها معها قرار، فيظل الصراع قائما حتى تتهيأ النفوس من حوله لاستقبال الحق الظافر ، ولاستبقائه ! من أجل هذا كله،ومن أجل غيره مما يعلمه اللّه،قد يبطىء النصر،فتتضاعف التضحيات ، وتتضاعف الآلام ، مع دفاع اللّه عن الذين آمنوا وتحقيق النصر لهم في النهاية .
وللنصر تكاليفه وأعباؤه حين يتأذن اللّه به بعد استيفاء أسبابه وأداء ثمنه ، وتهيؤ الجو حوله لاستقباله واستبقائه .
 وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ. الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقامُوا الصَّلاةَ ، وَآتَوُا الزَّكاةَ ، وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ ، وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عاقِبَةُ الْأُمُورِ   .
فوعد اللّه المؤكد الوثيق المتحقق الذي لا يتخلف هو أن ينصر من ينصره .. فمن هم هؤلاء الذين ينصرون اللّه ، فيستحقون نصر اللّه ، القوي العزيز الذي لا يهزم من يتولاه ؟ إنهم هؤلاء   الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ  .. فحققنا لهم النصر ، وثبتنا لهم الأمر ..  أَقامُوا الصَّلاةَ  .. فعبدوا اللّه ووثقوا صلتهم به ، واتجهوا إليه طائعين خاضعين مستسلمين ..  وَآتَوُا الزَّكاةَ  .. فأدوا حق المال ، وانتصروا على شح النفس ، وتطهروا من الحرص ، وغلبوا وسوسة الشيطان ، وسدوا خلة الجماعة ، وكفلوا الضعاف فيها والمحاويج ، وحققوا لها صفة الجسم الحي - كما قال رسول اللّه  - : ( مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى ) ( ) .  وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ  .. فدعوا إلى الخير والصلاح ، ودفعوا إليه الناس ..  وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ  .. فقاوموا الشر والفساد ، وحققوا بهذا وذاك صفة الأمة المسلمة التي لا تبقى على منكر وهي قادرة على تغييره ، ولا تقعد عن معروف وهي قادرة على تحقيقه .. " .
•    ماهي رسالتكم للشعب اليمني والعلماء،والشباب في الساحات،والسلفيين،وأبناء الحركة الإسلامية ؟
-    في الأخير أود أن أذكر بأن الشعب اليمني المسلم العظيم الذي وصفه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله " الإيمان يمان، والفقه يمان،والحكمة يمانية " لن يقبل بغير الإسلام عقيدة وشريعة ،ومنهجاً للحياة،بل حاكماً ومصدراً لجميع التشريعات في دولته ،ولن يقبل بغير بأي دولة أونظام ،أوتشريع يخالف الإسلام أدنى مخالفة ،بل سيظل ،ويبقى بإذن الله تعالى وفضله مردداً ومتمسكاً بشعاره " الشعب يريد تحكيم الشريعة " .
-    ومن هنا فإني أدعوا نفسي وجميع إخواني المسلمين إلى التمسك بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ،وتوحيد الصف واجتماع الكلمة ،والاعتصام بحبل الله جميعاً لقوله " واعتصموا بحبل الله جميعاً ،ولا تفرقوا "،وعلينا الاحتكام إلى الشريعة الإسلامية في كل شئوننا ،وتفويت الفرصة على المتربصين بهذا البلد ،ودينه ،ووحدته ،واستقراره،ونبذ كل أسباب الفرقة والخلاف،وتعظيم الحرمات ،وحقن الدماء ،والوفاء لكل مسلم بحقوقه المشروعة .
*    ينشر بالتزامن مع صحيفة الشموع الأسبوعية .

عدد القراءات : 4658
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات