احدث الاخبار

ليتهم يقتتلون !!!

ليتهم يقتتلون !!!
اخبار السعيدة - كتب - الشيخ / الحسين بن أحمد السراجي*         التاريخ : 07-10-2011

بأنينٍ مُرٍّ ومن قلبٍ موجوعٍ ومكلومٍ خَرَجَت هذه العبارة من فم أحد البائسين المطحونين ونحن على ظهر إحدى وسائل المواصلات , كان الرجل يرددها وقد خيَّم على الجميع السكون والذهول فما عرف القوم كيف يتعاملون مع هذه العبارة إيجاباً أو سلباً .

بعد لحظات قليلة من الصمت نطق الرجل وكأنه شعر بلسان حال القوم وحاجتهم للتوضيح وقال بنفس لغة الأنين والحسرة : شغلونا وأتعبونا , أهرمونا وأقلقونا لا هم تقاتلوا وخرجنا إلى طريق وخلصنا مما نحن فيه ولا هم اتفقوا سواء على الإصلاح أو مواصلة ما كانوا عليه دون حسيب ولا رقيب وخلَّصونا من هذه المعاناة .

واسترسل : يا جماعة تعبنا ... ما هذا بلوى أو دبور ؟

علِمنا حينها مراد الرجل وما وصل إليه من قناعة ربما تكون أسوأ الضررين , وساعتها تفاعل الجميع وهات ما أخذ ورد وكأن شبه إجماع من الموجودين قد انعقد على ما قال .

لم يكن هذا ما سمعته لأول مرة , فقد سمعت الكثير من هذا وشبيهه , بل إني قد سمعت من يدعوا بنشوب الحرب , وليس هذا فحسب فمن الغرائب أني ختمت حديثي ذات يوم مع شخص بالقول : الله يسمعنا خيراً .

فردَّ عليَّ مسرعاً : الله يسمعنا شر .

يا الله إلى أي حدَّ أوصلت الأزمة قناعات الناس , الدعاء بالويل والثبور وعظائم الأمور !!! هم في نظري محمولون على السلامة , فالوضع طحن الناس وخصوصاً السواد الأعظم طحناً وحوَّل حياتهم إلى جحيم وليسوا في عصر النبوة , ولا يُجسِّدون شخصيات الآل والصحابة , إنما هم بشر يأخذ الضعف منهم مأخذه .

ضاقت وحاقت بالناس الأزمة وتداعياتها من كل جانب وسيطر عليهم الخوف أكثر من مفرزاتها :

·      نزوح بالنساء والأطفال من مكان إلى آخر .

·      نقل السكن والعفش من هنا إلى هناك .

·      حمل الأباء والأمهات العَجَزَة المُقعدين من بيت إلى آخر ومن مدينة إلى أخرى .

·      رجل أغلق محله وغيره نُهب أو أحرق مصدر رزقه وآخر فَقَدَ عمله فضاقت معائشهم وسُدَّت الأبواب في وجوههم .

·      الخوف والرعب والقلق في الصباح والمساء .

حياة بهذا الشكل حملت صاحبنا في الباص لتمني الإقتتال , وغيره للدعاء بالويل والثبور , وآخر للنطق بالشر !!!

بعد الدعاء بالصلاح والتأليف صار الدعاء بالشر هذا يُخبرنا إلى أيّ مدى أثَّرت الأزمة في الناس .

تخيلوا الأطفال في المدارس وهم يسمعون دوي انفجارات تهز المدرسة , ماذا سيكون حالهم ؟

بحسب ابنتي التي تدرس السابع بمدرسة عمر بن الخطاب بحي النهضة فقد تحول فصل الدراسة إلى مناحة بعد أن سيطر الفزع والرعب على الأطفال .

 

يا عيباه يا عيباه يا عيباه .   

عدد القراءات : 1543
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات