احدث الاخبار

وسكي سياسي من إبريق إسماعيل هنية!

وسكي سياسي من إبريق إسماعيل هنية!
اخبار السعيدة - بقلم - د. فايز أبو شمالة         التاريخ : 03-10-2011

للسياسة خمرها، وقد يغيب عن الوعي بعض السياسيين الفلسطينيين الذين أسكرهم الإبريق العتيق للمفاوضات، فشربوا منه حتى اختلطت عليهم القرارات، وتاهت أمام أعينهم البديهيات، لأنهم ما زالوا يلهثون خلف وهم اللقاءات، وللتطبيق على الفكرة، سأضرب للقارئ مثلاً بما قاله السيد أحمد عساف، المتحدث باسم حركة فتح، في بيانه الذي أصدره عن مفوضية الإعلام والثقافة. لقد قال الرجل كلاماً مغايراً بالمطلق لفحوى تصريحات رئيس الوزراء إسماعيل هينة؛ الرافضة علناً لوجود دولة إسرائيل، ولكل القرارات الدولية، وحتى القرارات العربية التي تعترف بدولة اسمها "إسرائيل"، لقد حملت تصريحات الشيخ إسماعيل هنية الإصرار الفلسطيني على أن المقاومة المسلحة هي الطريق الذي اختاره الشعب الفلسطيني لتصفية وجود الكيان الصهيوني، وأعاب وأدان كل جهة فلسطينية تعترف بدولة إسرائيل، بما في ذلك اعتراف السيد عباس بحق إسرائيل بالوجود ضمن حدود 67.

لقد ظن السيد أحمد عساف السوء بكلام رئيس الوزراء إسماعيل هنية، وحسب أن إبريق إسماعيل هنية الذي امتلأ بماء زمزم الإرادة والعزم، حسبه "عساف" محشواً خمراً سياسياً، فشرب الرجل وفق ظنونه حتى غاب عن الحقيقة، وقال ما يلي: "إن تكرار تصريحات إسماعيل هينة وغيره عن إقامة دولة فلسطينية على أي قطعة أرض، إمّا جهل سياسي ناتج عن عدم الخبرة السياسية والوطنية، أو إن إسماعيل هنية يوصل رسائل إلى إسرائيل مفادها؛ أنه يقبل بما يرفضه السيد عباس، وكل ذلك في ظل اشتباكنا السياسي مع إسرائيل!.

سبحان الله، عساف، وفياض في حالة اشتباك سياسي مع إسرائيل، بينما إسماعيل هنية يغازل إسرائيل، وفي حالة سلام ووئام وانسجام معها! فمن يصدق هذا الكلام؟

السلطة الفلسطينية لا تنسق أمنياً مع إسرائيل بينا إسماعيل هنية يبعث رسائل تهنئة لشمعون بيرس بمناسبة قيام دولة إسرائيل! من يصدق هذا الكلام؟

السيد عباس في حرب مع إسرائيل ويحض على المقاومة بكافة أشكالها، بينما السيد إسماعيل هنية لا يرى غير المفاوضات، ويلهث خلف الحوار مع إسرائيل طريقاً وحيداً لتخفيف شروط الاحتلال، ويشارك في مؤتمر هرتسيليا الصهيوني! فمن يصدق هذا الكلام؟

الجيش الإسرائيلي يشن حرباً بكافة أنواع الأسلحة على السلطة الفلسطينية في رام الله، مثلما حدث في كانون 2008، وكانون 2009، والطائرات الحربية تستهدف نمر حماد، وياسر عبد ربه، وتوفيق الطيرواي، بينما قادة أجهزة إسماعيل هينة يلتقون مع الإسرائيليين، ويمنعون خروج أي مسيرة تندد بالعدوان الإسرائيلي على الضفة الغربية! فمن يصدق هذا الكلام؟

 إسرائيل تحاصر القيادة السياسية في رام الله، وتمنع تنقلهم بين مدن الضفة الغربية، وتتهم السيد عباس وأقطاب السلطة بدعم الإرهاب، وتتهمهم بتهريب السلاح من إيران عبر جزيرة سيناء، وتحاصر شواطئ رام الله؟ بينما تأذن لإسماعيل هنية بالانتقال، وتمنح رجال حماس بطاقة VIP، للعبور من غزة إلى رام الله! فمن يصدق هذا الكلام؟

سبحان الله، ألم أقل لكم من بداية مقالي: إن للسياسة خمرها، وقد يغيب عن الوعي بعض السياسيين الفلسطينيين الذين أسكرهم الإبريق العتيق للمفاوضات، فشربوا منه حتى انقلبت الحقائق، ليتوه الغشيم عن قراءة البديهيات، ويغفل عن صحوة الشعب الفلسطيني، وعن يقظة الشارع العربي الذي أصبح يرى، وأضحى يسمع، وأمسى يشمّ، وبات يحسّ، وما انفك يتلمس، وما فتئ يدرك الفرق في التعامل الإسرائيلي بين ساسة غزة وساسة رام الله؟.

عدد القراءات : 1237
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات