احدث الاخبار

خطابك لا يعني الوطن !

خطابك لا يعني الوطن !
اخبار السعيدة - كتب - رياض صريم*         التاريخ : 29-09-2011

كان خطاب صالح خطاب متدني يوشي لنا بالانحطاط الثقافي والجهل السياسي والعقد النفسية التي تحتوي هذا الرجل الذي لم يعد يمتلك من الآدمية سوى أسمه الذي أيضاً لا يعبر عن تصرفاته .. خطاب فاشل يتحاذق فيه على السلطة محاولاً أن يسخر من الثوار بأنهم يبحثون عنها .. يعبث دون أن يعلم بأنه يكشف غباءه للعالم وتمسكه بالكرسي أكثر من الشعب .. نحن الشباب يا صالح نعي ما نفعله وندرك مستقبلنا الذي خرجنا نبحث عنه بدونك .. ما أنت إلا سفاح ومصاص لدماء وأموال الشعب تنهب وتقول هم نهبوا .. تسرق وتقول هم من سرقوا .. تقتل وتقول هم من قتلوا .. تتهم المؤيدين للثورة وقد كانوا معك وكنت لا تعيرهم اهتمام .. كانوا أمامك فكنت تدعمهم .. لقد خذلت نفسك ووطنك وشعبك لقد أدرك العالم اليوم أن (عمر ذيل الكلب ما ينعدل) ذهبت وعدت إلينا تحمل ذات الفكر الغبي والخطاب الساذج والحكايات القديمة والغابرة والنصائح البلهاء  .

لا أعلم أي عقل يمتلكه هذا الرجل ولا الطريقة التي يعيش بها ويسير أموره من خلالها ، لقد أصبح في وضع مهين ومقيت ، لقد دمر  شخصيته بنفسه وعمل على أن يرى العالم من هو هذا الرجل الذي ظل يملأ الدنيا هرجاً ومرجاً بأنه الحكيم الوحيد وفارس العرب والسياسي الخطير والرئيس المحافظ على الديمقراطية وغيرها من العبارات والأحاديث التي تمجده وتجعله يفاخر بنفسه حتى نسى نفسه وأصبح يبحث عن الالوهية وكأنه الفرد الصمد .

بعد رحلة للعلاج منذ ما يقارب أربعة أشهر عاد متخفياً متوارياً عن أنظار الجميع حتى مؤيديه وما يزيد الطين بله يظن في أعماقه أن يغيض الشباب والثوار بعودته المخزية التي لا تعبر عن قائد يريد الحكم بالقوة متناسياً شعباً بأكمله بأنه هو من جعل منه رئيساً ورجل ذات قيمة في ذات يوم من الأيام إلا أن هذا الرجل لم يكن عند الثقة التي منحه هذا الشعب فجعلوا منه فأراً يتنقل بين الأزقة والأروقة السياسية محاولاً أن يجعل نفسه صانعاً للسلام بينما الدم يرسم ملامحه كاملة ويوضح حقيقته أمام العالم .

لقد تعبنا أيها الفأر الذي لا يمل من أكل الجبن ، لقد مللنا من الخطابات والكلمات الرنانة التي لا تعني سوى مصلحتك الشخصية في كيفية التسلل بهدوء لسرقة مقدرات وأموال هذا الشعب .. لقد أفقنا من غفوتنا يا مهدم الحياة ومشرد الرجال وميتم الأطفال .. لقد سئمنا قبحك المعتاد بسلطة فارغة لا تجيد سوى البطش والقتل ونهب البسطاء والمساكين من أبناء هذا الشعب ..

لقد كان الشعب اليمني من أعظم الشعوب وأفخرها على مر العصور حتى أتيت بجهلك الملعون وطمعك المفقود ، وجشعك المبلود لتحيل هذا الشعب إلى بسطاء العالم وأفقرهم وأحقرهم وجعلت من بلدنا مقر للإرهاب رغم أنه من صناعتك فنحن أرق قلوباً وألين أفئدة فلا أعلم من أين أتيت أنت وإلى أي عرق تنتمي ، وأي قبيلة احتملت انتسابك إليها ,,

أيها الفأر الذي لا يجيد سوى المراوغة والكذب والمماطلة والوعود الجوفاء ، ألا تعلم بأنك أصبحت من المنافقين "كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (آية المنافق ثلاث : إذا حدث كذب ، وإذا وعد أخلف ، وإذا أؤتمن خان)" وأنت لم تبقي من هذه الثلاث شيئاً بل زدت على ذلك القتل والنهب والمحسوبية والرشوة وما آل إليه الوطن من عبثك وعبث أتباعك من المغفلين الكبار أصحاب الكروش الكبيرة الذين جعلوا من الناس مجرد عبيد لديهم يمكن شراؤهم بثمن بخس .. لقد عملت على أن تكون بلادنا في الحضيض بينما هي من جعلتك تتصف بالآدمية أمام الأمم والدول الأخرى وخاصة التي تدافع عنك وتؤيد طغيانك وعبثك بنا ومحاولتك لجعلنا أكثر الأمم جهلاً وغباءً .

ماذا تظن نفسك حين تعود إلى الوطن تبحث عن الكرسي الذي أفقدك وعيك وجعل منك مجرد أحد الثيران المصارعة للفوز بإطاحة شعبها .. أيها الصالح لقد عبثت بما فيه الكفاية فالوطن لن يتحمل زيفك وزيف إعلامك وتلفيقك وكذبك الذي سئمنا منه .. لقد حان الوقت لتأخذ نصيبك مما أخذه الشعب هذا فرداً فردا ، لقد حان الوقت كي تدرك الغباء الذي كان يسيطر عليك بأحلام اليقظة ..

أيها الفأر الصغير لم نعد نرغب برؤية ملامح وجهك التي تبعث الشؤم وتزيد هذا الشعب تعاسة وشقاء ، لقد حان الوقت كي تغادر مكامن الوجع التي تسببت بها طوال 33 عاماً ونفشت ريشك فيها على الضعفاء والمساكين من أبناء هذا الشعب .. لقد حان الوقت لتدرك تلك المقولة (أتق شر الحليم إذا غضب) .

لم تعد الخطابات والكلمات من على المنابر تثير المشاعر لشعب أضناه الجوع والعطش والفقر ، وسارت به الأحوال إلى ما لا يمكن تحمل أكثر منه ، يا صاحب الفخامة آن لك أن تدرك بأننا نبحث عن حقوق آبائنا قبل حقوقنا فلقد سكتوا كثيراً غير مدركين لما يحدثه الزمن من فرق عن الماضي الأليم ,, لقد حان الوقت كي تعلن الدنيا غضبها عليك وينزل الله سخطه عليك .. ويعيدك الشعب إلى صوابك وتأخذك الدنيا إلى حيث أعددت لنفسك فيها ..

كان الكثيرين يأملون أن تكون رجلاً ذا مواقف رجولية وبطولية فعلاً تحسب لك ولكنك ذلك الشخص الذي لم يتغير بل يزداد سوءاً وشراً كلما طالت به الحياة ، أو هل تظن نفسك غير زائل ؟ وأن الله غير قادر على إيقاظ هذا الشعب لإطاحة بك ؟ .. لا والله فلم يكن ذلك لنبي من قبل ولا لبشر أن يبقيه الله حتى قيام الساعة فانظر لنفسك ماذا تنتظر وماذا تترك وراءك غير عندك وعنجهيتك وظلمك وبطشك وفسادك..

كنت دائماً لا أحب أن أعير أي شخصاً اهتمام حين يكون فاسداً حتى لا تصل ريحه إليك ويكون هو الأفضل بينما تسوقونا نحن إلى ما وراء القضبان ، وتبحثون عن القاسية قلوبهم والميتة ضمائرهم ليكونوا أعوانكم ونحن بقايا الأغبياء الذين لا نرقى لفكركم الفاسد وعبثكم الحاقد ضد شعباً لم يملك سوى التسامح والصبر والحكمة والإيمان ، شعبٌ لم يعرف غير رقة القلوب ولين الأفئدة .. لقد عبثت طويلاً يا فخامة الفأر الصغير وبلغ السيل الزُبى ، وحان لك أن تعود إلى ثكناتك القديمة تعد جرائمك وتحاول أن تبحث عن زاوية ضيقة لا تتسع لسواك كي تستغفر لذنوبك وأعمالك التي تسافر بك نحو المجهول ..

شكراً لمن قاده عقله لمعرفة الحقيقة فلا أخفي الجميع أن الإعلام أفسدنا وأفسد عقولنا وتفكيرنا وأصبحنا من المدمنين على تصديقه سواءً كان للحقيقة أو الكذب فلم أجد إعلاماً نزيهاً يقول ما يصدقه العقل لا ما يصدقه الجيب (النقود) حين تسوق نفسها إليه .. النصر للشعب والثورة ودماء الشهداء وسحقاً لمن غفل عن الحقيقة وأدار الفتن في بلد الحكمة والإيمان ..

* عضو المجلس الإعلامي للثورة

* صحفي وناشط حقوقي

عدد القراءات : 2927
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات