سنة في الثورة خيرٌ من عشره في الخدمة
تفاوتت الأخبار وتناقلت وسائل الإعلام القرارات والرفض في مسألة مواصلة أو إيقاف العملية التعليمية في الجامعات وانقسام الآراء بين الطلاب ممن يبحثون عن مواصلة الدراسة ومن يعملون على مواصلة الإضراب ..
فأنا هنا أقول لإخواني وزملائي الطلاب في كافة أنحاء الوطن والاختصاصات والمستويات لا يضرنا أن نضحي بعام أو عامين من أعمارنا في سبيل تحقيق الحرية والعدالة والمساواة بين أبناء المجتمع والتخلص من الظلم والجهل الذي خيم على بلادنا طوال 33 عاماً ، كما لا ننسى تكدس الملفات والشهادات للخريجين من الذين سبقونا على أدراج ومخازن ومكاتب الخدمة المدنية ومنها التي تآكلت وثائقه دون الحصول على وظيفة أو أبسط الحقوق كخريج جامعي أو مواطن يمني أو صاحب أفكار أو أياً كان ما يحمله من طموحات وآمال بعد تخرجه من الجامعة ..
لذلك أعزائي لا يضيرنا أن ننتظر عام ونستقبل الثورة بروحها الوطنية ونسافر معاً في ظل الحرية التي يجب أن نحققها لنتخلص من نظام استطاع أن يأكل كافة حقوقنا ويصادر أحلامنا دون وجه حق أو أدنى اهتمام لما نعانيه في ظل تحكمه الطاغي وفساده الباغي حتى جعل منا مجرد عاطلين نجهل المستقبل الذي ينتظرنا ..
عامٌ خير من عشره نرى فيها الوساطات تنال من حقوقنا والرشاوى تشتري وظائفنا والزمن يأكل أعمارنا ونحن في انتظار رحمة أزلام النظام وفساده في إعطائنا حقوقنا .. فلا بأس أن ننتظر عام من التفاني من أجل وطن أجل وغدٍ مشرق ..
إخواني أخواتي الطلاب : عام في الثورة خيرٌ من عشره في الخدمة المدنية ذهاباً وإياباً إلى مكاتب الفاسدين نتوسل ونرجو منهم المصداقية في إنزال الوظائف حسب الأولوية والاستحقاق العام .. لقد مللنا فترات طويلة والكثير يعانون من الإنتظار والفراغ الذي أدى بأغلبيتهم إلى الشوارع والتسول والعمل بالأجرة اليومية رغم التحصل على الشهادة الجامعية ..
لن نخسر شيء ونحن ندافع عن هذا الوطن ونبحث له عن حل من كافة المشاكل والقضاء على الفساد بل سنخسر حين نتخرج وما زال هذا النظام يمارس طقوسه المعتادة في توليد الحقد والبؤس بين أفراده الشباب ومخرجات الجامعة من الدارسين الذين بذلوا أعمارهم في التعليم وإنجاح هذه العملية التعليمية ليخرجوا ينتظروا الفرج من السلطة ..
لقد أراد الله لنا أن نكون الشعلة التي تشعل هذا الفتيل ونصنع عالمٌ آخر ويمن جديد لشعب عبث به هذا النظام طويلاً .. لقد حان الوقت لتصحيح المسار الاجتماعي والاقتصادي والسياسي والمعيشي لهذا الوطن .. حان الوقت لكي نصنع إرادتنا الحره ضد الفاسدين جميعاً ونجعل الوطن يفخر بنا ..
عامٌ في البحث عن الحرية وأخذها من نظام طاغي خيرٌ من عشره في ظل الظلام والجهل والبحث عن الحقوق والكرامة التي يجب أن نعيش بها في وطننا ..
نعم إخواني وأخواتي الطلاب الثورة هذه انطلقت ورفعت هامتها باسمنا وحقوقنا وآمالنا وطموحاتنا .. قامت لنكتب للتاريخ أننا أفضل مما نحن عليه بأننا نستحق الأفضل بأننا صناع الغد وأجيال المستقبل .. بأننا الحاضر والمستقبل .. عامٌ في الثورة خيرٌ من عشره أعزائي .. فتحية لمن قاسم هذا الوطن صناعة تاريخه الجديد وحريته الراقية والصادقة ..
* عضو المجلس الإعلامي لثورة الشباب
* صحفي وناشط حقوقي