احدث الاخبار

ارحمنا يا سيد عباس،

ارحمنا يا سيد عباس،
اخبار السعيدة - بقلم - د. فايز أبو شمالة         التاريخ : 06-09-2011

ارحمنا يا سيد محمود عباس، واشف صدور الشعب الفلسطيني الذي اختلطت عليه الأوراق السياسية بالاقتصادية بالأمنية، فصار لا يعرف ماذا تريد؟ وهل نحن في حالة سلام مع إسرائيل، لنتصرف على هدي ذلك؟ أم نحن في حالة صراع مع إسرائيل، وعلى الشعب أن يأخذ حذره، وأن يعد نفسه لأيام صعبة من المواجهة؟

 

        نقول: ارحمنا يا سيد عباس! لأنك الناطق باسم شعبنا شئنا أم أبينا، ولأنك تمثلنا رغم أنوفنا في كل المحافل الدولية، وتمتلك حق التصرف بالقوة المالية الممنوحة من الدول الغربية، وأنت  الرجل الذي وافقت عليه الرباعية رئيساً فلسطينياً، وأنت من رضيت عنه إسرائيل، بعد أن قامت بتصفية أبي عمار جسدياً، وأنت من تمت تزكيته رئيساً فلسطينياً من قبل جامعة الدول العربية ـ قبل أن يسقط بعض رؤساء دولها ـ لذلك ليس أمامنا نحن الفلسطينيين إلا أن نقول: ارحمنا يا سيد عباس! وقل لنا ماذا نفعل؟ وكيف نفهمك حين تقول:

 

"إن القرار الفلسطيني بالتوجه إلى الأمم المتحدة ليس هدفه عزل إسرائيل أو رفع الشرعية عنها، بل الهدف منه هو رفع الشرعية عن الاحتلال الذي يجب أن ينتهي". فهل نفهم من كلامك هذا يا سيد عباس؛ أنك تبارك الاغتصاب الإسرائيلي لفلسطين سنة 1948، وتكتفي بالأراضي المحتلة سنة 1967؟ إن صح ذلك، وهو صحيح بلسانك الفصيح حين قلت أمام اجتماع التشاور للمجلس الثوري: لا نريد رفع الشرعية عن إسرائيل كما يزعم قادتها!

 

إن كلامك هذا يا سيد عباس، ليفرض على كل عاقل أن يقول: هذا التصريح يلغي الأسس التي قامت عليها منظمة التحرير الفلسطينية، ويبطلها، بالتالي فأنت رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة تحرير باطلة، وبذلك تكون رئيساً لسلطة باطلة، لأنها مكلفة من قيادة باطلة!

 

ارحمنا يا سيد عباس، وافترض في الفلسطينيين بعض الذكاء، وقليلاً من الوطنية! ولاسيما حين تقول: إن الجانب الفلسطيني اتخذ قرار التوجه إلى الأمم المتحدة بعد وصول المفاوضات إلى طريق مسدود بسبب رفض الحكومة الإسرائيلية لكل الاتفاقيات الموقعة".

 

يتفق معك الفلسطينيون يا سيد عباس في كل ما قلته عن رفض الإسرائيليين لكل الاتفاقيات الموقعة، ولكن كيف تقنع طفلاً فلسطينياً حين تقول: إن الذهاب إلى الأمم المتحدة هو من أجل نيل عضوية فلسطين الكاملة في الهيئة الدولية، ومن ثم العودة إلى المفاوضات على أسس واضحة ومحددة".

 

 فأي كلام نصدق؟ وما معنى أن تعود إلى المفاوضات؟  وأن تتوصل إلى اتفاقات، تعترف أن الإسرائيليون لا يطبقونها؟! ولماذا كل هذا الإصرار على مثل هذه المفاوضات؟.

 

ارحمنا يا سيد عباس، فأنت تغامر في وطن عزيز، وتجري التجارب على مصير شعب قدم الغالي والنفيس، شعبٌ فقد مستقبل أجياله خلال عشرين عاماً من المفاوضات العبثية، شعبٌ جردته من الزمن الذي أرخى بظلاله على الأماكن الفلسطينية، الزمن الذي افترسه اليهود الغاصبين بعد أن افترشوا المفاوضات، وغطوا عوراتهم بالقضية!.

عدد القراءات : 772
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات