السكري و آلام الكتف
يعد مفصل الكتف أكثر مفاصل الجسم اتساعا فى مدى الحركة، وذلك ليتمكن الإنسان من استعمال الطرف العلوي بصورة طبيعية، ونتيجة لهذا الاتساع في مدى الحركة،فإن مفصل الكتف من أقل المفاصل ثباتا وأكثرها تعرضا للإصابات، ومن أكثر أمراض الكتف إصابة هو تيبس مفصل الكتف.
ويعرف تيبس الكتف (Frozen shoulder in diabetic patients) بأنه حالة من الألم وصلابة في مفصل الكتف تصاحبه محدودية في حركة المفصل، نتيجة حدوث الالتهاب داخل المفصل أو حوله.
ويعزى سبب تيبس مفصل الكتف عند مرضى السكري إلى الخلل الهرموني في هرمون الأنسولين، الذي يؤدي إلى مشاكل في توزيع الكولاجين في الجسم، فيتجمع في أطراف كبسولة مفصل الكتف، ومع مرور الوقت، يتجمع بكمية جيدة مسببا تليف الكبسولة ويتبعه التصاق في مفصل الكتف، ومع مرور الوقت، ينتج عن قلة الحركة في المفصل تقلص للعضلات المحيطة بالكتف، والذي يؤدي إلى إعاقة حركة المفصل.
حقائق حول تيبس الكتف عند مرضى السكري
• أظهرت الدراسات الحديثة ارتفاع نسبة إصابة مرضى السكري بآلام الكتف بنسبة 22-35 % في مرضى السكري مقابل 2-7 % من الناس غير المصابين به.
• مرضى السكري الذين يعانون من عدم السيطرة على مستوى السكر في الدم نسبة إصابتهم بآلام الكتف أو تيبس الكتف أعلى من المصابين المسيطرين على مستوى السكر في الدم.
• أظهرت دراسة أجريت مؤخرا أن نوعية الحياة لمرضى السكري الذين يعانون من آلام الكتف أسوأ من المرضى الذين لا يعانون من أي مشكلة في الكتف
أعراض تيبس الكتف
تتطور أعراض تيبس الكتف بشكل بطيء في ثلاث مراحل رئيسية، وكل مرحلة تستغرق عدة شهور، وأهم أعراضه:
1. مرحلة الألم (freezing or painful phase):
في هذه المرحلة يكون الألم مصاحبا لحركة المفصل في أي اتجاه كان، وتبدأ محدودية الحركة في هذه المرحلة، وعند بعض المرضى يكون الألم اسوأ في ساعات المساء؛ حيث يعمل على منعهم من النوم بشكل جيد، وتستمر هذه المرحلة من 2.5 إلى 8 أشهر.
2. مرحلة التيبس (frozen or stiff phase)
ما يميز هذه المرحلة تناقص الألم، ويصبح المفصل أكثر صلابة وتزداد محدودية الحركة بشكل ملحوظ، وتستمر هذه المرحلة من 4 إلى 12 شهرا.
3. مرحلة الانتعاش (thawing or recovery):
تبدأ حركة المفصل بالتحسن في هذه المرحلة؛ حيث يحدث استرداد تلقائي في حركة المفصل ويبدأ الألم بالتلاشي وتقل صلابة المفصل.
ومن الجدير بالذكر أنه من المحتمل عدم استرداد كامل مدى حركة المفصل، ولن يكون المريض قادرا على القيام بجميع مهامه اليومية.
تستمر هذه المرحلة من 4 إلى 12 شهرا، رغم أن الشفاء التام يحتاج إلى فترة طويلة قد تصل الى أربعة أعوام
ما دورنا فى العلاج الفيزيائي لعلاج تيبس الكتف عند مرضى السكري؟
ينصح مرضى السكري عند ملاحظة أي محدودية في حركة مفصل الكتف أو عند ظهور ألم في المفصل عند الحركة باللجوء إلينا للعلاج الفيزيائي.
ويكمن دور العلاج الفيزيائي والرفلكسولوجى بزيادة حركة المفصل، وذلك بإزالة الألياف المتكونة بفعل الكولاجين، من خلال اللجوء إلى استخدام الوسائل اليدوية والتمرينات الحركية واستخدام وسائل كهربائية مثل؛ الموجات فوق الصوتية وتيار "TENS" أو كما يفضل البعض تيار "Interferential"، ويتم في بعض الأحيان استخدام الأشعة تحت الحمراء أو الكمادات الساخنة قبل مباشرة العلاج اليدوي لضمان زيادة التروية الدموية للمفصل، ما يسيطر على الألم ويضمن تروية دموية جيدة للمفصل.
ويبقى القاسم المشترك في الجلسات هو استخدام الكمادات الباردة لتخفيف الألم بعد الجلسات ودفع الجسم لتنظيف المفصل من بقايا الألياف التي تم تقطيعها أثناء الجلسة، وكلما كان اللجوء إلى العلاج الفيزيائي في مرحلة مبكرة، حصل المريض على نتائج أفضل وبفترة زمنية أقل.
ومما تجدر الإشارة إليه أن مشكلة تيبس الكتف مشكلة فيزيائية، وهنا يكمن الدور الأساسي للعلاج الفيزيائي، فالأدوية والعقاقير وحدها لا تكفي؛ حيث إن دورها ينحصر في تخفيف الألم والالتهاب وتثبط سرعة بناء الكولاجين، ومن ثم هي لا تعالج المشكلة، بل تبقي الوضع على ما هو عليه وتمنع تطور الوضع للأسوأ.
وفي بعض الحالات المتطورة، قد يلجأ الطبيب لعملية منظار جراحي للمفصل، وهذه العملية ناجحة للحالات المتوسطة، أما الحالات المتطورة جدا والمهملة لفترة طويلة والناتج عنها حدوث التصاق وتيبس في كل المفصل والتي لا يمكن إزالتها بالمنظار الجراحي، فيلجأ الطبيب في هذه الحالة إلى العلاج الجراحي المفتوح