احدث الاخبار

أسألوا القذافي عن غابة الأسد!

أسألوا القذافي عن غابة الأسد!
اخبار السعيدة - كتب - د. فايز أبو شمالة         التاريخ : 05-09-2011

اسألوا القذافي: ما رأيك يا معمر، بالتجربة الطويلة في الحكم، وقد دالت إليك الدنيا، وأخضعت البلاد، ونفذ قضاؤك في العباد، هل يتساوي كل ما سبق بلحظة خوفٍ وفرار، وقد جللك الغمُّ والهمُّ والعار؟ ولو كنت تعلم يا معمر، أن نهايتك ستكون جرذاً يحفر تحت الأرض ليهرب عبر الحدود؟ ، هل كنت تقبل أن تصير رئيساً ينهل من الملذات لأربعين عاماً بلا قيود؟ وهل تتساوي شهوة الحكم أربعين عاماً، مع شهقة الفزع أربعين دقيقة؟ وهل تتساوى نكهة التمتع المجنون لعشرات السنين بدقائق من الرعب المكتوم، ومن الترقب المحفوف بالخوف، والحذر المقرون بالجنون؟

اسألوا "حسني مبارك": لو كنت تعرف النهاية يا حسني، هل كنت تجرأت في البداية، وزاحمت، وأقدمت، أم كنت تريثت، وراجعت حساباتك، وأحجمت عن الولوغ في الأمر والنهي، وآثرت السلامة في عمل وظيفي نظيف، وراتب خفيف، وحياة تخلو من القتل، ولا تمشي على حد السيف! ويعتريها الزيف!

لو كنت تعرف يا على عبد الله صالح أن أولادك الذين عاشوا ملوكاً لعشرات السنين، وتذللت لهم الرقاب، بعد أن صاروا العطاء والعقاب، لو كنت تعلم أنهم سيغدون اللعنة التي تصفع كل من يقترب منهم، وأنهم سيلتهمون المذلة من صباحهم حتى مسائهم، وأنهم سيمسون الجرذان التي تنفلت من شباك الخوف، هل كنت تقبل لهم أن يرتووا من بئر الحكم لسنوات، ليظمئوا إلى الأمن ما تبقى لهم من حياة؟

هل كنت تعرف يا معمر، أن المنتصر من أولادك أمسى مهزوماً، وأن المعتصم لا يجد حفرة في جبل ليعتصم فيها، وأن سيف الإسلام ما خاض حرباً في سبيل الله، وأن ابنك عز العرب ما أعز الدين، وما أطاع المرسلين، لقد ضل جميعهم السبيل، وصاروا الحاكم الذي افترى وفجر، وضلَّ وغدر، حتى صار إلهاً من أوراق مالية، ومن براميل نفط وضجر.

ماذا جنيت يا حافظ الأسد، على سلالتك؟ وأين غابتك؟ أم حسبت الدنيا خاتماً في أصبعك، تنقلها إلى أصابع أبنائك؟ انظر النار التي ورّثتهم إياها! إنها تتلظى، وتبشر بالخاتمة المحتومة التي ضمنها لأبنائه حسني مبارك، ومحمود عباس، بعد أن لوّث كلاهما سيرة أبنائه بدم الأبرياء، وسحق جذر أبنائه بالتنسيق الأمني، ونسف مستقبلهم الذي صار غد اليهود، وأسلمهم إلى قفص الخوف والحزن والقلق.

لو سألتم الحاكم العربي، وباقي أفراد عصابته الذين تسلّطوا، واستبدوا، ونسّقوا مع الإسرائيليين، وصاروا الحاكم المطلق بأمر المخابرات والدولارات، لو سألتموهم: هل تقبلون أن تكرروا تجربة الحكم ثانية، وأن تصيروا حكاماً بلا منافسٍ أو منازعٍ أو مناقشٍ، على أن تصير نهايتكم إلى ما صارت إليه نهاية القذافي؟ هل تقبلون؟!

إن تجربة الطغاة تقول: سيأتي زمن على أمة العرب، يتوسلون فيه إلى الرجل أن يصير حاكماً طويل الأجل، فيرفض من شدّة التقوى والوجل!.

عدد القراءات : 5537
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات
محمد الوقع
حلو باقي مثلها للرائيس اليمني ولا لا ههههههههههههه