حكاية اول يوم دوام في مستشفى الثورة العام بتعز مع الدكتورة/ وفاء المسني
في اول يوم دوام بعد اجازة العيد في مستشفى الثورة العام في تعز كان اول من استقبلني على بوابة المستشفى افراد من الحرس الجمهوري ببدلاتهم المغبرة المعهودة وكانت هذه هي المرة الاولى التي لا امر من امامهم مسرعة كما تعودت بل وقفت لـ اتامل تلك الوجوه لعلي اجد شيئا مختلفا... يسمح لهؤلاء ان يدنسوا حرمة صلاة (جمعة التصعيد الثوري... ) كنت ابحث فيهم... عن اي شئ مختلف عنا ولكن ارتد اليَّ نظري عن وجوه كالحة واجساد هزيلة اشخاص مثلنا لافرق فقلت مؤاساة لنفسي لا ليس هؤلاء من قام بقنص المصليين في الساحة يوم الجمعة ، اكيد من قام بهذا هم افراد اخرين من داخل المبنى ولابد ان يكون على محياهم شئ مختلف عنا ليمتلكوا مثل هذي الجرأة على خالقهم...
واصلت السير في باحة المستشفى لتستقبلني الاعمدة والجداران صارخة في وجهي وتقول : ليس من اجل هذا بنُيينا ..كيف تم تحويل مكان أُسِسَ من اول يوم فيه للحفاظ على الحياة الى مكان يوزع الموت بالمجان وكان لنا السبق في سن مثل هذه السنة لمن خلفنا ليكون لنا اجرها واجر من عمل بها بعدنا ..
وبعد هذا كله كان يجب ان اصطنع ابتسامة على وجهي واردد عبارة كل عام وانتم بخير على كل من قابلني حتى خنقتني العبرات وتوقفت ، لم تعد عضلات وجهي قادرة على مواصلة مط الشفاة ولم تعد حبالي الصوتية قادرة على مجاراتي في زيف وكذب ودجل العبارات .. لااااااااا لست بخير ولا المستشفى بخير ولا الوطن بخير ..
سُرِقَت منا اعيادنا وافراحنا وبهجتنا وامانينا ولم يتبقى
لنا سوى امنية رؤيتك ياوطني حرا ..
ساواصل بل سنواصل المسير لاجل ان تبصر النور ياموطني.
المصدر : الصفحة الرسمية لساحة الحرية بتعز