احدث الاخبار

لا أحد مع فلسطين؟

لا أحد مع فلسطين؟
اخبار السعيدة - بقلم - أسامة أبوعواد         التاريخ : 04-09-2011

حشود فرنسية  ألمانية بريطانية لمنع الجهود الفلسطينية من الوصول إلى الأمم المتحدة ، وكسر طموحات  وتطلعات الشعب الذي يعاني من مرارة الاحتلال لذلك  يبقى الأمر مغلق حتى هذا اليوم ، فالجهود التي كانت داعمة بالأمس وأبدت رغبتها بالاعتراف بالدولة الفلسطينية اليوم تحذر من التوجه إلى الأمم المتحدة .

 

فاقتراح الرئيس الفرنسي ساركوزي بوصف فلسطين "كمراقب" كدولة الفاتيكان  اقتراح سيء بكل ما تحمله الكلمة من معنى  ، وهذا الاقتراح  سيكون مرفوضاً  ولن يقبل  الشعب الفلسطيني بهذا الوصف مهما بلغ الأمر خطورة.

 

فأحلامهم وتطلعاتهم بالدولة الفلسطينية على حدود 67 وعودة اللاّجئين إلى ديارهم وإطلاق سراح الأسرى في سجون الاحتلال ،  فأين ساركوزي من هذا الطلب ومن هذه الثوابت الوطنية ومن الدولة التي لا تزال تزحف من أجل نيل استقلالها كباقي الشعوب العالم .

 

وان كانت الآمال واقفة  بسبب الانحياز الأمريكي لإسرائيل والوقوف إلى جانبها  ، وباقي الدول التي تقف مؤيدة لأمريكا وتوجهها في دعم إسرائيل في المنطقة العربية في كافة النواحي السياسية والاقتصادية والعسكرية وغيرها ، ستبقى تلك الدول تدور حول أمريكا في أي خطوه  يتم تبنيها من قبل الإدارة الأمريكية ، فالفيتو الأمريكي على الأبواب ،  إذا تحولت القضية الفلسطينية على مجلس الأمن ، وسيكون هناك قرار ظالم  تنفرد به  الإدارة الأمريكية لتحقيق أمن وتطلعات الشعب اليهودي وبهذا القرار سيقضي على أحلام الشعب الفلسطيني  وعملية السلام  في المنطقة وتشويه صورة أمريكا الراعية للسلام في ظل الاعترافات للدولة الفلسطينية    .

 

والمشكلة هنا : لماذا تطلق هذه الدول على نفسها أنها راعية السلام  ، و تسعى إلى بث الديمقراطية في البلاد العربية ، في الوقت الذي تسعى فيه تلك الدول القضاء على الديمقراطية في فلسطين ،  والقضاء على أحلام الشعب الفلسطيني ، وعدم والوقوف إلى جانبه  وقطع المساعدات له  ، وإرجاع حقوقه التي سلبت من قبل الاحتلال ، فما هي الديمقراطية في  القاموس الغربي  هل هي الغزو الصليبي  والتبعية ؟

 

 لذلك يجب علينا أن نقتنع بأن أهداف الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا  ، هي لخدمة أنفسهم والحفاظ على دولتهم في الشرق الأوسط ، فالديمقراطية هي أن تبقى فلسطين تحت السيطرة الإسرائيلية وتخدم أمن إسرائيل  ، وأن تكون منزوعة السلاح حتى يشعر المواطن الإسرائيلي أنه  اّمن ،  وأن حياته ليست في خطر وأن نلقي اللوم والإرهاب على الشعب الفلسطيني وتحمله كافة المسئولية عن حماية إسرائيل .

 

فالدول التي اعترفت بدولة فلسطين بلغت حوالي 126 دولة بعد اعتراف دولة سانت فينست والغرينادينز  هذا الاعتراف جاء بعد اعتراف السلفادور وهندوراس  وغالبية تلك الدول من أمريكا اللاتينية  تلك الدول لا تتمتع بوزن سياسي ،  ولا تؤثر قراراتها  في السياسة الدولية إلا أنها تعمل على تقديم المساعدة المعنوية على الأقل للشعب الذي يسعى لحصد المزيد من الاعتراف بدولته ،  في ظل التهديدات الأمريكية المتواصلة على الجهود الدبلوماسية في حشد الدعم الكامل لإقامة الدولة الفلسطينية وإيقاف الاستيطان؟

 

فالشعب الفلسطيني يصارع لوحده حتى اللحظة الأخيرة من هذا الشهر ، في ظل العقبات التي تقدمها أمريكا من  أجل إيقاف الدعم والحشد ، وعدم المضي قدماً نحو الجمعية العمومية ، وتهديدها بقطع المساعدات وخلق  المزيد من الأزمات للشعب الفلسطيني ، مما يبقي الأمر على حاله ويبقى الشعب الفلسطيني مساند لنفسه دون مسانده  من الآخرين .

 

في الوقت ذاته  يسعى نتنياهو إلى حشد الدعم لسرقة  أنظار العالم بعد عملية إيلات ، وتقديمها كدليل على ممارسات الفلسطينيين بحق أمن المواطن الإسرائيلي وزعزعة استقرارهم ، عكس ما تقوم به  الطائرات الحربية الإسرائيلية بقصف بيوت المواطنين في قطاع غزة واستخدام القنابل الفسفورية  والعنقودية ، وتدمير البنية التحتية وعمليات الاغتيال التي يقوم بها الموساد  في جميع أنحاء العالم ، فحكومة نتنياهو  تسعى إلى استغلال الموقف لصالحها في  جذب انتباه العالم وتحويل تلك الأنظار إليها وعدم الالتفاف إلى الجمعية العمومية  وإعطاء أهمية للفلسطينيين  ولمطالبهم. 

 

 

*كاتب فلسطيني

 

Osama19871@windowslive.com

عدد القراءات : 1608
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات