احدث الاخبار

العيد عاد وأوضاع العرب تغيرت

العيد عاد وأوضاع العرب تغيرت
اخبار السعيدة - كتب - يحيى الرازحي         التاريخ : 02-09-2011

العيد عاد فهل تغيرت معه أوضاع العرب فعلا ؟ أم انه ليس هناك جديد يذكر .عقود من الزمان مرت والعالم العربي يعيش في حالة من الاستقرار والثبات للملوك والرؤساء في كراسي الحكم دون تغيير يذكر، مع تزايد في معدل البطالة وانتشر الفقر وتردي في الخدمات فالعيد خلال العقود الماضية كان يعود دون أي تغيير يكر في أوضاع العرب .

لكن في هذا العيد يمكن ان نتحدث عن وجود تغيرات جذرية شهدتها تونس ومصر تمثلت بأسقاط النظام برمته ، بينما نجد ان ليبيا تعيش وضع صعب لولادة الثورة التي خلفت عشرات الألاف من القتلى وشردت المواطنين من مناطقهم .

بينما نجد جمهورية السودان التي كانت تعتبر اكبر دولة عربية من حيث المساحة تعيش ربما حالة من الاستقرار أن صح التعبير ، كون رياح التغيير فيها كانت سابقة لأوانه حين انقسمت واصبحت دولتين شمالية وجنوبية .

اما في الشرق الأوسط فالتغيير بالكاد يظهر من جنوب الجزيرة العربية وبالتحديد من اليمن والذي يشهد أزمة في مختلف نواحي الحياة مع وجود بعض الاشتباكات في بعض المناطق نتيجة لخروج الشباب والأحزاب للشارع لإسقاط النظام .

وفي شرق الجزيرة العربية بالتحديد في البحرين كانت رياح التغيير قد خرجت لكنها سرعان ما قضي عليها من خلال تدخل قوات درع الخليج مع وجود بعض المبادرات وقد نجحت وهذا أيضا يعتبر تغيير،كذلك الأردن نجد انها شهدت بعض المظاهرات التي نستطيع ان نسميها بداية التغيير .

وفي سوريا ،نجد ان الوضع لا يختلف عليه عما هو في ليبيا فقد تسبب رياح التغيير في سقوط الالاف من القتلى ونزوح الكثير من مناطقهم .

إذا هذا هو حال عالمنا العربي في عيد الفطر المبارك!

فأوضاع العرب قد تغيرت ، والتغيير يختلف من دولة لأخرى ، وان كان هناك بعض الاستقرار في بعض الدول الان انها تخشى ان يجتاحها رياح التغيير الذي تعيشه الدول المجاورة.

كل هذه الاحداث لا تجعلني أقول ان الأوضاع في العالم العربي تغيرت للأفضل ولا إلى الأسواء لكنها غيرت الشارع العربي وجعلت منه ثلاثة فرق موالية ومعارضة وصامتة .

مع المرور السريع على الاحداث في وطننا العربي وما تعرض له الرئيس التونسي والمصري وما يعيشه الرئيس السوري والزعيم الليبي والرئيس اليمني .

استوقفتني قصة ملك الدولة العبادية في الأندلس " المعتمد بن عباد " حين كان المعتمد حاكماً في قرطبة، والذي كان قد جمع حوله الأدباء والشعراء والمثقفين، وعاش في عزة الملك، ورفاهية العيش، وبهجة الثقافة، وحام حوله الشعراء طمعاً في نواله، ورغبة في الاستئناس بمجلسه.

لكن الدهر أخذ من عزه وسلطانه، وأودع في سجن «أغماد» في المغرب، ثم أخرج ليعيش من هبات المحسنين، وأثناء سجنه في «أغماد زاره بعض بناته في أحد الأعياد، فقال قصيدة رائعة تحكي واقعه .

فيما مضى كنت بالأعياد مسرورا

وكان عيـدك باللـذات معمـورا

وكنت تحسب أن العيـد مسعـدةٌ

فساءك العيد في أغمات مأسورا

ترى بناتك في الأطمـار جائعـةً

في لبسهنّ رأيت الفقر مسطـورا

معاشهـنّ بعيـد العـزّ ممتهـنٌ

يغزلن للناس لا يملكن قطميـرا

برزن نحـوك للتسليـم خاشعـةً

عيونهنّ فعـاد القلـب موتـورا

قد أُغمضت بعد أن كانت مفتّـرةً

أبصارهـنّ حسيـراتٍ مكاسيـرا

يطأن في الطين والأقدام حافيـةً

تشكو فراق حذاءٍ كـان موفـورا

قد لوّثت بيـد الأقـذاء اتسخـت

كأنها لم تطـأ مسكـاً وكافـورا

لا خدّ إلا ويشكو الجدب ظاهـره

وقبل كان بماء الـورد مغمـورا

لكنه بسيـول الحـزن مُختـرقٌ

وليس إلا مع الأنفاس ممطـورا

أفطرت في العيد لا عادت إساءتُه

ولست يا عيدُ مني اليوم معـذورا

وكنت تحسب أن الفطـر مُبتَهَـجٌ

فعـاد فطـرك للأكبـاد تفطيـرا

قد كان دهرك إن تأمره ممتثـلاً

لما أمرت وكان الفعـلُ مبـرورا

وكم حكمت على الأقوامِ في صلفٍ

فردّك الدهـر منهيـاً ومأمـورا

من بات بعدك في ملكٍ يسرّ بـه

أو بات يهنأ باللـذات مسـرورا

ولم تعظه عوادي الدهر إذ وقعت

فإنما بات في الأحـلام مغـرورا

عدد القراءات : 1959
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات