احدث الاخبار

العيد في الريف

العيد في الريف
اخبار السعيدة - كتب - يحي محمد جحاف         التاريخ : 01-09-2011

للعيد في الريف مذاقه الخاص، الذي تفتقرالية المدينة ,يتجلى ذلك في الطقوس المختلفة والمتنوعة، التي لازال أبناء الريف يحافظون على استمرارها وبقائها ،هذه الأشياء هي الدافع الرئيسي لعودة الكثير من الأسر التي تسكن المدن لقضاء إجازة العيد في الريف برغم افتقاره للكثير من الخدمات الضرورية التي اعتادوها في المدن، من كهرباء ومياه وصرف صحي وطرق معبدة ووسائل اتصال وما إلى ذلك من الأشياء، التي أصبحت جزا من حياتهم اليومية .

وبرغم من كل ذلك إلى أننا نجد الكثير من الأسر اعتادت السفر في هذه المناسبات، لأنها تجد في ذلك دون شك متعه ومذاق خاص،بل وحنين إلى الماضي بكلم يحمله من ذكريات، عاشوها في حياتهم بحلوها ومرها في تلك الربوع، و أصبحت مع الأيام والسنين، جزا من الماضي لما يحمله الحاضر من متغيرات على هذه الذكريات عند هولا الأشخاص،مع إدراكهم جميعاً أن هناك تراجع ملحوظ، في بعض العادات والتقاليد في ظل الحياة العصرية،منها على سبيل المثال التنصير التي كان الأطفال يقومون بحرق بعض الملابس المتهالكة وعجن الرماد بمادة الكيروسين وإشعاله على أسطح المنازل كإعلان ودلالة بان غدا هوا أول أيام العيد ،الزوامل التي لها دلالة عظيمة تدل على عظمة المناسبة ،من خلال الكلمات التي يطلقوها الناس بصوت جماعي والدالة على المناسبة بما تحمله من أبعاد دينية وإنسانية وأخلاقية، والتي تؤدى عادتا بعد الانتهاء من صلاة العيد أثناء انصراف الناس من الجبانة ،التبرع في الساحات المخصصة في القرى لذلك والتي يتشارك معهم فيها الأطفال، من خلال إعطائهم فرصة من قبل الكبار لتعلم تلك الرقصة،الألعاب الأخرى التي كان تؤدى في هذه الساحات مثل المدرهة وما يصاحبها من لون غنائي وكلمات معبرة وتودى من قبل الرجال والنساء وتعتبر من الألعاب الجماعية التي يوديها الجميع كلا على حدة ، أطلا ق الأعيرة النارية أمام المنازل التي يذهبوا إليها لزيارة الأرحام أو الاكتفاء بالألعاب النارية، وكل ذلك له معاني بل و دلالة أدبية وأخلاقية الغاية منها، التنبيه بان في الخارج ضيف قادم لاستقباله، وفي ذات الوقت ابتعاد النساء من غير جلدته واستقباله ممن لهن صله قرابة به.

لذلك فلا غرابة عندما نرى انتقال الكثير من الناس من المدن إلى الريف خصوصا وفي مناسبة كالعيد.

إضافة إلى الفرق الجوهري في تعامل الناس فيما بينهم ومع القادم إليهم.من نواحي شتاء،ناهيك عن الأشياء التي تفتقرا إليها المدينة من هواء عليل وطبيعة ساحرة، بعكس المدينة التي أينما وليت وجهك لترى إلا كتل خرسا نية واقفة أمام عينيك أكثرها متداخلة مع بعضها البعض وتكاد تخلو من أي لمسة جمالية بسيطة ،بالإضافة إلى الألوان المتعددة التي تكتسيها أما الهواء فأ صبح ملوث بدرجة عالية لايراه الإنسان بصورته الكاملة وأشكاله إلى في أوقات الصباح الباكر؟! مكون في الهواء سحب ركامية متعددة الأشكال

والاالوان ،كما تظل زحمة المدينة ومتطلباتها اليومية، هي الطاغية على طبائع الناس وأسلوب حياتهم وهمومهم اليومية ابتدأ من الصباح الباكر حتى

الخلود للنوم وذلك نتيجة طغيان المادة على كل شي جميل وأصبحت الروابط الاجتماعية فيها تنطلق من هذه القواعد.

لذلك يبقى الفرق كبير وشاسع بين حياة المدينة ،وحياة الريف رغم بساطة الاخيره لعدم اكتمال الخدمات الضرورية فيها، إلا أن العيد في الريف له مذاق ونكهة خاصة ومتميزة وذلك لباسطة الناس فيه وتألفهم وتقاربهم في المستوى المعيشي وهذا مايجعلهم محافظين الكثير من ا لروابط الاجتماعية التي تجعل منهم أسرة واحدة في هكذا مناسبة رغم الظروف المعيشية المتدهورة التي يمرون بها خصوصا مع الارتفاع الجنوني للأسعار والذي أصبح هم كل الناس في كل مكان وأصبح الناس في الريف أكثر المتضررين منه كونهم اصبحو في السنوات الأخيرة معتمدين على مياه الأمطار لما يملكوا من ارض وسقيها من خلال جلب المياه ة من أماكن بعيدة كون الدخل الرئيسي للناس هوما يحصلون علية من بيع القات والذي طغى على كل الأراضي الزراعية ويتوقف علية قدرة الفرد الشرائية لحاجياته من الأسواق، لكن مع ذلك تظل الطبيعة وبعد غياب طويل، ومن

خلال المشاهدة لها تشعر بأنك لأول مرة تنظر إليها برغم مشاهدتك لها في فترات سابقة لكن ضوضاء المدينة وهمومها اليومية ومشاهدتك لتلك المناظر بشكل دائم ويومي غيبت عن ذاكرتك تلك اللوحات الجميلة التي عشت معها ذكريات جميلة.

الجميل أيضا في عيد الريف هوا ذلك التنقل للناس والأطفال من قرية إلى أخرى ومشاهدة وجوه الناس ومدى فرحتهم بالعيد والذي من خلاله يستطيع الواصل إليهم قرأت الحال في وجوههم لذلك يظل العيد في الريف له خصوصية فريدة لحياته البسيطة والتقاء الجميع حول غاية واحدة

هي أن العيد فرحة وتلاقي وتالف وتمتين للروابط الاجتماعية......


الصورة : Stock Photography

عدد القراءات : 4217
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات