احدث الاخبار

قمة عربية في القفص

قمة عربية في القفص
اخبار السعيدة - بقلم - د. فايز أبو شمالة         التاريخ : 24-08-2011

أهؤلاء هم قادة العرب؟! أهؤلاء هم الرؤساء؟! أهؤلاء هم الذين كانت تسلط عليهم الأضواء في مؤتمرات القمة العربية؟! أهؤلاء هم القادة الذين كانوا يلتقون، ويجتمعون، ويناقشون، ويقررون مصير مئات ملايين العرب؟! أهؤلاء هم القادة الذين انتظرنا منهم منافسة الأمم في التقدم، ومجاراتهم في التطور الحضاري؟! أهؤلاء هم القادة الذين حسبنا أنهم سيحررون تراب فلسطين، ويرفعون الرايات على قباب المسجد الأقصى؟!

من كان يصدق ذلك؟ وهل تخيّل مواطن ٌعربيٌ في أظلم لحظات الشك أن يكون قادتنا بمثل هذا المستوى من الإذلال والخذلان؟ من كان يصدق أن هذا الرئيس القائد والزعيم والرمز والوالد والمعلم والهادي والمرشد والمُلْهِم، هو هذا الشخص الذي احتواه قفص؟! من كان يصدق أن هؤلاء هم القادة الذين هتفت لهم الحناجر، وسارت أمام أعينهم المواكب، وداسوا على البساط الأخضر، وشرّعت لهم الأبواب، وانحنت لهم الرقاب؟

ماذا تتمنى أن يكون حال قادة العرب؟ سؤال لو طرحته على أي يهودي لأجابك بلا تفكير: أتمنى أن يطيل الله في أعمار هؤلاء القادة، وأن يظل حال الحكام كما كانوا عليه عشية عام 2010، وأن يستمر حالهم على ذلك إلى الأبد!. فلا يحلم يهودي في إسرائيل بأروع من هكذا قادة عرب، يشن أمام ناظريهم حرباً وحشية على قطاع غزة، ليمسح فوهة رشاشه في مناديلهم؟ ماذا يحلم اليهودي بأروع من حاكم عربي يحشد جيشه لتدمير العراق، لأنه يشكل تهديداً على أمن إسرائيل؟ ماذا يحلم اليهودي بأجمل من حاكم عربي يتآمر معه على تصفية المقاومة في جنوب لبنان، ثم يرطب جوفه على موائدهم؟ ويشاركهم معه في تقسيم السودان، وتمزيق الصومال، وتفتيت اليمن إلى إقطاعيات توزع على أبناء الرئيس؛ الذي انكسر لسانه، فهشم رأس اللغة العربية قبل أن يحطم مستقبل الشعب اليمني؟!

لقد أدرك اليهود خطأهم، عندما سعوا إلى السيطرة على البلاد العربية من خلال الجاسوس اليهودي "إلي كوهن" الذي كاد أن يصير رئيساً لسوريا، لذلك عمدوا إلى التسلط على بلاد العرب من خلال القائد العربي؛ الذي ينبض بوجدان اليهود، ويفكر بعقل إسرائيل، ويتحرك وفق تعليمات الأسياد، وحسب مصالح دولة الغاصبين، التي اكتشفت أن مثل هؤلاء القادة أكثر نفعاً، وأضمن أمناً، وأشد وفاء وتبعية وانصياعاً من اليهود أنفسهم.

في القفص سيلتقي القادة العرب، وسيعقدون قمتهم برئاسة عميدهم "القذافي"، سيناقشون مستقبل أبنائهم، ومصير أحفادهم الذي جلله الدمار، وسيشمت الشعب العربي بالقائد الذي باع الوطن مقابل التوريث، الرئيس الذي صار طاغية، وداس على مصالح الشعب بالحديد والنار، الرئيس الذي يقبض في آخر أيامه على حفنةٍ من عار.

عدد القراءات : 1595
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات