احدث الاخبار

الموشح ثراء فني رائد ..؟!

الموشح ثراء فني رائد ..؟!
اخبار السعيدة - كتب - يحي محمد جحاف         التاريخ : 19-08-2011

الموشح الصنعاني من الموشحات البديعة، التي تبهرك عند سماعها ، من قبل المنشدين يصوت مفرد وبصوت جماعي،لان في طياته محاكاة للوجدان، نابع من أصالة هذا الموروث الثقافي المتميزبه الشعب اليمني، لما يحتويه من معاني بديعة تتشابك جميعها مع حياة الإنسان اليمني في أفراحه وأتراحه كونه ارتبط جميعه دون استثناء بالأنشطة المتنوعة في الحياة الاقتصادية والاجتماعية في الريف والمدينة .كما يسترعوك أولئك المنشدين بلباسهم المميز لهذا التراث الذي لاتصاحبة أي آلات موسيقيه، والتي تعتبر من المميزات التي يتفرد بها عن غيره في كثير من البلدان .

والموشح لغتاً:- هوا أسم مفعول من وشح بمعنى طرز وزين.

أما اصطلاحاً:- هوا قصيدة عربية طرأ عليها بعض التغيير في الشكل بحيث صارت القصيدة مكونه من عدة مقاطع ،فحل المقطع محل البيت مع الاحتفاظ بخصائص القصيدة العمود.

هذا التراث الجميل الذي لاشك توارثوه اليمنيين، جيلا بعد جيل لحنا وكلمات، لمجموعة من الشعراء والمنشدين، الذين عاشوا في فترات زمنية مختلفة ، فيها ما أحتفظ بنمطه دون تغيير، ومنه ما تطور نتيجة العوامل الزمنية ،التي فرضت نفسها على الحياة بكل متغيراتها. .

والموشح الصنعاني من الفنون الكثيرة التي تدخل ضمن الفنون التي تزخر بها اليمن،وتمتلك كم هائل من هذا الموروث، موزع في مختلف المحافظات ، يحتاج إلى التدوين والتسجيل كونه ليصل إلى الذات، إلى من خلال سماع لحنه وأدائه، مهما دون لأنه في الأساس يعتمد على الحناجر الصوتية التي لأ تصاحبها أيا من الآلات الموسيقية سوا كانت وترية، ودفوف، وموسيقى، وطبول والخ.

و الموشح الصنعاني هوا النشيد وليس الشعر ولو أن صنعاء تظل بثرائها لفني هي الرائدة ، لكن شعراء هذا اللون من النشيد، ينتمون إلى كل أنحاء اليمن، بالإضافة إلى شعراء من أبناء الوطن العربي ،ومن أقدم القصائد الشعرية لهذا اللون منسوب إلى الإمام علي بن أبى طالب كرم الله وجهة ومنه إلى عصور قديمة تعود بداياته إلى عهد الرسول صلى الله عليه واله وسلم واستقبال الأنصار له بالمدينة، وقد اقتصر في أول الأمر على العنصر الرجالي. أما حديثة فيرجع إلى منتصف القرن الأول الهجري، كشعر ومن ثم قام بتلحينه إسحاق الموصلي. لكنه وجد اهتمام كبير في القرن السادس هجري، وكان لهذا الإنشاد التاثيرعلى غيره، خاصة في الأندلس وذلك عن طريق القبائل اليمنية ،التي كانت مقيمة هناك،كما تأثر أيضا بمثله في تركيا اثنا الاحتلال التركي لليمن.

أما ارتباط النساء بهذا الإنشاد فيما بعد ، فيعود سببه إلى عوامل ثقافية وتاريخية اجتماعية حبا في الذات الإلهية ،والبعض وسيلة للرزق والكسب، ومنه توارث المهنة من الآباء.

وأغلب شعر الإنشاد ينتمي إلى الشعر المكتوب بالعامية لقربه من الناس وتعبيره المباشر عن المشاعر.

وقد قسم الباحث اليمني عبد الخالق محمد المهدي، هذا الموشح إلى موشح عام وخاص وديني . العام وهوا ماينشد في المناسبات المتعددة .

الخاص مايخص الأفراح والمناسبات مثل الأعياد والعراء والحج.

الديني ماينشد في الموالد الدينية والابتهالات والمدح .

 

 

أما الباحث الفرنسي جون لا مبير مؤلف كتاب طب النفوس في شعر الغناء الصنعاني فقد صنف هذا اللون من الإنشاد إلى:

1-القصيدة وهي دينية فيها الوعظ والمدح النبوي ،وتؤدى بشكل فردي على لحن من مجموعة الأولى الخاصة بها ،فيها الورع والتأمل .

2-المشرب وهوا لون فردي وجماعي في نفس الوقت يؤدى في المناسبات الاجتماعية كالالعراس والمؤالد والعزاء ويردد زفته جميع الحاضرين.

3-التو شيح وهو لون من الغناء الفردي،مع كلمات شعرية دنيويه غالبا من الشعر الحميني وذلك بأسلوب غزل راقي وعلى الألحان الخاصة بالطرب الصنعاني ،ومعنى التو شيح هنا معنى موسيقي قبل أن يكون معنى شعري أذانه عبارة عن اختيار ثلاثة أنواع الحان في الأغلب وتركيبها مع بعض (ويسمى أيضا التثليث)وربما يكون هذا المعنى الأصلي لكلمة توشيخ قبل أن يصبح له معنى شعري في الأندلس واعتبر هذا الحقل المشترك ين الانشادوالغناء نقطه مهمة،أذانه دل على مصير مشترك بينهما،وتكامل بينهما التاريخ.

وقد حظي هذا الفن باهتمام خاص من خلال التدوين والكتابة والتسجيل جميعها كانت بجهود ذاتية فردية منها على سبيل المثال ماقام به احد كبار المنشدين الأستاذ قاسم زبيدة، الذي نفض عن كثير من هذه الألحان والكلمات الغبار نتيجة تراجع كاد أن يقضي على هذا اللون من التراث و يصبح في خبر كان. ليتطور بعد ذلك الحال، إلى أن يجدد هذا الإنشاد من خلال الكلمات والألحان لمنشدين وشعراء معاصرين من جميع المحافظات في الجمهورية وتتكون بعد ذلك جمعيات الإنشاد والمنشدين في معظم المدن اليمنية وتنتشر الألوان من النشيد والموشحات التي تحمل طوابع مختلفة بحسب المكان والبيئة سوا كان ذلك في السهل أو الجبل فكان لهذه الجمعيات الفضل في إحياء هذا التراث ونقل اللوانه المتنوعة إلى المستمعين والمشاهدين ،بما في ذلك الملابس التقليدية المميزة و الخاصة بكل منطقة بإلا ضافه إلى المشاركات والحضور الفاعل في المهرجانات، المقامة داخل ليمن وخارجة.التي كان لهذا اللون تفرد وحضور على المستويين المحلي والإقليمي وربما الدولي .

ويتنوع الموشح عموما وتتوزع قبل ذلك في الموشح الواحد إلى الوقوف حول الكلمة ومن ثم اللحن وأخيرا الأداء الإنشادي، يطلق على الموشح مصطلح شعبي (يسمى المشرب)فردي كان وجماعي، وقد تداول الناس هذا المسمى قديما وحديثا. والمشرب يبدءا بمقطع بمفردة، ثم يردد الحضور جماعيا في الكلمة التي بيناها بين القوسين :-

صلي ياربي على طه الحبيب ثم يردد الحضور(الله يالله) سيد كل الناس (الله) .

من أزال الشك عنا بليقين (الله يالله) واله هم خيار الناس(الله).

أما حكاية المشرب ومن أين أتت فمن خلال التتبع لما كتبه المدونون لهذا الإنشاد، نجد أن اسم المشرب مشتق من شرب الماء الذي يتناوله المخزنون أثناء جلسة القات اليومية بين حين وأخر، والذي عادة ما كان يتم تحضيره بعناية خاصة من خلال التبريد أولا في إنا فخاري، ووضعه في مكان خاص يكون عادة في اتجاه الهواء، لكي يبرد طبيعيا ،ثم يتم شنه بواسطة قطعة قماش ، في الثلاجة الخاصة بالمخزن بعد تبخيره بالبخور وماء الورد.

الجميل في هذا اللون من التو شيح أن تفتتح الجلسة الصنعانية أيا كانت بلا استثناء بالتحميدة:

وهي من كلمات الشاعر الكبير المعاصر علي عبد الرحمن جحاف.

الحمد لله والشكر لله كثيراً

دأيم دو ام دايم دوام

الملك لله المجد لله مجدا كبيرا

 

ما الكون دام مالكون دام

الحب لله والذكر ذكرا كثيرا

يشفي السقام يشفى السقام

الأمر لله والحكم حكما منبراً

يحيى الأنام يحيى الأنام

له ثنائي به رضائي وفيراً

ما الطير حام ما الطير حام

ومن جماليات هذا الموشح عموما وما يحمله من خصائص ومميزان إن جميعه دون استثناء يختتم بالراتب والدعاء والابتهال إلى الله عز وجل. كما لأننسى الأناشيد السحرية التي عادة ما تكون في رمضان والتي لها أنماط منها مايسبح للخالق وتشكل الصلاة قلب العبادة كما في العالم الإسلامي، وأيضا النشيد الديني المتصل بالأذان وهوا التسبيح التي تطلق من المنارات (المآذن) في وقت متأخر من الليل في شهر رمضان الكريم بخصوصيتها . وقبل صلاة الجمعة في سائر الأيام . وإنشاد أخر عند حصول ا اضطرابات الطبيعية مثل خسوف القمروغيرذلك .

عدد القراءات : 12427
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات
فارس أبوبارعة
كلمات لها صلة بالتراث الذي نعتز به.. نفتخر ونعتز به ولاننسى أن نحافظ على هذا الميراث الرائع.. لك كل الشكر