احدث الاخبار

بؤس الفشل الفلسطيني في مواجهة بؤس الواقع ...!.

بؤس الفشل الفلسطيني في مواجهة بؤس الواقع ...!.
اخبار السعيدة - بقلم - تحسين أبو عاصي         التاريخ : 07-08-2009

صرح أحد قادة كيان الاحتلال يوسي ساريد الذي شَغَلَ منصبَ وزير التعليم سابقا في تعليق له مع إذاعة الجيش الإسرائيلي على عمليَّةِ تصفيةِ السمان قائلا بالحرف الواحد : حتى لو قام فياض وعباس بتقديم رءوس جميع قادة حماس والجهاد الإسلامي على طَبَقٍ من فضة لنتنياهو، فلن يَحْصُلا إلا على السراب .


ومن قبل ذلك طالبت تسيفي ليفني الدول العربية بالاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية ، وقالت : يجب أن تعترف الدول العربية بدولة إسرائيل كدولة يهودية ،  فقد قبلوا عام 47 بحل الدولتين للشعبين ، وقالت : كما استوعبت إسرائيل لاجئين يهود من كافة دول العالم ، على الفلسطينيين أن يستوعبوا اللاجئين الفلسطينيين في دولة فلسطين التي ستقام .


وقبل ثلاثين عاماً : أخذ أيهود أولمرت يفاخر بأنه سيقضي على كل أثر للمسلمين في أرض إسرائيل . وهذا هو يحقق الآن ما وعد به من خلال ما تخضع له القدس من إجراءات تهويد ، ومن خلال فرض سياسة الأمر الواقع على الضفة الغربية ، ومن خلال العمل على تحقيق مبدأ يهودية الدولة ، مستغلة المناخ السياسي العام الدولي والعربي والإسلامي والفلسطيني .


لقد نجحت الصهيونية في مشاريعها القديمة وهي الآن في مرحلة تحقيق مشاريع أخرى جديدة تساعدها في ذلك كل أجواء المرحلة ، فمشروع ألون عام 1967 الذي يهدف إلى إشراف (إسرائيل)على غور الأردن ، وضم القدس قد تم بالفعل إنجازه ، ومشروع رابين الذي طبقه بعد استقالة (غولدا مائير) عام 1974 ،ومشروع إنشاء المستوطنات في وسط المناطق الآهلة بالسكان الفلسطينيين ومشروع شارون (الكواكب السبعة) الذي يهدف إلى ابتلاع الضفة الغربية وفرض سياسة الأمر الواقع ... كلها مشاريع تم تنفيذها فعلا ..... ومن المنتظر الآن تحقيق المشاريع الصهيونية الأخرى من بينها يهودية دولة الكيان ، واعتراف دول العالمين العربي والإسلامي بها ، وان يرفرف علم الكيان على جميع عواصم تلك الدول ، كما انه من المنتظر غدا تحقيق مشاريع صهيونية أخرى ، سرية منها وعلنية ، والتي تصب أساسا في مصلحة الحركة الصهيونية التي تعتبر وجود دولة إسرائيل احد أهدافها وإنجازاتها .


 
وكانت الأجواء الفلسطينية والعربية والإسلامية والدولية كلها ولا زالت مهيأة تماما لصالح خدمة و تحقيق الأهداف الصهيونية القائمة على التوسع ، واحتلال المزيد من الأراضي العربية ، وفرض الأمر الواقع ، وإتباع أسلوب الخداع والتضليل المتدرج ، أمام عجز عربي وإسلامي كبير على المستويين الرسمي والشعبي بشكل عام ، وعجز فلسطيني أكبر ؛ ليعيش الفلسطينيون بؤس الفشل في مواجهة بؤس الواقع ، فمنظمة التحرير في جميع مؤسساتها هشة عاجزة عن الحراك ، والصراع بين حركتي فتح وحماس لا تبدو له نهاية ، وقوى اليسار الفلسطيني فشلت فشلا فاضحا ، والمقاومة الفلسطينية تشكو إلى الله ، والنزاعات في حركة فتح جمر تحت الرماد ، ومسيرة التسوية لم تنجز غير الفتات والويلات وفرض حالة من اللا سلم واللا حرب ولم يبق ثمة مشروع وطني ، حتى على صعيد الفلسطينيين في أوروبا فمؤتمر فيينا للجاليات الفلسطينية يعلن فشله بسبب نزاعات بين مراكز القوى ، ومؤتمر فتح يترنح ينتظر ملفات صعبة ، والله وحده يعلم ماذا سينتج عنه ؟ .

ودائرة التعبئة والتنظيم في تونس مفرغة تماما من مهامها ، والدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية تعيش حالة من الشلل لا نظير له ، والمواطن الفلسطيني في كل مكان يعيش حالة غير مسبوقة من الإرهاق ، والتسوية مع العدو باتت منهاجا له منظريه وقادته ، ولم يعد لوقع مجريات الأحداث أي تأثير بالمقارنة عما كان من قبل ، فقد كانت زيارة شارون للمسجد الأقصى المبارك في (  أيلول 2000م ) هي الشرارة الأولى لانتفاضة الأقصى أما اليوم فالمستوطنون و القادة والجنود الصهاينة يستبيحون المسجد الأقصى كل يوم وضمن مخطط واضح لتقسيمه ، ومع ذلك فتمر تلك الوقائع كلها بدون ردات فعل مضادة ، ولا ننسى هبة الجماهير المتعلقة في المصلى المرواني وجبل أبو غنيم . 
ونجحت إسرائيل سابقا في ضرب المفاعل النووي العراقي ومن ثم السوري ، وهدت من قبل بضرب المفاعل الباكستاني ، واليوم تهدد المفاعل الإيراني لتخلو لها الساحة تماما أمام تحقيق أهدافها . 
بعد وصول اليهود السوفيات إلى فلسطين أكد(إسرائيل كولت )الأستاذ المحاضر في الجامعة العبرية بان :ـ أرض إسرائيل الممتدة من مصادر الليطاني وحتى سيناء ،ومن الجولان حتى البحر هي الوطن التاريخي لليهود الذي لا تؤثر فيه الحدود السياسية القابلة للتغير .
وسيكون العرب والمسلمون غدا أمام مشروع إقامة دولة إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات
إسحاق شامير كان يعتبر (بناء المستوطنات ) من أولويات عمل الحكومة ،لذلك صرح عام 1992 بأن لديه(خطة لجعل المفاوضات مع الفلسطينيين تمتد إلى عشر سنوات لكي يتمكن من زيادة المستوطنات .
 
لقد وقف العالم الغربي كله وبجميع مؤسساته بجانب دولة الكيان كما وقف بجاني الكيان جميع المنظمات الدولية التي كالت بمكيالين .
فهذا هو البابا يقف على جبل بنو، في المملكة الأردنية الهاشمية ؛ ليصرح بأنه يتذكر الرباط غير القابل للكسر الذي يوحد الكنيسة والشعب اليهودي . ليؤكد مجددا على سيطرة الصهيونية على المؤسسات البابوية في الفاتيكان ، وتعانق الصليب مع ما يعرف بنجمة داوود ، وشدد البابا على أنه سيحارب كل من يعادي السامية.وهو الذي دخل المسجد بحذائه ورفض خلعه كما رفض الاعتذار للمسلمين عندما تطاول في 2006 على رسول الله صلى الله عليه وسلم .


وتعتمد دولة الكيان سياسة التضليل والخداع وتزييف الحقائق من أجل تحقيق الأهداف الصهيونية ، وترتكز على مجموعة ركائز هامة من أجل تحقيق ذلك تحت ستار تفاهم الحضارات ، والقيم الإنسانية والمبادئ الدولية وتُجند المفكرين والكتاب ، وتنشئ المؤسسات وتشتري الضمائر ، فدولة الكيان من وراء مؤتمرات الحوار بين الأديان من أجل تمرير أهداف صهيونية مكشوفة ، وهي وراء مؤتمرات للشاذين جنسيا وفق الأدلة والحقائق المرقمة ، وهي وراء أحزاب الرفق بالحيوان وجماعات حماية البيئة ومحبي الكوكاكولا وجمعية مربي أكبر الشوارب في العالم إلى آخر كل تلك المسميات من أجل تجميلها أمام العالم .......


لقد أثبتت كل المعطيات أن دولة الكيان لا تفهم غير لغة النار، ولذلك فالحل الوحيد للخروج من حالة البؤس تلك هو الالتفاف حول مشروع المقاومة بكل أطيافه ، المقاومة التي عجزت دولة الكيان أمامها من تحقيق أهدافها ، كما حصل في تجربتَي لبنان وغزة وكما يحصل الآن في أفغانستان وفي العراق والصومال وإيران وكشمير من تقدم لمشروع المقاومة .  

 
إن بؤس الفشل الفلسطيني يجب أن يواجه بؤس الواقع بقوة تشكل طفرة نوعية في تاريخ العمل المقاوم مهما كانت التضحيات ، فالكف لا بد من أن يواجه المخرز فيثلمه في النهاية أو يثنيه والغلبة لإرادة الشعوب . 


 
تحية لكم أيها العرب والمسلمون تركتمونا لوحدنا فخذلتمونا !!! .

* كاتب فلسطيني مستقل
tahsseenn2010@hotmail.com 

عدد القراءات : 3073
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات