احدث الاخبار

المَجدُ شَبابُ سُوريّا

المَجدُ شَبابُ سُوريّا
اخبار السعيدة - بقلم - د. فايز أبو شمالة         التاريخ : 19-08-2011

كأي عربي أتابع دقائق الحدث في سوريا، يذوب قلبي، وأسيل حناناً في شرايين الشعب العربي، وأنا أرى شلال الطاقة المتفجر من صدر شباب سوريا، وكأنهم غضب تراكم حتى صار بركاناً، وكأنهم سيلٌ يتدافع من صدر جبلٍ يقذف النار والبارود، وكأن شباب سوريا قبضة ساعد ينحتها الصخر لما ستأتي فيه الريح، وكأنهم كرامة العرب التي لا تنضب، وجبين الأمة التي يضيء، ليتفتح إرادة الربيع العربي.

أخطأ النظام الحاكم في تقدير طاقة شباب سوريا، وجهل قوة عزيمتهم، وفي تقديري؛ لو أن النظام السوري كان يدرك مسبقاً هذا المخزون الهائل من قوة الصبر، والقدرة على الاحتمال، والثبات على المواقف، والتصميم على الانتصار، لو كان النظام يدرك ذلك، لما أقدم على كل هذه الخطايا، ولما احتقر الشعب العربي، واستخف بشبابه الذي يأبى الانكسار، فمارس ضده الإرهاب القذر، وولغ في دمه النازف في الشوارع، واستخف بمخزون حب الوطن الذي تكاثف على سطح ذاكرة الشباب، حتى راح يقطر شوقاً للحرية في كل قرية، ويتجمع غضباً في كل مدينة، حتى أضحى انتفاضة، بل لقد صار ثورة عربية شاملة.

لقد أخطأ النظام السوري في فهم إرادة الشعب، وجهل تفسير صمته المغلوب على أمره، وظل لأكثر من أربعين سنة يغض الطرف عن أشواق سوريا، ويحبس أنفاسها دون التعبير عن حبها لتراب الوطن، فالنظام لم يتلمس مخزون العطاء الهائل في صدر شباب سوريا، ولم يختبر استعدادهم للتضحية، ولو كان النظام السوري يثق بطاقة الشباب السوري، وصلابة الشعب العملاق لفكر ألف مرة في سلبية صمته الطويلة على احتلال العدو الإسرائيلي لأرض الجولان السورية، وعلى اغتصابه جنوب سوريا، التي صار اسمها في مطلع القرن العشرين، وبعد صدور صك الانتداب البريطاني، صار اسمها "فلسطين"!.

شباب سوريا براعم مجدٍ ترفض الهوان، وكلما داس النظام على برعم تفتح ألف برعم، فشباب سوريا لا يقلون إرادة عن شباب فلسطين الذين دوخوا بانتفاضتهم جيش بني إسرائيل، بل أن شباب سوريا هم الأكثر عزماً على حسم المعركة، إنهم صلابة الصخر، إذا تفجر جسد أحدهم في ساحة، تناثر شظايا، وملأ الساحات، إنهم طاقة إبداعية لا تنضب، وقوة ميدانية لا تقهر، وإرادة تحدٍ لم تخطر في بال الحاكم العربي؛ الذي أدهشته وحدة حال العرب في كل الأقطار، وأدهشته قدرة شباب سوريا على صياغة الشعار، والترنم بكلمات التحدي، وترديد الهتاف الذي صار أغنية، يعزف لحنها الشارع، وتدق طبولها الأشعار، إنها ثورة سوريا العربية التي يطلق أغاريدها البرق، وترشها الأمطار.

عدد القراءات : 1757
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات