احدث الاخبار

دحلان في مواجهة الكون

دحلان في مواجهة الكون
اخبار السعيدة - بقلم - د. سفيان ابو زايدة         التاريخ : 11-08-2011

 في شهر رمضان الكريم هناك من لم يسمع بعد على ان الكذب حرام، و ان من يكذب سيلقيه الله في النار و سيكون صيامه بمثابة جوع كلاب. بالامس لم يحترم هذا النوع من البشر الذي في الغالب لا يصوم رمضان و ليس لديه مشكله ان يمارس هواياته الاخرى التي تغضب وجه الله عندما تم تسريب تقرير مزيف لوكالات اخبار معادية اهم ما جاء به ان دحلان هو المسؤول عن اغتيال الشهيد ياسر عرفات معلنين بذلك برائة شارون و اسرائيل من دم الشهيد الرمز.

 

و على الرغم ان عائلة الشهيد عرفات اصدرت بيان تنفي خلاله اي علاقة للاخ دحلان بتسميم الرئيس ، تبعه ذلك نفي للاخ عزام الاحمد رئيس لجنة التحقيق حين قال ان اللجنة لم تتهم دحلان اصلا هذا الاتهام و ان هذا التقرير كله كاذب و غير موجود من اصله. كذلك فعل الاخ جمال محيسن الذي مثل اللجنة المركزية امام المحكمة الحركية حين نفى هو ايضا اي علاقة لدحلان بهذه القضية، وكذلك فعل الدكتور نبيل شعث الذي زج التقرير المزيف اسمه رغم انه ليس عضوا في لجنة التحقيق .

 

على الرغم من ذلك كل الفضائيات المعادية استغلت هذا الامر و تعاملت معه على انه حقيقة غير قابلة للشك. الناطقون و المحللون الحاقدون استخدموا ذلك كحجة على فتح و على السلطة على انها عميلة وفاسدة و متآمره حتى على رمز قضيتها، كل ذلك في ظل صمت غريب و عجيب لقيادة فتح و مؤسساتها.

 

'الفضيحة' كما اسمتها قناة العالم الايرانية على سبيل المثال هي لكل تيار اوسلو الذي تمثله فتح وعلامة انهيار لهذه السلطة ، العار لم يصب دحلان وحدة كما اراد الحاقدون، بل يصيب فتح و قيادتها ، السلطه و كل رموزها.

 

و السؤال الذي لا اجد اجابه له، هو كيف لشخص مثل دحلان يستطيع ان يحتمل كل هذه الافتراءات و الاكاذيب و الاتهامات التي كل واحده منها تئن تحتها الجبال؟ و للتذكير فقط ببعض التهم و الافتراءات على هذا الرجل حيث تم اتهامه حتى الان بالتالي:

 

اولا: حماس و منذ بداية اوسلو اعتبرت دحلان مشكلتها الوحيدة و ان لا مشكلة لديها مع السلطة او المنظمة او فتح. صورته على انه العقبه في وجه وحدة الشعب و خطر على القضية. تكتيك حماس كان ناجحا في حينه ، ليتضح فيما بعد ان مشكلة حماس مع مشروع السلطة و فتح السياسي، و ان المشكلة اكبر بكثير من حصرها في شخص دحلان. اليوم هناك جهات في فتح تقول لحماس انت كنت على حق، و ما حدث في غزة لم يكن انقلاب بل كان حسم عسكري و ان من قتلوا وقطعت سيقانهم المسؤول عنهم دحلان و ليس اي جهة اخرى. حماس يجب من الان فصاعدا ان لا تبذل اي جهد، هناك قيادات في فتح نقوم بالواجب نيابة عنها.

ثانيا: دحلان وفقا للجهات السورية الرسمية و عند بداية الاحداث في سوريا ابلغت جهات عربية رسمية ان دحلان مسؤول عن تسليح ' العصابات' في درعا. هذه ليست نكته بل حقيقة. ليس هذا فحسب، عندما حدث صدام بين اهالي مخيم اليرموك و مسلحي احمد جبريل، الاخير حمل دحلان مسؤلية الاحداث. هل هناك ربط موضوعي او هل هناك منطق في اتهام هذا الرجل بهذا الاتهام؟

 

ثالثا: بناء على صحيفة جزائرية اتهمت دحلان بسفينة اسلحة قالت انه تم شرائها من اسرائيل لقوات معمر القذافي، ليجد دحلان نفسه من حيث لا يدري في مواجه ثوار ليبيا.

 

رابعا: لم يلتقط دحلان انفاسه بعد العملية 'البطولية' التي نفذتها القوات المشتركة لاجهزة الامن الفلسطينية في اقتحام منزلة و اعتقال مرافقية، ليفاجئنا خبر عاحل على كل الفضائيات يفيد ان جهات مصرية تحمل دحلان مسؤولية احداث العريش، حيث هاجمت مجموعات مسلحة مراكز الامن هناك.

 

هل هناك تفسير منطقي لكل هذه الافتراءات؟ انسان لوحده يفتح جبهة مع النظام السوري و الليبي و المصري و مع حماس و الرئيس عباس ؟ هل هناك تحالف غريب عجيب يجمع بين ثناياه كل المتناقضات القاسم المشترك الوحيد بينها هو شطب هذا الرجل بأي ثمن و اي وسيله؟

ربما ما يدفعني للوقوف الى جانب هذا الرجل الذي تعرفت عليه لاول مرة في زنازين الاحتلال قبل اكثر من ربع قرن هو حجم الظلم و الافتراءات التي يتعرض لها و التي تصل الى هدر الدم دون اي رادع اخلاقي و ذلك من خلال تحميله دماء الشهيد الرمز ياسر عرفات.

 

هناك من لا يريد ان يسلم بالحقيقة التي تم اختبارها اثناء انتخابات التشريعي ، و تم اعادة اختبارها في المؤتمر السادس حيث رغم كل الجهد الذي بذل من اجل شطب هذا الرجل خرج لهم اكثر قوة. هناك من لا يريد ان يسلم على ان لهذا الرجل قاعدة عريضة ممن يرون به قائد شجاع . هؤلاء يدركزن جيدا ان ما يحدث معه ليس له علاقة بالشفافيه ، و ليس له علاقة بالمحاسبة، و ليس له علاقة بسيادة القانون، بل له علاقة بخليط من الحقد الشخصي و الثأر و الانتقام ، له علاقة بالحسابات حول مستقبل الوضع السياسي سواء كان على صعيد فتح او صعيد السلطة.

 

من يعرف دحلان يدرك انه سيكون قادر على تجاوز هذه الازمة و ستفشل كل هذه المحاولات المستميته لشطبه. هم يدركون ان الكثير من الوجوه و الادوات التي تتآمر عليه ستختفي عن ساحة العمل السياسي و سيبقى من هي جذوره مغروسه عميقا في هذه الارض.

 

كلمة اخيرة للاخوة في اللجنة المركزية و على رأسهم السيد الرئيس ، قرار المحكمة الحركية اعطاكم فرصة للنزول عن الشجرة ووقف هذه المهزلة التي تذبح فتح من الوريد الى الوريد، ما زال الطريق امامنا طويل فلا تهدروا طاقاتنا في معركة فتح هي الخاسر الاكبر والوحيد فيها.

عدد القراءات : 1936
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات