احدث الاخبار

الزعماء العرب غباء أم تغابي ؟؟؟

الزعماء العرب غباء أم تغابي ؟؟؟
اخبار السعيدة - كتب - المحامي احمد محمد نعمان مرشد         التاريخ : 10-08-2011

المعلوم عبر التاريخ قديما وحديثا  أن العقل العربي  يتسم بالذكاء  والحكمة والفطنة والتبصر في الأمور والتدبر بالوقائع  والحس الملهم والاستفادة من الواقع والاتعاظ بدروس الحياة وإذا كان كذلك فانه لا شك سيكون  بعيدا  عن الصفات الذميمة  ومنها الغباء  والبله  والكبر  والغطرسة  والاستهانة  بالغير  وغير ذلك   وعندما كان العرب والمسلمون  متحلين  بالأخلاق الكريمة  والصفات الحميدة  والأذواق الرفيعة والمروءة المستمرة والضمير الحي  استطاعوا  أن يحكموا  الدنيا  ويسودوا  العالم  وبالنظر إلى حال   الأمة  العربية   اليوم بصفة عامه والأنظمة القائمة  بصفة  خاصة  وثورات الشعوب   ضدها فانك لا تكاد  تصدق أن الحاكم العربي   قد وصل الحالة التي هو عليها الآن  من فقدان للضمير  وانعدام للمروءة  والتخلي عن القيم  والأخلاق والتشبث  المقيت  بكرسي الحكم فستكون  بين أمرين  إما  أن تصفه بالغبي  أو المتغابي  وإذا  وصفته بالأولى  فيكون العيب  على الشعوب التي أوصلت هذا الحاكم  أو ذاك إلى سدة الحكم  وصبرت عليه  عقوداً من الزمن  لكنك  ستسمع  الشعوب  تدافع عن  نفسها وتقول  أن الحكام العربي  المخلوعين او الذين ما زالوا  في الطريق  إلى الرحيل  لم يصل احدهم إلى الحكم عن طريق   انتخابات حرة ونزيهة   وإنما  استولى   على الكرسي  بالقوة  عن طريق  انقلاب  عسكري  أو انتخابات  مزورة  أو ورث الحكم  عن أبيه  كبشار الأسد  وستكون  بهذا الدفاع محقة  وإذا  وصفته بالثانية وهي التغابي  فالتغابي  لا يقوم به إلا  الرجل الذكي  وفي حالات  استثنائية  وهو الذي يتحمل  لشعبه  كل النقد  والشتائم التي تقع  عليه  ويتوجه إلى بناء الدولة بناءً  حقيقيا  ويقوم بتقييم  نفسه وإدارة حكمه  وإذا وصل إليه   الخبر بأن شعبه   يكرهه   بادر   على الفور  إلى الرحيل   وترك السلطة   وسلمها إلى الشعب  الذي هو مصدر السلطات  دون إراقة للدماء  وذلك ما لم  نلمسه  من الحكام العرب الأمر الذي  يجعل الشعوب والعالم اجمع يصفهم بالأغبياء ولذلك  قال الشاعر :

 

ليس الغبي بسيد بقومه

 

               لكن  سيد قومه المتغابي

 

 فأين  هؤلاء  من الخليفة الأول  ابو بكر الصديق رضي الله عنه  عندما صعد على المنبر بعد توليه الخلافة  عقب وفاة الرسول  صلى الله  وعليه وسلم حيث خطب قائلا

(أيها الناس، إني قد وُلِّيت عليكم ولست بخيركم، فإن أحسنت فأعينوني، وإن أسأت فقوِّموني، الصدق أمانة، والكذب خيانة، والضعيف فيكم قويٌ عندي حتى آخذ الحق له إن شاء الله، والقوي فيكم ضعيفٌ عندي حتى آخذ الحق منه إن شاء الله، لا يدع قوم الجهاد في سبيل اللّه إلا ضربهم الله بالذل، ولا تشيع الفاحشة في قوم قط إلا عمهم الله بالبلاء، أطيعوني ما أطعت الله ورسوله، فإذا عصيتُ الله ورسوله فلا طاعة لي عليكم).والمتأمل  لتاريخ الزعماء العرب الذين ثارت عليهم شعوبهم سيجد أن تاريخهم  اسود مليء بالمآسي والويلات  والاستبداد والمظالم والمخازي  وبهذا  فان شعوبهم  محقة  بطلب  رحيلهم  ولا داعي لإراقة  دماء الشعوب من اجل  الكرسي ولسنا ألان بصدد الحديث عن الرئيسين  المخلوعين  بن علي  ومبارك  فقد رحلوا  ومعهم الخزي والعار  وتحررت شعوبهم  منهم  ومن أنظمتهم الفاسدة وهناك تساؤلات تطرح عن الرؤساء الثلاثة  الأسد وصالح والقذافي  الم يتعضوا  ممن سبقهم الم يفهموا الدرس ويعوه  الم يقفوا  أمام  الحدث العظيم الذي ضجت لهوله الدنيا عربها وعجمها وتناقلته  وسائل  إعلامها المختلفة يوم الأربعاء  3/8/2011م  المتمثل في إحضار مبارك  اكبر زعيم عربي  مخلوع  ذليلاً   حقيراً    مهاناً   إلى قفص الاتهام  في العاصمة المصرية القاهرة وهو على سريره الطبي المتنقل  والى جواره نجليه  جمال  وعلا  وأركان  نظامه  ماذا  حدث   لقد  كان المشهد  مفاجئا  ومثيرا  للدهشة  والاستغراب لا يكادوا المشاهدون للشاشات  يصدقون  ما تراه أعينهم  داخل  قفص  الاتهام   فيمسحون أعينهم   ويرددون   أهذا  حلماً  أم حقيقة   يحدثون  بعضهم  بعضا مدهوشين  بصوت  خافت  مبارك  ونجليه  وحبيب العادلي   وأركان النظام  في قفص الاتهام   فيقول   آخرون  نعم  أن الشعوب  لن تقهر  إذن فهذا الحدث العظيم  لا يعد انتصارا للشعب العربي المصري  فحسب  بل للأمة العربية جمعا  فماذا ينتظر صالح والأسد والقذافي  بعد رؤيتهم  لهذا المشهد أينتظرون البقاء على  السلطة بعد سقوط ومحاكمة اكبر رئيس عربي   هو بمثابة  فرعون ذي الأوتاد   الذي  طغى في البلاد  فاكثر فيها الفساد فما هم  بالنسبة له ولمصر العربية  إلا بمثابة فراعنة صغار ومدراء   أقسام شرطة  يستطيع سكان حاراتهم ترحيلهم على الفور   وما الدول الثلاث   اليمن وسوريا  وليبيا  إلا أشبه  ببعض المدن المصرية   فما لهؤلاء   لا يتعضون   أو يزدجرون  أو يفقهون   حديثا  فصالح   يرقد في الرياض  مريضاً  وبقايا  نظامه  وحرسه   الأسري  وليس الجمهوري  يقتلون اليمنيين  في تعز الثورة  وأرحب والحصبة  صنعاء    وغيرها وذلك في الأسبوع  الأول  من رمضان  الكريم  وأيضاً جيش الأسد  حصد المئات في حماة ودير الزور فضلا عن غيرها من  المدن السورية  وبنفس الأسلوب   تعمل  كتائب القذافي  في المدن الليبية   وكل  ذلك   في الأيام  الأولى من رمضان التي جعلها الله مغفرة للمسلمين  وإذا كان  رئيس الدولة المصري  قد اسقط  وحوكم  مع أركان  نظامه  فانه من السهل  كل السهل   سقوط   بقايا الأنظمة الفاسدة  في الدول الثلاث  لقد ذهل العالم  اجمع وهو يشاهد فرعون  الأكبر في قفص الاتهام  ومحامي  الادعاء   في جلسة المحاكمة المذكورة يشير إليه بيده اليمنى ويتلو قول الله تعالى (إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعا يستضعف طائفة منهم يذبح أبناءهم ويستحيي نساءهم إنه كان من المفسدين)  صدق الله  العظيم والملاحظ أن شعوب الدول الثلاث يوجهون اللوم  ويحملون المسئولية  الجامعة العربية والاتحاد الأوربي والولايات  المتحدث الأمريكية  والمملكة  المتحدة البريطانية وبالاخص  موقف السعودية  تجاه ما يحدث  من بقايا نظام صالح في اليمن  المدعوم سعوديا  هذا فضلا عن  الحرب الضروس التي تشن  من قبل بقايا  الأنظمة المستبدة  الفاسدة  التي نشاهدها كل يوم    فالمجتمع  الدولي مسئول   عن  إراقة هذه الدماء  البريئة التي  تسقط  والمدن  التي  تدمر  والقرى التي تباد    فأين  حقوق الإنسان التي  ينادي  بها المجتمع الدولي  مع انه  إن توانى عن اتخاذ  موقف جاد   ضد  بقايا الأنظمة الفاسدة فان الثورات مستمرة حتى يتحقق  لها النصر  المؤزر  القريب باذن الله عزوجل ونسأل الله  أن يجعل رمضان نهاية  لكل  طاغية   وان يمد الثورات العربية    بالنصر  المحقق  المبين  لانه  القادر على ذلك  وهو حسبنا  ونعم الوكيل  قال  تعالى :   ( أذن  للذين يقاتلون   بأنهم  ظلموا وان الله على نصرهم لقدير)

عدد القراءات : 5056
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات