احدث الاخبار

واحة رمضان ... الصوم ... مدرسة الروح

واحة رمضان ... الصوم ... مدرسة الروح
اخبار السعيدة - كتب - الشيخ / الحسين بن أحمد السراجي         التاريخ : 08-08-2011

الصوم مدرسة تربوية روحية كبرى بل هو جامعة وأكاديمية ربانية إلهية عظيمة وخالدة قلما يجدها الإنسان في بقية العبادات والطاعات ففي هذه الأكاديمية يتعلم المسلم الكثير من الدروس والعظات والعبر , فعن طريق الصيام يتخلى الإنسان عن الشهوات , فيتأهل للتخلق بالكمال لأن الحائل بينه وبين الكمالات و الفضائل هو ضعف التحمل للانصراف عن هواه وشهواته , يقول المعلم العظيم محمد صلى الله عليه وآله وسلم : " إذا كان صوم يوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب فإن سابَّه أحد أو شاتمه فليقل إني صائم " .

في هذه الأكاديمية صقل الروح بالصبر والحلم والتقوى والمواساة والإحساس بالمعاناة والتعاون والتكافل والعبادة ومكارم الأخلاق والإحسان والتسابق في الخيرات والمبرات والرحمة وكل الفضائل حيث تتلاشى معها نقائضها من الرذائل والموبقات , إنها السر المكنون في قول الحق جل وعلا : " يا أيها الذين ءآمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون " فكانت الحكمة واردة من الصوم وهي التقوى التي تُنَمِّي مشاعر الحب لله تعالى ، فتُلبس الصائم ثوب الحياء منه ، وتجعله شديد المراقبة له سبحانه وتعالى ، فيزداد خيرُه ويقل شرُه ،ويكون سريع التوبة إلى ربه , همه الوحيد طاعة مولاه ورغبته في ذكر الله , صابراً في البلاء شاكراً عند الرخاء ناشطاً للعبادة حابساً نفسه وقامعاً إياها بتقوى الله حيث جعل منها حارساً أميناً من الوقوع في دركات جهنم .

الصوم الذي يبني المعاني الجميلة لدى المسلم فيشعر بالخشوع والخضوع والسكينة والإستسلام والإنقياد للخالق الحكيم لتتلاشى الرذائل وتسمو في أروقة الصوم المحامد فتخشع القلوب وتدمع العيون وتلين النفوس وتخر الجباه ساجدة للباري جل وعلا من كثرة قراءة القرآن " شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان " .

خطب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الناس مع دخول شهر الله الكريم رمضان فقال : ( أيها الناس : قد أظلكم شهر عظيم مبارك , شهر فيه ليلة خير من ألف شهر , شهر جعل الله صيام نهاره فريضة وقيام ليله تطوعاً , من تقرب فيه بخصلة من الخير كان كمن أدَّى فريضة فيما سواه , ومن أدَّى فريضة كان كمن أدَّى سبعين فريضة فيما سواه , وهو شهر الصبر والصبر ثوابه الجنة , وشهر المواساة وشهرٌ يُزَادُ فيه رزق المؤمن , من فَطَّر فيه صائماً كان مغفرة لذنوبه وعتقاً لرقبته , وكان له مثل أجره من غير أن ينقص من أ جر الصائم شيء .

قالوا : يا رسول الله ليس كلنا يجد ما يفطر الصائم عليه .

فقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : يعطي الله هذا الثواب من فَطَّرَ صائماً على تمرة أو على شربة ماء أو مذقة لبن , وهو شهر أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار .

واستكثروا فيه من أربع خصال : خصلتين تُرْضون بهما ربكم وخصلتين لا غنى بكم عنهما فأما الخصلتان اللتان ترضون بهما ربكم فشهادة أن لا إله إلا الله وتستغفرونه , وأما اللتان لا غنى بكم عنهما فتسألون الله الجنة وتعوذون به من النار , ومن سقى صائماً سقاه الله من حوضي شربة لا يظمأ بعدها حتى يدخل الجنة ) .

عدد القراءات : 3248
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات