احدث الاخبار

دولة أيلول ... حلمٌ مستحيل

دولة أيلول ... حلمٌ مستحيل
اخبار السعيدة - بقلم - مصطفى محمد أبو السعود         التاريخ : 08-08-2011

إن الذي يبحر في بحر السياسة، دون أن يفهم كيف يتعامل مع أمواجها، هو مثل المُصارع الذي دخل حلبة الصراع دون تدريب ودون قفازات، وخدع نفسه والناس بقدرته على الانتصار، فكلاهما لا يستحقان الاحترام، ولن يذكرهما التاريخ في لائحة المتفوقين، بل في لائحة عشاق الأماني، لأنهما ناما على فراش الأوهام واطمئنا، والقيا بقائمة أحلامهما على الآخرين، وطلبوا منهم تنفيذها.

فمنذ فترة، ونحن نسمع أن السلطة الفلسطينية عاقدة العزم على التوجه للأمم المتحدة لانتزاع الدولة من فم التنين الأممي، رغم غياب الرضا الأمريكي والإسرائيلي والأوروبي، وغياب الدعم العربي الرسمي الجرئ، وأرسلت من أجل نجاح جهودها، وفودها على كل قارات الدنيا من أجل استعطاف وإقناع الدول، بضرورة التصويت لصالح قبول فلسطين عضو مراقب في الأمم المتحدة، دون أن تتسلح السلطة بالخيارات الأكثر فعالية من أجل انجاز هذا الحق، بل إن السلطة التي وسعت دائرة خياراتها، ألقت بالوسائل الأكثر فاعلية الى سلة المهملات، فلم تتحدث عن خيار العودة للكفاح المسلح، ولم تتحدث عن قدرة الشعب الفلسطيني على تغيير وجه المنطقة متسلحاً بإفرازات الثورات العربية، بل أنها كررت تمسكها بالمفاوضات كخيار أول وثان وثالث، وألقت برجال الشعب الأقوياء في غياهب السجون، وجلست على باب الكبار تنتظر ما زاد عن حاجتهم من كرم، متناسية أنها ارتضت لنفسها أن تكون رهينة خيارات فاشلة، فلن تنال نصيبها من النجاح، بل إن الفشل سيلازمها على مر التاريخ، لأنها لم تعمل على إحداث أفعال، بل إن سياستها كانت ردود أفعال باردة وناقصة التأثير على المستوى الداخلي والخارجي، كما أن قيادة السلطة اعتمدت على أكثر الدول ضعفاً في التأثير داخل دوائر صنع القرار في المجالس الدولية، لأنها تعاملت مع الأمر من باب العاطفة، وتناست أن السياسية لعبة مصالح، وليست لعبة عواطف وأماني.

كان على قيادة السلطة أن تدرك قبل أن تذهب الى الأمم المتحدة، وتتوسل الاعتراف بفلسطين كدولة فيها، أن خطوتها هذه ستكون محل اعتراض الأقوياء ، وكان لزاماً عليها أن تستحدث عدة بدائل مثل :

1_البديل المالي باعتباره يقوي موقف السلطة التي نامت في جيب الغرب، بحكم أن من يملك المال، يملك القرار، وعلى العرب الاستعداد للقيام بمهمة الداعم المالي للسلطة، كي تصمد أمام التهديدات الخارجية بقطع المعونات.

2_البديل الشعبي داخلياً، من خلال استثمار حالة اليأس التي يعيشها الفلسطينيون جراء اللااستقرار الذي تعيشه المنطقة، وخارجياً، من خلال استثمار إفرازات الثورات العربية بما يفرض احترام الخيارات العربية والفلسطينية.

3_البديل الرسمي: التهديد بحل السلطة ، والتنصل من كافة الاتفاقيات مع العدو، فالبكاء على الميت حرام .

4_البديل العسكري : إطلاق سراح كافة المقاومين من سجون السلطة كورقة ضغط ، وتعزيز روح العمل العسكري في أوساط المجتمع الفلسطيني.

5_البديل الفصائلي : من خلال إشراك كافة الفصائل الفلسطينية في صياغة خطة طريق جديدة للشعب الفلسطيني مهما بلغت التكاليف.

أما إن لم تغير السلطة منهجها في ظل المتغيرات الدولية والعربية، وتستفيد من تجارب عقدين من العمل غير المجدي، فستجد نفسها يوما في مواجهة هي في غني عنها مع كل أطياف الشعب الفلسطيني.

*كاتب من فلسطين

 

mmomna@hotmail.com

عدد القراءات : 1847
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات