احدث الاخبار

فى اليمن..القبائل والشعب إيد واحدة (وسام باسندوه)

فى اليمن..القبائل والشعب إيد واحدة (وسام باسندوه)
اخبار السعيدة - كتب - وسام باسندوه         التاريخ : 07-08-2011

صعدت على المنصة وأمسكت آلة تكبير الصوت بأناملها الصغيرة وبدأت تتأمل الحضور وكأنها تفتش بينهم عن المنقذ المخلص، وفى اللحظة التى آن لها أن تتكلم لتطالب على صالح بالرحيل، ربما كما لقنها الكبار ممن أخرجوا المشهد، جاءت صرخاتها وآهاتها التلقائية أعمق بكثير، حين اتسعت حدقات عينيها لتبتلع الجميع وهى تصرخ (يرحل على صالح يرحل.. قتل بابا).

هى واحدة من أطفال اليمن الذين فرض عليهم صالح وأزلامه اليتم، تماما كما سبق وفرض عليهم الجهل والمرض والحرمان من الوالد أثناء حياته، وهو يتلطم من بلد إلى آخر بحثا عن لقمة العيش.

مر على هذه الحادثة عدة أشهر جاهدت نفسى فيها كثيرا للتخلص من أثقال وأغلال هاتين العينين التى ظلت تطاردنى وتشعرنى بالقهر والذل والعجز، لكننى اليوم وجدت نفسى أتذكرها بفخر مع نبأ الإعلان عن تشكيل تكتل قبائل اليمن فى اجتماع مصغر حضره شيوخ القبائل وعلى رأسهم الشيخ صادق الأحمر شيخ مشايخ حاشد القبيلة الأكبر فى البلاد وعدد من مشاىخ بكيل ومذحج، ويعد هذا التجمع القبلى الأضخم فى تاريخ اليمن، وهو موجه بالأساس لمعارضة صالح ودعم الثورة، وقد صدر عن الاجتماع وثيقة التحالف والنصرة، التى أكد المجتمعون من خلالها الالتزام بحماية الاعتصامات، معتبرين أى اعتداء على أنصار الثورة اعتداء على قبائل اليمن، وأن الرد حينها يكون واجب عينى على أبناء القبائل بالأموال والأنفس.

الآن فقط يمكن القول إن العينين الحائرتين وجدت ما كانت تفتش عنه، فلا يمكن لثورة شعبية سلمية أن تحقق أهدافها فى مواجهة أنظمة ديكتاتورية متمترسة بترسانة ضخمة من الآلة العسكرية دون حماية ونصرة. فلماذا يزايدون على الشعب اليمنى ويطالبونه بأن يكون بدعة بين شعوب العالم؟ ألم يحصل الثوار فى تونس على دعم القوات المسلحة الوطنية التى عملت على حماية الشعب وإنجاز الثورة، الأمر الذى تكرر فى مصر.

المفارقة أن من يزايدون علينا اليوم معتبرين الدعم القبلى انحرافا عن مطلب الثوار بالدولة المدنية، أو أن انضمام فرق وألوية عسكرية للثوار هو خروج عن سلمية الثورة وانزلاق نحو العنف، هم ذاتهم من لطالما اعتزوا بالقبائل والقبلية، بل اعتبروها مصدر فخر حين كانت هذه القبائل تؤيد صالح لعقود خلت. كل هذه المزايدات لم تعد تجد آذانا تطرب لسماعها، الشعب اليمنى الثائر يقولها بعلو صوته (اللى شبكنا يخلصنا)، والقبائل اليمنية تفهم مغزى هذه العبارة جيدا، ومعناها لم يعد خافيا على أحد.

 

* نقلا عن الشروق المصرية

عدد القراءات : 3660
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات
ناصح
الواقع فاليمن ليست ساقطه من اليوم ولكن اليوم ظهر سقوطها للعالم. لان هناك شمال الشمال بقبائله مسيطر على الجيش وظل يحكمها منذ مئات السنين وتجسدت هذه اكثر بعد فشل ثورة سبتمبر وسيطرة قبائل شمال الشمال واصبحت هي صاحبة الكلمة الفصل في كل شيء والبقيه كالقطيع كل واحد ينتظر الفتات الذي يعطى له. وجاءت الوحده