احدث الاخبار

الفصائل الفلسطينية ... وعبقرية استثمار المناسبات

الفصائل الفلسطينية ... وعبقرية استثمار المناسبات
اخبار السعيدة - بقلم - مصطفى محمد أبو السعود*         التاريخ : 03-08-2011

لا شك أن الحياة قد تأتي للإنسان بفرص عظيمة ومجانية، وتطلب منه استثمارها، فقد تكون هذه الفرص مناسبات عامة وخاصة، وتعتبر فرصة للتعارف والتصالح وتعزيز أواصر العلاقات الثنائية والجماعية، وهذا من صميم عقيدتنا التي تحثنا على أن نتكاثف في شتى الظروف، وأن نتشارك في الأفراح والأحزان، ومما لا شك فيه أيضا أن الناس في هذه الدنيا على أقسام، منهم، من يعجز عن اقتناص الفرص، ويحاول أن يُغلف عجزه بثياب الزُهد، وفي المقابل نجد بعض البشر قد حباهم الله فنون استثمار الظروف بشكل ايجابي، فيقتنص الفرصة التي تمنحه نفسها، وإن كانت قليلة، ولا تلبي طموحه بالمستوى المطلوب، ويحاول إنعاشها كي تصل به الى مبتغاه.

هذا الأمر يبرز جلياً من خلال ما نلاحظه على الساحة الفلسطينية من تنافسٍ شريفٍ بين الفصائل الفلسطينية، من حرصها على التواصل مع أبناء الشعب في كافة المناسبات، ففي الأعياد تنظم قيادات الفصائل زيارات ميدانية لأسر الشهداء والأسرى والجرحى والمعاقين، وفي شهر رمضان تدعم بعض الفصائل المحتاجين بما تيسر، وقبل عيد الأضحى تقوم حماس بتوزيع الحلوى على كل سكان قطاع غزة، إلا من أبى، فيما أصبح يسمى "حلو حماس"، وبعد عيد الأضحى نرى أن حركة الأحرار الفلسطينية تقوم بتنظيم حملة زيارات لكافة حجاج بيت الله الحرام لتهنئتهم بالعودة من الديار الحجازية، كما تقوم في أوقات أخرى بزيارة شرائح المجتمع من الوجهاء وأهالي الاسرى والشهداء والجرحى، وكذلك فعلت حركة المقاومة الشعبية وحركة فتح ، وفصائل أخرى .

وكانت آخر المناسبات التي حرصت الفصائل خاصة حماس والجهاد على المشاركة فيها هي نتائج الطلبة على كافة مستوياتهم الدراسية وتكريمهم، وما ظهر أثناء إعلان نتائج الثانوية العامة، حيث كانت حماس والجهاد توزعان الحلوى على الناس في الأماكن العامة، وهذه اللفتة (وإن كانت بسيطة في الحجم) فإنها كبيرة في الدلالة والنتائج، لما تعكسه من تضامن فصائلي مع الشعب في كل مناسباته، لأن الفصائل جزء من الشعب، والشعب هو الحاضن الشرعي للفصائل.

وبما أننا مُقدِمون على شهر رمضان المبارك، أدعو كافة الفصائل، الى استثمار هذا الشهر بما يعود بالمنفعة على الشعب، من خلال تفقد العائلات المحتاجة والفقيرة، وهي موجودة، ومن ينكرها ينكر جزء من المجتمع الفلسطيني، وأن على المواطنين استقبال كافة أطياف اللون السياسي، دون تمييز، لأن استمرار الخلاف في هذا الشهر، يوحي بأن سحر الصيام لم يلمس قلوبنا، وعلينا أن نقدم اعتذاراً علنياً لرمضان.

*كاتب من فلسطين

 mmomna@hotmail.com

عدد القراءات : 1777
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات