احدث الاخبار

الجثة ..؟!

الجثة ..؟!
اخبار السعيدة - كتب - يحي محمد جحاف         التاريخ : 31-07-2011

عاش ماجد فترة شبابه مكافحاً ،إذ كان علية الذهاب كل صباح حاملاً كل مستلزمات ألقرائه والكتابة من لوح خشبي ومصحف (قران كريم) ومحبرة وقلم من اليراع ،مع شي من الماء وأقراص الخبز الجاف على ظهره، سيرا على الأقدام إلى القرية الأخرى، لتلقي بعض العلوم كا ألقرائه والكتابة مع اقرأنه من القرى الأخرى على يد الفقيه (احمد) والعودة مساء،الذي تعلم على يده، أعداد من أولئك المسنين في القرية، بما فيهم والد ماجد.

لم يتغير المكان فلا زال الحال على ماهوا عليه، الجميع يتلقون تعليمهم في الهواء الطلق تظلهم تلك الشجرة المورقة من حرارة الشمس ، التي توحي جذورها الكبيرة بعمرها الطويل وفوق ارض منبسطة تكسوه الحشائش الخضراء الواقع أسفل ذلك المنحدر.

و لطول المسافة التي كان يقطعها ماجد كل يوم ذهابا وإيابا كان يشعر بالتعب والإرهاق، لكن ما أن يأتي يوم الجمعة حتى يزال ذلك المجهود، بما يغمروه أهلة من اهتمام وحفاوة واحترام يزيل عنه كل المتاعب ويعطيه دافع جديد لمواصلة تعليمة ،إضافة إلى وجبة الغداء المتميزة بين أهله والتي دون شك تختلف عن بقية الأيام.

مع الأيام يكبر ماجد وتكبر معه أحلامه وبداء يتأثر بالفقيه احمدا كثر من تاثرة بوالدة المشهور بالبناء ،الذي يدر عليه مالا وفيرا من عمله، متمنيا أن يكون معلم،مثل الفقيه احمد! لما يتمتع به الأخير من احترام وتقدير بين الناس، باعتباره المرجع الوحيد في قضاياهم المختلفة. لكن الرياح تأتي بما لاتشتهي السفن.

شأت الأقدار أن تبعده عن حلمة المنشود مسافات ،بقيام الثورة التي حررت بلدة من الاستعمار الأجنبي،فراء زعماء الثورة سد حاجة الدولة ألناشئه من الطلاب، فأحذو الكثير منهم وأرسلوهم إلى الدول الصديقة والشقيقة لتأهيلهم في الجوانب العسكرية والاقتصادية والسياسية نظرا للحاجة لهم بعد الاستقلال . فكان من نصيب ماجد السفر إلى الاتحاد السوفيتي ليدرس على الطيران العسكري، ومنها عاد بعد أربع سنوات ولديه مهارات فرديه في الطيران، فتدرج في المناصب وبقي له شان في أوساط رفاقه، حتى وصل إلى منصب مرموق ورتبة عالية،وكان من العناصرالمناديه بتوحيد البلاد، وبعد أن توحدت البلاد في كيان واحد من بعد تشطيرها من قبل المستعمرين ظل يشغل ذلك المنصب حتى انفجرت الحرب الأهلية المدمرة بعد التوحد بسنين قليلة لينتصر فيها طرف ويهزم طرف أخر فكان من نصيبه أن يكون ضمن الطرف المهزوم الذي حكم علية بالتسريح ولبقاء في المنازل دون حقوق عداء راتب تقاعدي يلتهمه الغلاء المعيشي المتصاعد يوما بعد يوم حتى أصبح مع الأيام لايسد حاجة شخص وأحد من القوت الضروري بينما الطلبات تزداد يوما بعد يوم لذلك سأت أوضاع ماجد المعيشية مع دخول الأبناء الجامعات والمدارس مما دفعة ذلك إلى الاختفاء عن أولاده عجزا عن تسديد حاجتهم من الضروريات فيخرج مبكرا قبل أن يصحو من نومهم ويعود بعد منتصف الليل وهم نيام.وتمضي الأيام والسنين وماجد في نفس الحال وعند السؤال عليه من أولادة نجيب عليهم الأم مسافر وبكرة يعود وتتحسن الأوضاع ومع مرور الوقت وطول الانتظار فكر ماجد في البحث عن عمل أخر قد يساعده على التغلب على مصاعب الحياة ،لكن تأهيله العلمي وقف عائقا أمام ذلك ،بينما وضعه الصحي لم يعود يساعده على أي عمل يدوي، فصحته لأتسمح له بذلك إذ بداء يعاني من تصلب في شرايين القلب،والسوق يطلب مهارات فنيه مؤهلة تأهيل حديث ،لذلك ضل يجوب المدن دون جدوى .وذات ليلة قارسة البرودة لم يجد ماجد مايكفية من الأغطية ليلتحف بها لمواجهة شدة البرودة فمات من ذبحة صدرية ليعود إلى أهلة واولادة الذي افتقدوه حيا ليستقبلوةجثة هامدة.من سائق سيارة الإسعاف الذي طلب من أهلة التوقيع على استلام الجثة..

 

*قصة قصيرة

 

- الصورة تعبيرة

عدد القراءات : 2992
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات
ناصرالحداد الحداد
سلام عليكم كلمات جميلة لاتخلو من حكمة بين طيات تلك السطور والقصة المبينة حين كان عاعقبة الشخص احمد هو الموت لكن لنسال نوع الموت هل موته هذه خلده لذكرى الطيبة ام كان موته نتيجة الالم الضميرشكرا استاذ