احدث الاخبار

بقايا الأنظمة العربية وأثرها على السمرات الرمضانية

بقايا الأنظمة العربية  وأثرها على السمرات الرمضانية
اخبار السعيدة - كتب - المحامي احمد محمد نعمان مرشد         التاريخ : 30-07-2011

رمضان  شهر اختصه الله من بين اثني عشر شهرا فهو شهر الصيام والقيام والاستغفار  وتلاوة   القران  شهر  الرحمة  والمؤاساة  والإنفاق والتوبة  والغفران  يضاعف الله  فيه الحسنات  ويمحو  به الذنوب  والسيئات  وينادي  فيه مناد  ياباغي  الخير اقبل  ويا باغي الشر  اقصر  والشعوب العربية في رمضان   على قسمين  الأول  هم الثائرون في الساحات والميادين   وغيرهم  من عامة الشعوب  المنهوبة أموالهم  والمستباحة أعراضهم  والمصادرة  حقوقهم  والرخيصة  دمائهم  ولم  يكن  ذلك  حالهم  لعام  واحد   هو رمضان الحالي  ولكن منذو ما يقرب من نصف قرن  فالليبيون ظلوا اثنين  وأربعين عاما  والسوريون  خمسون عاما  بولاية الابن  والأب  واليمنيون  ثلاثة  وثلاثون عاما  وهذه الأنظمة الفاسدة لم ترعوي   أو تتوب إلى الله   خلال السنوات   الماضية  وهو ما جعل   الشعوب العربية  لا تعيش  في ظلم  واحد  فحسب   بل  في ظلمات  متعددة  بعضها فوق  بعض  وإذا كانت الشعوب العربية قد اعتادت  في ليالي رمضان   من الأعوام الماضية  على  إقامة  رمضان   في الذكر  والتسبيح   وتلاوة القران  وصلاة التراويح وإقامة  السمرات   في البيوت  والأندية  وعلى مستوى القرى والمدن والحارات  غير أنها   في رمضان  لهذا العام قد أذن  الله  لهذه الشعوب   أن يقيموا  ليالي  رمضان   في خيامهم  الموجودة  في  ساحات الحرية وميادين التغيير  على مستوى المحافظات  أي أنهم سيتحملون   مشقة ومعاناة  كبيرة  جدا ربما لا مثيل لها  الا في حياة الصحابة  رضوان الله عليهم  أجمعين   فالأيام  ثورية   وطويلة  لأنها  أيام  صيف  حارة  في النهار  وليالي  باردة  وسمرات  في الساحات والميادين  بين  الريح  والبرد  هذا  فضلا  عن زيادة  جنونية  في الأسعار  واطفاء  للكهرباء  وإخفاء  للمحروقات  وربما  انعدامها  في بعض المناطق   وزيادة  في أسعارها   وتختلف اوضاع الشعوب  في ذلك باختلاف بقايا  النظام  الذي يحكم  في دولة ما  حيث وصل ثمن الدبة البترول    أو الديزل  مثلا في اليمن  إلى ما يزيد على (خمسين دولارا أمريكي )  بل وصل الأمر في  بعض الأحيان إلى عدم حصول السيارات على المحروقات  نتج  عن ذلك  صعوبة   في تنقل الثوار    من القرى والمدن إلى الساحات  إلا بصعوبة  كبيرة   جدا  وذلك  ما   هدف  وتهدف  إليه بقايا الأنظمة  بافتعالهم  للازمات   غير انه  كلما  زاد  بقايا  النظام  بافتعال  الأزمات  كلما  زاد   الثوار  اندفاعا إلى   الساحات والمظاهرات  فلم يكلوا  أو يملوا  الأمر  الذي    خيب  آمال  بقايا  الأنظمة الذين   يتساقطون منها يوميا   كما  يتساقط  عن الشجرة  أوراقها  في أيام الخريف  وينضمون إلى الثورات  يوميا  أما القسم الثاني  فهم بقايا الأنظمة العربية  الذين   نسأل   الله  هدايتهم  بالانضمام  إلى الثورات   ليكون  ذلك  مكفرا  لذنوبهم  التي لأحصر  لها في ظل الأنظمة   الفاسدة   وبذالك    سيتعجل الحسم الثوري  وتقل التكلفة  ويكتفى بالدماء الزكية  الطاهرة  للشهداء السابقين  وتحقن  دماء الباقين  فالرسول   صلى الله وعليه وسلم  يقول : ( الصلوات  الخمس  والجمعة  إلى ألجمعه  ورمضان  إلى رمضان    مكفرات  لما بينهن  اذا  اجتنبت  الكبائر ) ولعلى  بقايا الأنظمة  يعلمون بان  الله  ليس بغافل  عما يعمل الظالمون فيكونون  قد اتعضوا  بما  حدث  للرؤساء المخلوعين  أمثال  ابن علي   الذي  فر  وهرب  طريدا   إلى جده   حيث لا بيت له ولا ماوئ  وحسني  مبارك  صار  سجينا  وفي  قفص  الاتهام  مهانا  وعلي صالح  وأركان  نظامه  صاروا محروقين  في جامع النهدين  لأنهم  احرقوا الثوار  وصار عندهم  دين  أما ألقذافي  فقد  صار مخنوقاً  وعما قريب  سينفذ  حكم الله فيه مشنوقا  وبشار  الأسد  صار غريقا  وقد  صدق  فيهم   قول الله  تعالى ) فكلا أخذنا   بذنبه  فمنهم  من أرسلنا عليه حاصبا   ومنهم  من أخذته الصيحة  ومنهم  من خسفنا  به الأرض  ومنهم  من أغرقنا  وما كان الله  ليظلمهم  ولكن  كانوا  أنفسهم  يظلمون  ) صدق الله العظيم  فان الله  يمهل  ولا يهمل   فإذا   اخذ  اخذ   اخذ  عزيز  مقتدر  ولان ما حدث  في الأنظمة المخلوعة  هو استجابة الله  لدعوات  المظلومين  والمصابين   واسر  الشهداء    فالرسول  صلى الله  وعليهم  وسلم  يقول   دعوتان  لا ترد   ((دعوة  الصائم  حتى يفطر  ودعوة المظلوم )) وما حدث  لأولئك  ليس  ببعيد  على من تبقى  من بقايا   الأنظمة   والأسر الحاكمة  والله على كل  شيء  قدير   فليدرك الجميع    أن رمضان    شهر الانتصارات  عبر التاريخ  العربي والإسلامي  فغزوة  بدر  واحد  وفتح  مكه  والقادسية  وعين  جالوت  و(3اكتوبر)1773م  كلها  كانت  في شهر  رمضان  وهو ما يعني  أن الأيام  القليلة القادمة ستشهد حسما لا محالة لجميع الثورات  العربية  التي ثارت  ضد الظلم  والقهر والاستبداد  وضد اغتصاب  السلطات  بالقوة  فبرفع   الصائمين   اكفهم إلى السماء   في ليالي  رمضان  فلن  يردها  الله  صفرا  خائبة  وإنما  منتصرة بإذن الله  وقد  آن الأوان للإخوة الأعزاء  ممن تبقى   في الأنظمة العربية  من   القوات  الخاصة  وغيرهم  الموالية للأنظمة  أن ينضموا   إلى الثورات  ليكونوا  حماة  شعب  ووطن  لا حماة أفراد  وأسر  وانضمامهم   مع   دخول  رمضان     سيكون توفيقا  من الله لهم  وسيحسن الله لهم  خاتمة أعمالهم فالرسول  صلى الله  وعليه  وسلم  يقول  :( الأعمال  بالخواتم  ) والتحرر  من الاستبداد  لا يصنعه إلا   الأحرار  العظماء  فليكونوا  أحرارا لا عبيدا فبقايا  الأنظمة العربية   تعيش  هذه  الايام في النفس الاخير  من الحياة  وهي  تحتضر    وبسوء  خاتمة   ولن تستطيع السعودية  أو أمريكا  إعادة الحياة   لها   لان الحياة  بيد الله  وأمريكا   لايهمها  سوى الحفاظ على  مصالحها  في بلاد  العرب  وأيضا   حماية  إسرائيل  التي ظلت  الأنظمة الفاسدة المخلوعة  قرابة  نصف  قرن  تحميها  بدعم أمريكي  حتى فضحها الله على  رؤؤس الخلائق  وسلط  عليها  شعوبها   أما  النظام السعودي  فقد بانت عمالته  للغرب   وعدائه  للشعوب العربية   وتشجيعه  ودعمه للأنظمة الفاسدة  وعرقلته للثورات  العربية  خوفا  من امتداد الثورة اليه وكأن  النظام السعودي على علم  بالمثل  الشهير  (إذا   الموس  برأس   جارك  بلل رأسك ) وعليهم  ان  يتقوا  الله  ويكفوا  أذاهم  عن الثورات  العربية  وبالذات  الثورة اليمنية  وإلا  فان الله غالب  على أمره  وسيعلموا  الذين  ظلموا  أي منقلب  ينقلبون) ويقول الرسول(ص) (اتقوا دعوة المظلوم فانه  ليس بينها وبين الله حجاب )

عدد القراءات : 2496
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات