بقايا الأنظمة العربية وأثرها على السمرات الرمضانية
رمضان شهر اختصه الله من بين اثني عشر شهرا فهو شهر الصيام والقيام والاستغفار وتلاوة القران شهر الرحمة والمؤاساة والإنفاق والتوبة والغفران يضاعف الله فيه الحسنات ويمحو به الذنوب والسيئات وينادي فيه مناد ياباغي الخير اقبل ويا باغي الشر اقصر والشعوب العربية في رمضان على قسمين الأول هم الثائرون في الساحات والميادين وغيرهم من عامة الشعوب المنهوبة أموالهم والمستباحة أعراضهم والمصادرة حقوقهم والرخيصة دمائهم ولم يكن ذلك حالهم لعام واحد هو رمضان الحالي ولكن منذو ما يقرب من نصف قرن فالليبيون ظلوا اثنين وأربعين عاما والسوريون خمسون عاما بولاية الابن والأب واليمنيون ثلاثة وثلاثون عاما وهذه الأنظمة الفاسدة لم ترعوي أو تتوب إلى الله خلال السنوات الماضية وهو ما جعل الشعوب العربية لا تعيش في ظلم واحد فحسب بل في ظلمات متعددة بعضها فوق بعض وإذا كانت الشعوب العربية قد اعتادت في ليالي رمضان من الأعوام الماضية على إقامة رمضان في الذكر والتسبيح وتلاوة القران وصلاة التراويح وإقامة السمرات في البيوت والأندية وعلى مستوى القرى والمدن والحارات غير أنها في رمضان لهذا العام قد أذن الله لهذه الشعوب أن يقيموا ليالي رمضان في خيامهم الموجودة في ساحات الحرية وميادين التغيير على مستوى المحافظات أي أنهم سيتحملون مشقة ومعاناة كبيرة جدا ربما لا مثيل لها الا في حياة الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين فالأيام ثورية وطويلة لأنها أيام صيف حارة في النهار وليالي باردة وسمرات في الساحات والميادين بين الريح والبرد هذا فضلا عن زيادة جنونية في الأسعار واطفاء للكهرباء وإخفاء للمحروقات وربما انعدامها في بعض المناطق وزيادة في أسعارها وتختلف اوضاع الشعوب في ذلك باختلاف بقايا النظام الذي يحكم في دولة ما حيث وصل ثمن الدبة البترول أو الديزل مثلا في اليمن إلى ما يزيد على (خمسين دولارا أمريكي ) بل وصل الأمر في بعض الأحيان إلى عدم حصول السيارات على المحروقات نتج عن ذلك صعوبة في تنقل الثوار من القرى والمدن إلى الساحات إلا بصعوبة كبيرة جدا وذلك ما هدف وتهدف إليه بقايا الأنظمة بافتعالهم للازمات غير انه كلما زاد بقايا النظام بافتعال الأزمات كلما زاد الثوار اندفاعا إلى الساحات والمظاهرات فلم يكلوا أو يملوا الأمر الذي خيب آمال بقايا الأنظمة الذين يتساقطون منها يوميا كما يتساقط عن الشجرة أوراقها في أيام الخريف وينضمون إلى الثورات يوميا أما القسم الثاني فهم بقايا الأنظمة العربية الذين نسأل الله هدايتهم بالانضمام إلى الثورات ليكون ذلك مكفرا لذنوبهم التي لأحصر لها في ظل الأنظمة الفاسدة وبذالك سيتعجل الحسم الثوري وتقل التكلفة ويكتفى بالدماء الزكية الطاهرة للشهداء السابقين وتحقن دماء الباقين فالرسول صلى الله وعليه وسلم يقول : ( الصلوات الخمس والجمعة إلى ألجمعه ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن اذا اجتنبت الكبائر ) ولعلى بقايا الأنظمة يعلمون بان الله ليس بغافل عما يعمل الظالمون فيكونون قد اتعضوا بما حدث للرؤساء المخلوعين أمثال ابن علي الذي فر وهرب طريدا إلى جده حيث لا بيت له ولا ماوئ وحسني مبارك صار سجينا وفي قفص الاتهام مهانا وعلي صالح وأركان نظامه صاروا محروقين في جامع النهدين لأنهم احرقوا الثوار وصار عندهم دين أما ألقذافي فقد صار مخنوقاً وعما قريب سينفذ حكم الله فيه مشنوقا وبشار الأسد صار غريقا وقد صدق فيهم قول الله تعالى ) فكلا أخذنا بذنبه فمنهم من أرسلنا عليه حاصبا ومنهم من أخذته الصيحة ومنهم من خسفنا به الأرض ومنهم من أغرقنا وما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون ) صدق الله العظيم فان الله يمهل ولا يهمل فإذا اخذ اخذ اخذ عزيز مقتدر ولان ما حدث في الأنظمة المخلوعة هو استجابة الله لدعوات المظلومين والمصابين واسر الشهداء فالرسول صلى الله وعليهم وسلم يقول دعوتان لا ترد ((دعوة الصائم حتى يفطر ودعوة المظلوم )) وما حدث لأولئك ليس ببعيد على من تبقى من بقايا الأنظمة والأسر الحاكمة والله على كل شيء قدير فليدرك الجميع أن رمضان شهر الانتصارات عبر التاريخ العربي والإسلامي فغزوة بدر واحد وفتح مكه والقادسية وعين جالوت و(3اكتوبر)1773م كلها كانت في شهر رمضان وهو ما يعني أن الأيام القليلة القادمة ستشهد حسما لا محالة لجميع الثورات العربية التي ثارت ضد الظلم والقهر والاستبداد وضد اغتصاب السلطات بالقوة فبرفع الصائمين اكفهم إلى السماء في ليالي رمضان فلن يردها الله صفرا خائبة وإنما منتصرة بإذن الله وقد آن الأوان للإخوة الأعزاء ممن تبقى في الأنظمة العربية من القوات الخاصة وغيرهم الموالية للأنظمة أن ينضموا إلى الثورات ليكونوا حماة شعب ووطن لا حماة أفراد وأسر وانضمامهم مع دخول رمضان سيكون توفيقا من الله لهم وسيحسن الله لهم خاتمة أعمالهم فالرسول صلى الله وعليه وسلم يقول :( الأعمال بالخواتم ) والتحرر من الاستبداد لا يصنعه إلا الأحرار العظماء فليكونوا أحرارا لا عبيدا فبقايا الأنظمة العربية تعيش هذه الايام في النفس الاخير من الحياة وهي تحتضر وبسوء خاتمة ولن تستطيع السعودية أو أمريكا إعادة الحياة لها لان الحياة بيد الله وأمريكا لايهمها سوى الحفاظ على مصالحها في بلاد العرب وأيضا حماية إسرائيل التي ظلت الأنظمة الفاسدة المخلوعة قرابة نصف قرن تحميها بدعم أمريكي حتى فضحها الله على رؤؤس الخلائق وسلط عليها شعوبها أما النظام السعودي فقد بانت عمالته للغرب وعدائه للشعوب العربية وتشجيعه ودعمه للأنظمة الفاسدة وعرقلته للثورات العربية خوفا من امتداد الثورة اليه وكأن النظام السعودي على علم بالمثل الشهير (إذا الموس برأس جارك بلل رأسك ) وعليهم ان يتقوا الله ويكفوا أذاهم عن الثورات العربية وبالذات الثورة اليمنية وإلا فان الله غالب على أمره وسيعلموا الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون) ويقول الرسول(ص) (اتقوا دعوة المظلوم فانه ليس بينها وبين الله حجاب )