احدث الاخبار

حِقْدٌ .. و .. شَرَفٌ

حِقْدٌ .. و .. شَرَفٌ
اخبار السعيدة - كتب - الشيخ / الحسين بن أحمد السراجي         التاريخ : 25-07-2011

من أعظم ما ابتُلي به الإنسان بشكل عام الحقد , وهو بالخصوص البلاء الأعظم لليمني اليوم الذي يعيش الأزمة وتداعياتها .أُدرك حجم الأحقاد والضغائن في الساحات وميادين الاعتصام , في المجالس وعند اللقاءات , في المهرجانات وحتى خطب الجمعة .

لم يكن اليمني المعارض أحسن حالاً من المصري المدفوع اليوم بحقد أعمى لتمني حياة مبارك لا حباً فيه وإنما ليراه في قفص الاتهام يواجه محاكمة سريعة دون أن يشفع له مرضه وعجزه وكبر سنه عن الاستغناء من هذا الحقد الدفين الذي يُنافي قيم الدين ومروءة العربي وأخلاقيات الإنسان .

أُدرك اليوم حقداً مريراً وغير مُبَرَّرٍ لدى كافة الحركات المعارضة أو ما يسمى بالثوار , في ليبيا , سوريا , كما هو في مصر ولدى دولة قطر الشقيقة في تعاملها مع الربيع العربي باستثناء البحرين , وهذا الحقد المخيف في يمن الإيمان والحكمة بالرغم من أن غالبية الحاقدين والمرضى الموبوئين هم من صنيعة النظام وأكثر العوامل المؤثرة في قراره والطبقة المستفيدة من فساده .

عبد الكريم محمد الخيواني : -

رجل الثورة الأول بلا منافس ومؤسس نواتها الحقيقي بقلمه وشجاعته وصلابة موقفه , هو أحد أبرز ضحايا الأجهزة الأمنية وأساليبها القمعية , وأحد ضحايا القضاء الفاسد والمُسَيَّس , منذ انطلاقة حركة التغيير لم أجد في مواقفه وتصريحاته شيئاً من الحقد الذي تنضح به قلوب الكثير من أصدقاء النظام وأحبائه .

محمد محمد المقالح :-

المعارض السياسي قليل الحيلة وتعيس الحظ لأنه لايتكئ على ثقل قبلي ولا مناطقي وليس له سوى قلمه وموقفه الشجاع دفع ثمناً باهضاً من الإرهاب والتعسف والإخفاء والفرعنة , لا لشئٍ سوى مواقفه السياسية الشجاعة وقوله الحق خلال حروب صعدة الظالمة , ومع كل ذلك ومنذ بدء حركة التغيير ما وجدت في قلبه حقداً من عُشُر ذلك الحقد الذي تبوء به ألسنة أقارب النظام ومعارضيه .

أبناء صعدة :-

الذين دفعوا أثماناً باهضةً لستة حروب متوالية أهلكت الحرث والنسل من العام 2004م وحتى العام 2010م .

أهل صعدة الشرفاء الذين عرفتهم عن قُرب فما وجدت أكرم منهم ولا أعظم من شهامتهم , ولا أكثر من مروءتهم تعرضوا لفضائع الحروب الظالمة وويلات الدمار الغير مبرر حتى وقت قريب .

هؤلاء القوم لم يتمكن الحقد الأعمى من قلوبهم فيدفعهم للنيل من هذا الوطن , إنهم خصومٌ للسلطة ولكن بشرف , خصومٌ شرفاء لم يسلبوا ولم ينهبوا ولم يخربوا ولم يُسَرِّحوا موظفاً ولم يُقصوا حتى أشد الخصوم الفكريين ( سلفية دماج ) الذين لو تسنَّى لهم خلال تلك الحروب لأبادوا صعدة بأهلها .

الحوثيون شركاء الثورة الشرفاء وخصوم السلطة الأكفاء ,لم يجدوا سنداً كريماً فلا السلطة اعترفت بمساوئها واعتذرت عن جرائمها , ولا المعارضة وشركاء الثورة قبلوا بهم شركاء حقيقيين وأصحاب قضية عادلة ومظلمة واضحة .

الحوثيون سيطروا على صعدة فأجْرَوُا انتخابات دستورية تم فيها انتخاب محافظ جديد وفقا للقانون , وهاهم يُديرون محافظتهم وما تحت سيطرتهم باقتدار وحكمة تغبطهم عليها سائر المحافظات .

رفضوا المجلس الانتقالي لأنه فكرة مستوردة وطالبوا بانتخابات سريعة تضمن مشاركة الكل فتمَّ إقصاؤهم في تشكيلة مجلس توكل الإنتقالي ولم يتأثروا .

تتحرك مظاهراتهم المؤيدة للثورة دون سباب أو شتائم أو ملاعنة مرددين المعقول من القول : الشعب يريد إسقاط الظالمين .

تمارس عناصر الإصلاح المسيطرة على قرار الساحات العنصرية والإقصاء والتهميش في حقهم فتأتي تصريحاتهم بالثناء على علاقتهم الثورية بالإصلاح وهم يعلمون علم اليقين أن الإصلاح ورموزه وقاداته عامل أساسي في التحريض والتأليب والتخطيط والإثارة لكل حروب صعدة الست ومعاناة أهلها منذ العام 90م .

كم سأذكر وأُعدد فلاناً وأتحدث عن فلان كنماذج لضحايا عانوا وعانوا / إقصاءً وتشريداً وملاحقةً وأذيَّةً وتكميهاً ومصادرةً وتهميشاً وحبساً وإرهاباً وتعذيباً ومحاكمةً وكذباً وتلفيقاً وتزييفاً للحقائق .

الخلاصة :

ياليت الخصوم السياسيين يمتلكون شيئاً من أخلاق الحوثيين الذي ما فتئوا يشنون عليهم الحروب الإعلامية المدمرة طوال السنوات الماضية فإذا بهم أسمى من كل تلك التُرَّهات وإذا بألسنة الشعب اليمني الذي خُدِعَ بالحرب الإعلامية تلوك كلمات الثناء والإعجاب بهذه العقلية الخالية من المرض وروح الانتقام .

عدد القراءات : 2704
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات