احدث الاخبار

المخرج من الأزمات والفتن

المخرج من الأزمات والفتن
اخبار السعيدة - كتب - الدكتور / محمد عبدالله عايض الغبان         التاريخ : 20-07-2011

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد ...أطلت على أهل اليمن الفتن والأزمات تتدافع وتتزاحم , يغذيها أناس مختلفو المشارب متعددو الثقافات والتوجهات , الحماس ملتهب والآمال عريضة محددة وغير محددة , التهبت العواطف وتشنجت الآراء , وراحت تسبح في عالم الفضاء دون ضابط أو تحسب لما يمكن أن تصل إليه الأمور , وقف الخيرون والشرفاء من أبناء الأمة علماء ومصلحون يحذرون من تبعات هذا الاندفاع وهذ التهور الخطير، لكن لا حياة لمن تنادي .
وهكذا الفتن حينما تدور رحاها تعصف بالمجتمع فتختلط الأوراق , ويصبح كل شخص معجب برأيه يدفع الغالي والرخيص في سبيل الانتصار لمبدأ او فكرة طرأت عليه دون التفات إلى الوسائل المتاحة وغير المتاحة أوالمشروعة وغير المشروعة، وهذ الواقع المرير الذي أدى الى مفاسد طويلة وعريضة ،تضرر منها القاصي والداني والصغير والكبير والغني والفقير الكل ناله من هذه الأزمة ماأقض مضجعه، فمنهم من فقد عزيزا ومنهم من فقد ماله أو جزءا منه ومنهم من خسر تجارته ومنهم من فقد بيته ومنهم من لم يستطع التمتع بماله لعدم وجود مايرغب في وجوده والحصول عليه ،وأشد هذه البلايا والمحن هو سفك الدماء , نصبح على قتلى وجرحى هنا وهناك ونمسي على مثل ذلك , شهور مضت وكل فريق متشبث برأيه دون اكتراث بما آلت اليه الأمور والأحداث أو بما يمكن أن يحصل من تطور أخطر من هذا، بل وصل الأمر ببعض القادة الى الإستهانة بسفك الدماء والتعطش لها؛لأنها في نظرهم تضحية مقبولة في سبيل الحصول على مكاسب تجعل منهم زعماء ورواد إصلاح، وهو هاجس تلمحه من فلتات ألسنتهم وقسمات وجوههم ،وهي فرصة بالنسبة لهم قد لا تتكرر والتأريخ لا يعيد نفسه ،وهذا يذكرنا بقصة طريفة لأحد العلماء في القرن الخامس الهجري مع الفارق في الهدف والوسيلة ، وهي لا تعدو أن تكون مزحة ثقيلة صدرت منه ، فقد ذكر أهل التاريخ أن أحد العلماء تنامى الى مسامعه أن الخطيب البغدادي يؤلف كتابا في تراجم علماء بغداد، وأنه لن يذكر الأحياء منهم، فقال : ليت الخطيب يذكرني في كتابه ولو في الكذابين .فالمهم عنده الذكر ولو بأسوأ الأحوال .
وأظن أن ماحذر منه أهل العلم والفضل قد وقع أو على الأقل وقع أغلبه أو كثير منه، فاللعب بالنار خطير والانجرار وراء العواطف دون دراسة متأنية منزلق مرير , من هنا فإننا بأمس الحاجة الى مايقينا من شرور هذه الأزمات والفتن , فإن الفتنة في مدلولها تحمل معاني الامتحان والابتلاء واختلاف الآراء والأهواء المسببة للفتن والاعجاب بالشئ والضلال والإثم وغير ذلك من المعاني التي يجمعها قضية ( الإبتلاء ) ،فإن ما يجري اليوم من أحداث لا تخرج من هذه المعاني , وتأتي أهمية التطلع الى موارد الفتن والوقاية منها في سلم الأولويات الشرعية , فقد ذكرت الفتنة في ستة وخمسين موضعا من القران الكريم , وبينت السنة النبوية كثيرا مما سيقع من فتن على مدار التأريخ، بل عدت كثرة الفتن علامة وشرطا من أشراط الساعة , قال صلى الله عليه وسلم: (( يتقارب الزمان , وينقص العلم , وتظهر الفتن , ويلقى الشح , ويكثر الهرج , قيل يارسول الله وما الهرج ؟ قال : القتل )).
وقد يصل الحال بالفتن الى درجة ينعدم فيها التمييز بين الحق والباطل، ففي الحديث قال صلى الله عليه وسلم: (( والذي نفسي بيده ليأتين على الناس زمان لا يدري القاتل في أي شئ قتل , ولا يدري المقتول على أي شئ قتل )) ، وهي مرحلة قد تتكرر زمانا ومكانا إذا غلبت الأهواء وابتعد الناس عن دين الله.

ومما يلمح اليه في هذه العجالة أن هذا التمزق والتشتت سنة كونية قدرية بسبب من البشر , قال تعالى : (( أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم )) ، وقال : (( وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفوا عن كثير )) ، وهذ القدر ندفعه بقدر الله وفق ما أمر الله به .
وتختلف آثار الفتن على الناس باختلاف نوعها ومدى تقبلها والانخراط فيها ،فهناك فتنة تقع للمؤمن في أهله وماله وجاره وهناك فتنة الشهوات والمعاصي وفتنة الشبهات وفتنة الابتلاء بالخير وفتنة الابتلاء بالشر وفتنة القتال والاختلاف بين المسلمين وفتنة من نوع آخر هي فتنة المشركين للمسلمين بردهم عن دينهم أو التأثير عليهم في جوانب منه .
وقد يقع في الفتنة بعض الصالحين والعقلاء نتيجة لبعض الشبهات أو الشهوات التي عرضتم لهم ,فقد أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم بحدوث الفتن بين الصحابة حيث قال : (( إني لأرى الفتن تقع خلال بيوتكم كمواقع القطر ))
وهم في أعلى درجات الفضل والإيمان , قال شيخ الاسلام ابن تيمية :( والله تعالى لا يأمر بأمر لا يحصل به صلاح الدين ولا صلاح الدنيا , وإن كان فاعل ذلك من أولياء الله المتقين , ومن أهل الجنة , فليسوا أفضل من علي وعائشة وطلحة والزبير وغيرهم , ومع هذا لم يحمدوا مافعلوه من القتال ، وهم أعظم قدرا عند الله وأحسن نية من غيرهم ...... وكذلك أصحاب ابن الأشعث كان فيهم خلق من أهل العلم والدين والله يغفر لهم كلهم )
ومع هذا اعتزل معظم الصحابة فتنة الاقتتال بين المسلمين، ولم يشارك فيها الا نفر قليل لأمور عرضت لهم رأو أنها حق , قال محمد بن سيرين : (هاجت الفتنة وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرة الآف , فما خف فيها منهم مائة , بل لم يبلغوا ثلاثين )
والفتن اذا نزلت بقوم يصعب على أهل العلم والعقل علاجها، لكن هذه الصعوبات ليست مبررا للسكوت عليها وعدم الاكتراث بها , قال شيخ الإسلام ابن تيمية : ( والفتنة اذا وقعت عجز العقلاء فيها عن دفع السفهاء )
وللتقليل من آثار هذه الفتن يحسن بنا أن نتلمس أسبابها ومن ثم محاولة إيجاد الحلول المناسبة لها على اختلاف تنوعها وآثارها عل ذلك يساعد على الوقاية منها والسلامة رأس مال المسلم لاسيما سلامة الدين من خدشه أو جرحه أو ذهابه بالكلية لا سمح الله .
فمن أسباب حدوث الفتن مايلي :
1- مخالفة منهج الله عزوجل المنزل على رسوله صلى الله عليه وسلم , قال تعالى: (( فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم ))، وهذا مشاهد وملموس كلما انحرف الناس عن دين الله جعل الله بأسهم بينهم ونزلت عليهم النكبات والشدائد ( فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم ) .
2- نقض عهد الله تعالى القاضي بتوحيده وعدم الإشراك به ، قال تعالى ( وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا .. ) ،
وهذا العهد نقضه كثير من المنتسبين إلى الإسلام ووقعوا في كثير من أنواع الشرك والمحدثات، (( وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون )).
3- الاحتكام الى غير شرع الله
فسنت القوانين الوضعية واستبدلت أحكام الشريعة الصافية بالأعراف والقوانين الكفرية, (( أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون )) بل كل حكم أو عرف بلدي أو قبلي أو حزبي أو طائفي أو نظام عام أو خاص يخالف الشريعة ولا يستند اليها فهو طاغوت والتحاكم اليه مناف للإيمان ، (( فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم …)).
4- ضعف الولاء بين المسلمين
فقضية الولاء بين المسلمين تمثل أهمية عظماء في ديننا الحنيف قال تعالى : (( إنما المؤمنون إخوة ))، هذه الفريضة إذا غيبت حل مكانها النفرة والعداوة والبغضاء ومن ثم الاستئثار والتنافرالتام وقد تستبدل هذه الأخوة الإيمانية بولاءات أسرية وقومية ووطنية وحزبية بعيدة عن روح الإسلام وتعاليمه .
5- الإغترار بما يروج له الكفرة والملحدون
والانبهار بحضارتهم الواهية ومدنيتهم الزائفة الذي نشأ عنه انعدام العزة بالنفس وفقد الثقة بها وجعل هذه المدنية نموذجا وهدفا تسيل من أجله الدماء وكلنا يدرك مدى الانحلال والتفسخ الاجتماعي الذي وصلت اليه هذه المجتمعات قال تعالى : (( واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك ))
وقال صلى الله عليه وسلم :(( لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه)) .
6- اتباع الهوى وفساد القصد
فمن اتخذ الهوى الهاً يحتكم اليه ومنهجاً يسير عليه فإن الفتن تسرع اليه في قوالب شتى سواء الفتن العامة منها أو الخاصة، فقد لا يسلم من فتنة وإن كانت ظاهرة غير ملتبسة ، قال تعالى : (( أفرأيت من اتخذ إلَهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة ))، وقال : (( ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا ))، ومن وصل الى هذه المرحلة أغلق على قلبه وأصبح المعروف والمنكر لديه ما وافق هواه كما في الحديث (( لا يعرف معروفا ولا ينكر منكراً إلا ما أشرب من هواه ))
وترى هؤلاء يهيمون في كل واد ويتأولون أنواع التأويلات الفاسدة تبريرا لمواقفهم ، ولا يهمهم أن يكون الكذب والخيانة مطيتهم طالما كان ذلك في خدمة قضيتهم .
7- الإفراط والتفريط
فالإسلام دين الوسطية والاعتدال وهو وسط بين نقيضين الإفراط والتفريط , فقد يفرط أناس في دينهم فلا يأمرون بمعروف ولا ينهون عن منكر بل قد تستوي في نظرهم الحسنة والسيئة , والصلاح والفساد , وقد يكون الفساد مرتعا خصبا يحصلون من خلاله على مطالبهم وإشباع نزواتهم وغرائزهم ,
بينما يقف في الطرف الآخر المتعنتون المغالون في الإنكار فتستوي في نظرهم حسنات هؤلاء المفرطين وسيئاتهم , بل يغالون الى حد يجعل من حسناتهم سيئات، وهذا أمر ملموس في التحزبات وأصحاب النظرات الطائفية والقبلية والمناطقية وغيرها من المكونات .
8- التعصب والتحزب ,
وهو داء جاهلي لا يسلم منه الا من عصم الله فالحق لدى المتعصبين والمتحزبين ماعليه آباؤهم وأجدادهم وحزبهم وقبيلتهم وطائفتهم , والباطل ماكان ضد ذلك وهذ التعصب والتحزب كانا من أكبر الموانع للدخول في دين الله عزوجل (( وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا ))، وهو منهج يسيرفي ركابه طوائف ضلل بها وزين لها بأنها على الحق والحق لها فقط , وقريب من ذلك تصرفات الأحزاب السياسية التي ابتليت بها الأمة فالحزب هو الآمر والناهي وهو المؤهل للسلطة والحريص على مصلحة الأمة وخصومه عملاء وفاسدون وغير جديرين بتولي زمام السلطة , ولهذا تجدهم يمتهنون كل الأساليب المتاحة لإسقاط خصومهم ومنافسيهم ، وهكذا تسير الأمور وفق مخططات توقع الناس في الاختلاف والاقتتال وارتكاب ما حرم الله عزوجل .
9- غياب المنهج الصحيح واتباع المتشابه
فإن المنهج الصحيح هو منهج أهل السنة والجماعة العاصم من الزلل والوقوع في المحذور، وهو قائم على تعظيم النصوص الشرعية بفهم سلف هذه الأمة وعدم التعدي على الحرمات ووزن الأمور جميعها بميزان الشرع وعدم التأثر بالتهويلات واتباع المتشابه من النصوص التي يتشبث بها من في قلوبهم مرض كما قال الله تعالى : (( هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ماتشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولوا الألباب ))،
ويردون المتشابه الى المحكم في كل أبواب الشريعة في العقائد والأحكام والمعاملات وهم ثابتون على المنهج ثبوت الجبال مهما ثارت الفتن وانتشرت , قال شيخ الإسلام ابن تيمية : ( ولهذا كان من أصول أهل السنة والجماعة لزوم الجماعة وترك قتال الأئمة , وترك القتال في الفتنة , وأما أهل الأهواء كالمعتزلة فيرون القتال للأئمة من أصول دينهم ويجعل المعتزلة أصول دينهم خمسة هذا أحدها ....)
ولهذا عصم الله هذا المنهج من الانحراف العقدي الذي عصف بطوائف من أهل الإسلام لإخلالهم بالمنهج الصحيح فانقسموا شيعاً وأحزاباً كل فرقة تكفر أو تضلل الطوائف الأخرى , قال تعالى : (( إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً لست منهم في شئ ))
10- التعجل وعدم الصبر
فإن الإنسان بطبعه خلق عجولاً ولهذا تجد كثيراً من الناس يستعجل النتائج ويحاول تغيير كل مالا يلائم طبعه أولا يراه مناسباً أو حراماً أو حلالاً أوأن غيره أفضل منه ، قال ابن القيم : (( ومن تأمل ماجرى على الإسلام من الفتن صغارها وكبارها من إضاعة هذا الأصل وعدم الصبر على منكر فطلب إزالته فتولد منه ماهو أكبر منه ...)) .
الوقاية والعلاج من الأزمات والفتن :
لكل داء دواء وبمعرفة الأسباب التي سقناها يمكن استنتاج الحلول لمواجهة مايعترض الأفراد والمجتمعات من أزمات وفتن والتعامل معها بكل جدية وحذر والخروج الآمن من آثارها وهذه الحلول لا تخص أزمة دون أخرى بل هي شاملة لكل أنواع الابتلاءات التي سبق الإشارة اليها
فمن الوقاية والعلاج مايلي :
1- التثبيت في الفتنة من خلال مسلكين رئيسين :
أ‌- التأكد التام من أن هذه الفتنة هي المعنية بذاتها في النصوص الشرعية أو أنها من جملة الفتن التي يجب الحذر منها قال تعالى : (( ولا تقف ماليس لك به علم ))، ويكون التأكد بالرجوع الى أهل العلم قال تعالى ، (( وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم )) .
ب‌- كف اللسان في الفتنة فلا يجوز إطلاق العنان للسان تجول وتصول في أعراض المسلمين لاسيما أهل العلم والفضل منهم ولا المشاركة بتحريض بعض المسلمين على بعضهم مما يؤدي الى تأجج نار الفتنة وتوسيع دائرتها فإن آفة اللسان في مثل هذه الأحوال كارثية وقد يكون أثرها أعمق من السنان.
2- الثبات على الدين الحق
فبعض الناس يرق دينه ويخور أمام الأزمات والفتن وهذه الدار دار ابتلاء وامتحان وكل ماكان المسلم أشد صلابة في دينه ابتلي بالفتن والمحن وهي سنة إلهيه ففي القران الكريم (( أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لايفتنون ))، وتجد المنافق لا صبر له على البلاء والامتحان فيفشل عند أول اختبار له ((ومن الناس من يعبد الله على حرف فإن أصابه خير اطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة )).
3- الصبر على شدة الفتن
وهو مصير المؤمنين في كل مايعترض حياتهم من أزمات وفتن في شتى نواحي أمورهم الدينية والدنيوية (( ولنبلونكم بشئ من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين ))،ومن ذلك الصبر على الشهوات التي تعترض سبيل المؤمنين فيحفظ نفسه من الوقوع فيها أو طرق مقدماتها .
4- طاعة الله تعال وطاعة رسوله
فالطاعة عاصمة بإذن الله من الأزمات والفتن وتتمثل الطاعة في أوامر الله ونواهيه وأوامر الرسول صلى الله عليه وسلم ونواهيه (( وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول واحذروا )) وهي شاملة لكل أحوال العبد ومنها واجبه الشرعي والأخلاقي نحو الفتن التي تعترضه فيتعامل معه وفق مراد الله .
5- مراقبة القلب
الذي يدور عليه صلاح الأعضاء فهو الموجه الرئيسي لبقية الأعضاء وإصلاحه إ صلاح لكل الأعضاء جاء في الحديث الشريف (( ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب ))
وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يكثر من قول :(( يامقلب القلوب ثبت قلبي على دينك )) فمراعاة القلب والحفاظ عليه من تدنسه بالشهوات والشبهات سبيل الى نقائه وهدايته قال تعالى : (( ومن يؤمن بالله يهد قلبه )) .
6- الجهاد ضد الكفرة الملحدين
الواقفين للمسلمين بالمرصاد والمعتدين على حرمات المسلمين وأوطانهم في بقاع كثيرة من ساحات بلاد المسلمين فإن الاستسلام والخذلان والدعة من أسباب تسلطهم على المسلمين ونشر فتنة الكفر والفسوق والعصيان والانحلال الفكري والخلقي وهذا ديدنهم على مر التأريخ (( ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا )) ، وهذه القضية من المسلمات التي عايشناها وعايشها آباؤنا ومن قبلهم وهم في صراع مع جحافل المعتدين من الشرق والغرب على حدٍ سواء (( وقاتلوهم حتى لاتكون فتنة ويكون الدين كله لله )) .
7- القوة في الحق والوقوف ضد المندسين في الصفوف
وهؤلاء خطر جسيم يدب في جسم الأمة ويشككها في عقيدتها ودينها ويثبط من معنوياتها وعزائمها وهم اليد الطولى لأعداء الأمة الظاهرين الذين يمدونهم بكل مايحتاجون اليه من إمكانات مادية ومعنوية وكل ماهو سبب في الفرقة والاسترخاء قال تعالى في وصفهم : (( لقد ابتغوا الفتنة من قبل وقلبوا لك الأمور حتى جاء الحق وظهر أمر الله وهم كارهون )) ، وهكذا هم في كل زمن ومكان أداة طيعة في يد الأعداء توجه لمسخ هوية الأمة تحت شعارات براقة وأساليب ماكرة ينكشف عوارها في كل مناسبة قال تعالى : (( هم العدو فاحذرهم)) .
8- التوبة والاستغفار وصدق اللجوء الى الله
فإن الإنسان ضعيف بحاجة الى عناية الله ورعايته ولطفه وكرمه ومن وسائل ذلك التوبة الصادقة وكثرة الاستغفار (( وظن داود أنما فتناه فاستغفر ربه وخر راكعاً وأناب))، و بحاجة إلى الإنابة والتضرع اليه فمن وقف بباب الله فلن يضيع رجاؤه: (( فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا ولكن قست قلوبهم وزين لهم الشيطان ماكانوا يعملون )).
9- العبادة والعمل الصالح
فهي وظيفة البشر في هذه الحياة ومن لم ينشغل بعبادة ربه انشغل بعبادة غيره تحت مسميات ومبتكرات متنوعة , والفتن إذا عمت انشغل الناس بها وبآثارها ووقفوا حائرين مذهولين منها وقد يقعون فريسة للشيطان فيذعنون لتلبيسه وإضلاله وخير وسيلة للنجاة هو الانشغال بعبادة الله تعالى قال صلى الله عليه وسلم :(( العبادة في الهرج كهجرة الي ))
قال النووي رحمه الله :((المراد بالهرج هنا الفتنة واختلاط أمور الناس وسبب كثرة فضل العبادة فيه أن الناس يغفلون عنها وينشغلون عنها ولا يتفرغ لها الا أفراد ))
والاعتصام بكثرة العبادة والاستعانة بالله سبيل للنجاة والفلاح :(( ياأيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة ))
10 - التسلح بالعلم الشرعي
فإن العلم نور يضئ الدرب ويعصم من الزلل وهو العلاج الوحيد لظلمات التخبط والحيرة والشرك والشك قال تعالى : (( وما يعقلها الا العالمون ))وسبق أن أشرنا الى أن المرجع الوحيد للعصمة من الفتن هم أهل العلم الراسخون فيه الذين لم يتدنسوا بالأهواء ولم تجرفهم التحزبات والعصبيات بل هم واقفون عند حدود الشرع مسافتهم من الناس واحدة همهم إرضاء الله ولو سخط الناس، وقد ثبت في الحديث الشريف أن العلم يقل في آخر الزمان قال صلى الله عليه وسلم : (( إن من أشراط الساعة أن يرفع العلم ويظهر الجهل ))
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله (( اذا انقطع عن الناس نور النبوة وقعوا في ظلمة الفتن وحدثت البدع والفجور ووقع الشر بينهم )).
11- لزوم جماعة المسلمين وإمامهم
فإن يد الله مع الجماعة والشذوذ في النار فلا يجوز الانفراد عن جماعة المسلمين بما يفرق الصف ويضعف الأمة ولو ترآى للشاذ والمخالف أن سعيه خير وبركة فإن الشيطان حريص على تزيين الباطل وإظهاره بقالب الحق حتى يصبح له رواج وقبول عند الناس .
قال صلى الله عليه وسلم :(( عليكم بالجماعة وإياكم الفرقة فإن الشيطان مع الواحد وهو من الإثنين أبعد ومن أراد بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة))
وقد لا تكون الكثرة بالضرورة هي الجماعة قال ابن مسعود رضي الله عنه :(( إنما الجماعة ماوافق طاعة الله وإن كنت وحدك )) وقد تحدث الفتن وللمسلمين إمام أو حاكم متول عليهم فالالتفاف حوله حينئذ لدفع الشر والفتنة هو الواجب ولو كان ذلكم الحاكم ظالماً أو جائراً رعاية للمصلحة العامة وحفاظاً على مقومات المجتمع و على السكينة العامة فإن العقد إذا انفرط فالكوارث بأنواعها هي البديل وهي المؤهلة لتصدر الصفوف , ولهذا أوصى الرسول صلى الله عليه وسلم حذيفة بوصية فيها كل الخير فقد ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم في حديث طويل دعاة على أبواب جهنم ثم قال له : (( تلزم جماعة المسلمين وإمامهم ؟ قلت : فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام , قال : فاعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعض بأصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك ))
وقد يرى بعض الناس بأن هذا خضوع وتسليم للفاسدين وإقرار لهم على صنيعهم بل وتلميع للفساد وأهله ، وهذا تصور خاطئ إذ لا يلزم من الالتفاف حولهم ومعاونتهم على الخيرنشرالفساد ولا الرضى به الا لمن أقرهم على فسادهم وجورهم ودافع عنه على أنه حق أما من سلك سبيل الإصلاح والتوجيه للراعي والرعية بما يخدم المصلحة العامة ويحافظ على امن البلاد واستقراره ودفع ما أمكن من الشرور فإن هذا هو المتحتم شرعاً ولا ينبغي القول بخلافه فإن البديل المنتظر عادة هو الفوضى والتشرذم والتأريخ خير دليل على ذلك .
12- التسلح بأخلاق الفتن
ومنها :
أ- الرفق والحلم.
ب- الصبر
قال صلى الله عليه وسلم : (( إن من ورائكم أيام الصبر للمتمسك فيهن يومئذ بما أنتم عليه أجر خمسين منيكم , قالوا : يانبي الله أو منهم ؟ قال: بل منكم ))
ج – العدل والإنصاف في كل الأمور
ويتأكد ذلك في العدل مع الخصوم فإن النفس أمارة بالسوء داعية الى الفجور في الخصومة، والمسلم من طبيعته حب الخير للجميع وعدم الشماتة بأحد ولو كان ألد خصومه قال تعالى : (( وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذاقربى )) ، وقال (( ولا يجرمنكم شنئان قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى )) ، وهذا مع الأعداء الكافرين فكيف بمن يجمعك وإياهم كلمة التوحيد والإسلام .

13- الثقة بنصر الله ووعده والتبشير بذلك
فقد تشتد الفتن والأزمات ويعيش الناس في كرب عظيم لكن المؤمن موقن بوعد الله ونصره وأن المستقبل لهذ الدين (( حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا جاءهم نصرنا فنجي من نشاء )).
14- التعوذ بالله من الفتن الظاهرة والباطنة
وهذا هو منهج الرسول صلى الله عليه وسلم في حياته فإن الدعاء سلاح المؤمن وهو الركن الوثيق الذي يلجأ اليه في المدلهات والنكبات فقد كان الرسو صلى الله عليه وسلم يدعو مستعيذا بالله من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدجال . وشرع ذلك لأمته في آخر التشهد في حديث
رواه مسلم وغيره ، بل قال صلى الله عليه وسلم (( وإذا أردت بعبادك فتنة فاقبضني اليك غير مفتون ))
والدعاء هو افتقار وذل من العبد الى خالقه الذي بيده ملكوت كل شي وقد تكون الفتنة ظاهرة يعرفها كل أحد وقد تكون خفية لا يفطن إليها إلا من وفقه الله ولهذا قال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: (( تعوذوا بالله من الفتن ماظهر منها ومابطن ))
15- النظر في عواقب الأمور ومآلاتها
وهذه نظرة العقلاء الذين يزنون الأمور بموازين دقيقة ولا يغترون بالظواهر دون اكتراث بالعواقب والنتائج ولا يستفزون من خلال شعارات براقة وجمل تستهوي الضعفاء والبسطاء بعيدة عن الحكمة والمنطق والتصرف السليم بل قد يكون السكوت في بعض الأحوال خير من الكلام ، قال أبو هريرة رضي الله عنه : (( حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم وعاءين فأما أحدهما فبثثته , وأما الآخر فلو بثثته قطع هذا البلعوم ))
وحوصر الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه في داره فرفض أن يدافع عنه أحد حتى لا يكون سبباً في سفك دماء أمة محمد صلى الله عليه وسلم , قارن هذا الموقف بمواقف بعض المتشنجين الذين ينادون بتأجيج الفتن وتصعيدها ولو سقطت دماء بريئة وحججهم على ذلك أوهى من بيت العنكبوت .
16- الحذر من الإشاعات والأكاذيب
فإن اليقظة والحيطة في التلقي توجب الحذر مما تتداوله الألسن دون أن يكون له رصيد من الحقيقة، ففي الحديث (( بئس عطية الرجل زعموا)) وتتبع الغرائب والأكاذيب دليل الإفلاس وضياع الحجة وقديما قيل : ( من تتبع غرائب الأخبار كذب)، وبعض المفتونين تجدهم رواحل ينقولون الإشاعات ويحللونها قبل التأكد من صحتها وهم بفعلهم هذا أطراف في الكذب والتزوير فقد ثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( من حدث عني بحديث يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين ) واللجوء الى الكذب والتصديق به دليل إفلاس وانحطاط أخلاقي مرفوض ومن نتائج نشر الإشاعات والكذب فقد ثقة الناس بمصادرهم وخسارة جسيمة يجنيها أصحابها لاسيما إن كان مصدر هذه الإشاعات والأكاذيب أصحاب قضية عادلة فإن خسارة القيم لا يوازيها أي خسارة قال تعالى : (( فلو صدقوا الله لكان خيراً لهم )) .
17- متا بعة الأخيار والعلم بمخططات الأعداء ومواجهتها
وهذا يتطلب يقظة تامة لأهل الحق الذين هم صمام أمان للمجتمع ويتوجب عليهم كشف مخططات الأعداء بخطوات متأنية و فهم عميق لهذه الخطط قال تعالى : (( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة )) .
18- البعد عن مواطن الفتن
فإن الفتن قد تبدو بمظهر جذاب ينجذب اليها كثير من الناس وقد يتخيل بعضهم سلامتهم منها ولكنهم قد ينغمسون فيها دون إدراك منهم لحقيقة ذلك، والبعد عنها هو من باب لا تتمنوا لقاء العدو،وقد جاء في الحديث النبوي : (( إن السعيد لمن جنب الفتن ولمن ابتلي فصبر فواهًا )) ومن العلاج الذي حث عليه الرسول صلى الله عليه وسلم لمن أدرك الدجال ان يبتعد عنه فقد قال : (( من سمع بالدجال فلينأ عنه فوالله إن الرجل ليأتيه وهو يحسب أنه مؤمن فيتبعه مما يبعث به من الشبهات ))
وقد تشتد الفتن فيخاف من ضررها والتأثر بها ففي هذه الحالة قد يشرع للخائف اعتزال الناس حماية لنفسه من الوقوع فيها كما في الحديث (يوشك أن يكون خير مال المسلم غنم يتبع بها شعف الجبال ومواقع القطر يفر بدينه من الفتن ))
وهذا لا يتنافى مع أصل المخالطة التي قال فيها الرسول صلى الله عليه وسلم (( المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من المؤمن الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم )) وفي القرآن الكريم (( يابني أقم الصلاة وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور ))لأنها حالة خاصة تقدر بقدرها .
19- الرجوع الى الحق
فقد يتردد المرء في أمر يحجم عنه أو يجزم فيندفع إليه فإن صدر منه بعد اجتهاد وتأمل أو بعد استشارة لأهل العلم والدين فإنه مأجور في حال خطئه وصوابه لأن فعله وتركه لم يصدر عن هوى وحظ نفس , ثم قد يظهر له بعد ذلك الخطأ فلا مناص والحالة هذه أن يعود الى جادة الصواب فإن الحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها أخذ بها ولا يعيبه الرجوع عن حاله السابقة بل هو دليل وعيه وتعقله وبعده عن العصبية المقيتة فعند أبي يعلى والحاكم وغيرهما عن أبي جروة المازني قال سمعت علياً يقول للزبير (( نشدتك بالله أما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إنك تقاتلني وأنت ظالم لي ؟ قال : بلى , ولكن نسيت )) ثم مضى الزبيرمنصرفاً .
20 – التقشف وترك التنعم أيام الرخاء
عند نزول البلاء والمحن يحتاج الناس حينها الى التقلل من الزاد والحاجيات والبعد عن الرفاهية والتوسيع في المطاعم والمشارب والحياة العامة وفي هذا ثقل كبيرعلى المرفهين والمنعمين الذين يصعب عليهم التأقلم والتعايش أيام الأزمات والفتن لأنها تحول دون رغباتهم وحصولهم على ماكانوا يتمتعون به أيام الرخاء وتمرين النفس وحملها على التخفف والتقشف أيام الرخاء خير معين على التحمل أيام الشدائد والمحن .
وقد جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (( التؤدة والاقتصاد والسمت الحسن جزء من أربعة وعشرين جزءاًً من النبوة )) . وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه في حديث طويل (( وتمعددوا واخشوشنوا واخلولقوا ........)) .
21- دور شباب الأمة ودعاتها
الفتن العامة والنكبات التي تحل بالمجتمعات تعم أضرارها أفراد المجتمعات بدرجات متفاوتة وقد تتعطل المؤسسات والخدمات العامة فيتولد من جراء ذلك فوضى عارمة ونقص في كل الخدمات وهنا يأتي دور الشباب الصالحين الذين يحملون هم أمتهم ويهمهم سعادتها وإنقاذها وتخفيف الآلام عنها حتى تخف الوطأة وتستعيد الأمة حياتها وعافيتها , ومن الأعمال التي يتوجب عليهم القيام بها مايلي :
- الإغاثة بكل معانيها وصنوفها .
- إدارة المنشآت العامة .
- إسعاف المصابين والمرضى .
- الاهتمام بالضعفاء من النساء والأطفال وكبار السن .
- وعظ الناس وإرشادهم وحثهم على الخير .
- البذل والتضحية للدين وإقامة الجمعة والجماعات .
- ضبط الأمور وكبح جماح الانفعالات غير المنضبطة .
- بث روح التفاؤل بين الناس .
- حفظ الأمن ونشر الطمأنينة والسكينة .
- إدارة الحرب الإعلامية بمهنية واحتراف بعيداً عن الكذب والإشاعات .
أخيراً .. هناك ضابط مهم لمعرفة وقوع الشخص في الفتنة أوبعده عنها ذكره حذيفة بن اليمان رضي الله عنه الراوي المتخصص في نقل الفتن التي أخبربها الرسول صلى الله عليه وسلم ، قال حذيفة : (( إذا أحب أحدكم أن يعلم أصابته الفتنة أم لا , فلينظر , فإن كان رأى حلالاً كان يراه حراماًً فقد أصابته الفتنة وإن كان يرى حراماً كان يراه حلالاً فقد أصابته الفتنة )) .
وهو ضابط جيد ومعناه أن الفتنة إذا لم تغير نظرته الى مايراه حراماً أو حلالاً قبل حدوث الفتنة فقد سلم وأن غيرت الفتنة بعد حدوثها نظرته فقد وقع فيها .
هذه بعض الخطرات وقعت في النفس واستفدتها أيضاً من بعض من كتب في هذا الموضوع .
آملا أن ينفع الله بها في هذا الزمن التي طغت فيه الفتن العامة والخاصة في بلاد المسلمين
نسأل الله تعالى أن يجنبنا شرور الفتن ماظهر منها وما بطن وأن يحفظ علينا ديننا ودنيانا وأن ينصر دينه ويعلي كلمته وأن يرشدنا الى الهدى ويهدينا لمااختلف فيه من الحق بإذنه إنه على كل شئ قدير .
والحمدلله رب العالمين , وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
m.algabban@gmail.com

عدد القراءات : 5503
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات
الصقر العربي
بارك الله فيك وبارك الله لهذه الامة في عقلك ووفقك الله الى ماتحبه وترضاه ووفقنا معك الى الخير والى مايحبه الله ورسوله بالدنيا والاخره اللهم فاستجيب يا قريب الرجاء بعبادك المؤمنين والمسلمين والحمد لله